بريد الوطن.. التجارة صِدق.. وليست "شطارة"

كتب: بريد الوطن

بريد الوطن.. التجارة صِدق.. وليست "شطارة"

بريد الوطن.. التجارة صِدق.. وليست "شطارة"

حينما تهمّ بشراء سلعة ما، تجد لها أكثر من سعر، وبين ذلك فوارق عجبية، حينها تتساءل: ما الفرق؟ يتبادر إلى ذهنك «الجودة»، كما نسمّيها، فتدرك الحقيقة المُرة أنه لا فرق، لكنه الضمير يا سادة! وهنا تتساءل: أين الصدق؟ فيجيبك أحدهم: «التجارة شطارة!»، أىُّ شطارة هذه.. الربح دون سقف، أم لذلك حدود؟ مع مراعاة جهل المشترى، وعدم تغفيله، كما يقال.

عمل النبى -عليه الصلاة والسلام- بالتجارة قبل البعثة، وتاجر لخديجة، وفى الأسواق، وباشر البيع بنفسه، وكان يأمر التجار بالبر، والصدق، والصدقة «البيِّعان بالخيار ما لم يتفرَّقا، فإن صدقا وبيَّنا بورك لهما فى بيعهما، وإن كتما وكذبا مُحقت بركة بيعهما»، وخاطب التجار: «إن التجار يُبعَثون يوم القيامة فجاراً، إلا مَن اتقى الله وبرَّ وصدق»، وكان يأمر بالسماحة واليسر فى البيع والشراء: «رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى»، وكان يُحسن أداء الحقوق لأهلها، «إن خياركم أحسنكم قضاءً»، ويحث على إقالة النادم: «مَن أقال مسلماً أقال الله عثرته يوم القيامة» والإقالة: المسامحة، والتراجع عن البيع أو الشراء، وكان يساوم فى الشراء، ولا يبخس الناس بضاعتهم، ويأمر برجحان الوزن، وإنظار المعسر «مَن أنظر معسراً أو وضع عنه أظله اللّه فى ظله»، وينهى عن التعامل بالربا، والغرر، والمحرمات، والغش.. هذا هدىُ نبينا فى التجارة.. «مش الشطارة» كما يدَّعى البعض.

                                                    رزق عبدالمنعم خليف

يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com


مواضيع متعلقة