فاروق الباز.. رائد الجيولوجيا ومكتشف مواقع هبوط بعثات أبولو على القمر

فاروق الباز.. رائد الجيولوجيا ومكتشف مواقع هبوط بعثات أبولو على القمر
تتداخل المعلومات وتتزاحم الإنجازات حينما يتم ذكر عالم الجيولوجيا المصري فاروق الباز، الحاصل على الجنسية الأمريكية، والذي تحل ذكرى ميلاده الـ82 اليوم، فهو الذي عمل بوكالة ناسا للمساعدة في التخطيط للاستكشاف الجيولوجي للقمر، كاختيار مواقع الهبوط لبعثات أبولو و تدريب رواد الفضاء على اختيار عينات مناسبة من تربة القمر وإحضارها إلى الأرض للتحليل والدراسة.
عمل الباز مستشارا علميا للرئيس الراحل أنور السادات، مثلما عمل شقيقه الدكتور أسامة الباز مستشارا سياسيا للرئيس الأسبق حسني مبارك، وكُلف بانتقاء المناطق ذات الأراضي القابلة للاستصلاح في الصحراء دون تأثيرات ضارة على البيئة، ونظرًا لخدماته المميزة، منحه السادات وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى.
متزوج ولديه أربع بنات وست أحفاد، ويشغل حاليا منصب أستاذ البحث العلمي ومدير مركز الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن الأمريكية، كما أنه أستاذ مساعد للجيولوجيا في جامعة عين شمس في القاهرة بمصر، كما أنه عضو في مجلس الثقات في مؤسسة الجمعية الجيولوجية الأمريكية في بولدر بكولورادو، وعضو في مجلس القادة في مؤسسة البحث والتطوير المدني للدول المستقلة عن الاتحاد السوفييتي السابق "سي آر دي إف جلوبال"، وهو عضو في الأكاديمية الأمريكية الوطنية للهندسة في واشنطن.
ولد عالم الجيولوجيا في حضن أسرة بسيطة في الزقازيق التابعة لمحافظة الشرقية وحصل على شهادة بكالوريوس (كيمياء - جيولوجيا) في عام 1958 م من جامعة عين شمس، ثم نال شهادة الماجستير في الجيولوجيا عام 1961 من معهد المناجم وعلم الفلزات بميسوري، وحصل على عضوية جمعية سيجما كاي (Sigma Xi) العلمية، كما نال شهادة الدكتوراه في عام 1964م وتخصص في الجيولوجيا الاقتصادية.
خلال الأعوام بين 1967 و1973 عمل على اختيار 16 منطقة مميزة على القمر لهبوط رواد الفضاء عليها بغرض الحصول على أكبر مكسب علمي عن التكوين الجيولوجي للقمر ومعرفة تاريخ تكوين القمر وعلاقة تكوين القمر بتكوين الأرض، وكان يرافق أعضاء مجموعة ناسا عند لقائهم بالصحفيين للإعلام عن نتائج رحلات أبولو لتبسيط التعبيرات العلمية، وتبين العلامات الخضراء في الصورة التالية مواقع هبوط بعثات أبوللو المأهولة على القمر، وهي من ضمن 24 موقعا على القمر اقترحها الباز لناسا.
تميزت رحلة أبولو 15 بتطوير وتحسينات متعددة لمركبة الفضاء والعربة القمرية حتى أن الرواد وكل العاملين في ناسا كانوا قلقين على نجاح الرحلة، فأشار الباز إليهم بأن يأخذوا معهم سورة الفاتحة لتحميهم ويكون الله معهم، وكانوا متعلقين بالحصول على أي شيء يستبشرون به ويطمئنهم على أداء رحلتهم والعودة بسلام إلى الأرض، وبالفعل طبع الباز سورة الفاتحة على ورقة في بيته، وقام هو وبناته بتسجيل أسمائهم على الورقة وصلوا يوم انطلاق الرحلة ودعوا بأن تتم رحلة الرواد على خير، ثم قام بحفظ سورة الفاتحة في حافظة من البلاستيك وسلمها لألفريد وردن.
في أبريل من عام 2011، التحق الباز بحزب المصريين الأحرار، الذي أسسه الملياردير المصري نجيب ساويرس، وأثناء العشرين عامًا الماضية في أبحاثه في جامعة بوسطن، استخدم الباز صور الأقمار الصناعية للمزيد من الفهم لأصل وتطور الصحراء، يُنسب للباز توفير دليل بأن الصحراء ليست صنيع الإنسان، ولكنها نتيجة تغيرات مناخية، وكشف بحثه عن العديد من الأنهار المدفونة تحت رمال الصحراء وينابيع في الصحارى، بناءً على تأويل صور الرادار، وأدى تحليله للبيانات إلى تحديد موقع المياه الجوفية في التضاريس الصحراوية في مصر وعمان والإمارات العربية المتحدة وربما في دارفور في السودان إذا لم تجف.
كتب عالم الجيولوجيا 12 كتابا، منها أبوللو فوق القمر، الصحراء والأراضي الجافة، حرب الخليج والبيئة، أطلس لصور الأقمار الصناعية للكويت، ممر التعمير في الصحراء الغربية بمصر، وتبلغ أوراقه العلمية المنشورة إلى ما يقرب من 540 ورقة علمية، سواء قام بها وحيدا أو بمشاركة آخرين، وفي 2019 أطلق على كويكب 7371 اسم الباز تقديرًا لإسهاماته العلمية البارزة.
حصل الباز على ما يقرب من 31 جائزة، منها كما حاز على العديد من الجوائز العلمية من أمريكا ومن جامعات وهيئات علمية كثيرة حول العالم منها جائزة الاستحقاق من الدرجة الأولى المصرية من الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وجائزة الامتياز العلمي والتكنولوجي من ناسا.