النبي قال "أنا أولى الناس بعيسى".. الإفتاء: الاحتفال بميلاد المسيح مش حرام

كتب: سعيد حجازي

النبي قال "أنا أولى الناس بعيسى".. الإفتاء: الاحتفال بميلاد المسيح مش حرام

النبي قال "أنا أولى الناس بعيسى".. الإفتاء: الاحتفال بميلاد المسيح مش حرام

هاجمت دار الإفتاء المصرية فتاوى الجماعات المتطرفة التي تدعو لعدم التهنئة والتهادي بين المسلمين وغيرهم، معتبرة تلك الأقوال شاذة وليس لها أصل شرعي.

وذكرت الدار في فتوي لها أنّ المسلمين يؤمنون بأنبياء الله تعالى ورسله كلهم، ولا يفرقون بين أحد منهم، ويفرحون بأيام ولادتهم، وهم حين يحتفلون بها يفعلون ذلك شكرا لله تعالى على نعمة إرسالهم هداية للبشرية ونورا ورحمة، فإنّها من أكبر نعم الله تعالى على البشر، والأيام التي ولد فيها الأنبياء والرسل أيام سلام على العالمين.

وتابعت: "أشار الله تعالى إلى ذلك؛ فقال عن سيدنا يحيى (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا)، وقال عن سيدنا عيسى (والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا)، وقال تعالى (سلام على نوح في العالمين)، وقال تعالى (سلام على إبراهيم)، ثم قال تعالى (سلام على موسى وهارون)، إلى أن قال تعالى (وسلام على المرسلين* والحمد لله رب العالمين)".

وزادت: "إذا كان الأمر كذلك، فإظهار الفرح بهم وشكر الله تعالى على إرسالهم، والاحتفال والاحتفاء بهم، كل ذلك مشروع، بل هو من أنواع القرب التي يظهر فيها معنى الفرح والشكر لله على نعمه".

وأوضحت: "احتفل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيوم نجاة سيدنا موسى من فرعون بالصيام؛ فروى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما قدم المدينة وجد اليهود يصومون يوما -يعني: عاشوراء-، فقالوا: هذا يوم عظيم، وهو يوم نجى الله فيه موسى، وأغرق آل فرعون، فصام موسى شكرا لله، فقال: (أنا أولى بموسى منهم) فصامه وأمر بصيامه، فلم يعد هذا الاشتراك في الاحتفال بنجاة سيدنا موسى اشتراكا في عقائد اليهود المخالفة لعقيدة الإسلام".

وأضافت: "احتفال المسلمين بميلاد السيد المسيح من حيث هو، أمر مشروع لا حرمة فيه، لأنه تعبير عن الفرح به، كما أنّ فيه تأسيا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم القائل في حقه: (أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم فى الدنيا والآخرة، ليس بيني وبينه نبي) رواه البخاري".

واستطردت: "هذا عن احتفال المسلمين بهذه الذكرى، أما تهنئة غير المسلمين من المواطنين الذين يعايشهم المسلم بما يحتفلون به؛ سواء في هذه المناسبة أو في غيرها، فلا مانع منها شرعا، خاصة إذا كان بينهم وبين المسلمين صلة رحم أو قرابة أو جوار أو زمالة أو غير ذلك من العلاقات الإنسانية، خاصة إذا كانوا يبادلونهم التهنئة في أعيادهم الإسلامية؛ إذ يقول الله تعالى: ﴿وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها﴾".

وأكدت الدار أنّه ليس في ذلك إقرار لهم على شيء من عقائدهم التي يخالفون فيها عقيدة الإسلام، بل هي من البر والإقساط الذي يحبه الله؛ قال تعالى "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين"، فالآية تقرر مبدأ التعايش، وتبيّن أنّ صلة غير المسلمين، وبرهم، وصلتهم، وإهداءهم، وقبول الهدية منهم، والإحسان إليهم بوجه عام؛ كل هذا مستحب شرعا؛ يقول الإمام القرطبي في أحكام القرآن: قوله تعالى "أن تبروهم"، أي لا ينهاكم الله عن أن تبروا الذين لم يقاتلوكم، "وتقسطوا إليهم" أي تعطوهم قسطا من أموالكم على وجه الصلة.


مواضيع متعلقة