بالمستندات.."الوطن" تكشف عصابة "إتجار في البشر" وتصدير "دعارة"

كتب: طارق عباس

بالمستندات.."الوطن" تكشف عصابة "إتجار في البشر" وتصدير "دعارة"

بالمستندات.."الوطن" تكشف عصابة "إتجار في البشر" وتصدير "دعارة"

قضية جديدة تكشف "الوطن"، تفاصيلها وأوراقها بالمستندات والصور، تزيح الستار عن عصابة منظمة للإتجار بالبشر، وتسفير الفتيات لدولتين عربيتين، للمتاجرة بأجسادهن في الدعارة.

بعد إيهامهن، بالحصول على مبالغ مالية طائلة، وإقناعهن بالتوقيع على إيصالات أمانة، وسحب جوازات السفر الخاصة بهن، فور الوصول لإحدى الدولتين، ثم النصب عليهن، والاستيلاء على كل ما تحصلن عليه من مبالغ مالية، نتيجة ممارسة الرذيلة، وإعادتهن لمصر مرة أخرى، صفر اليدين.

استقطاب فتيات وسيدات من "الملاهي الليلية" والكافيهات وإقناعهن بتحقيق ثروة بالدولار.. والنصب عليهن بعد انتهاء المدة 

الواقعة طبقا للمعلومات المتوافرة، تشير إلى اكتشاف أكثر من 30 حالة، تتشابه الظروف والملابسات بينها، وتستهدف سيدات وفتيات على حد سواء، يجرى استقطابهن من الكباريهات، ومحلات الكافيهات والبارات بمناطق الهرم ووسط القاهرة.

والطريقة نفسها هي التي تستخدمها العصابة في الإيقاع بالضحايا، وتسخيرهن لخدمة جشع وطموح زعيمة العصابة وزوجها، في الثراء السهل السريع، من خلال تجارة البشر، وبيع أجساد الضحايا، لمن يدفع من راغبي السهرات الحمراء.

"مُسجلة آداب" وزوجها يديران العصابة من خارج مصر عن طريق الهاتف والفيسبوك وتطبيقات المراسلة على الإنترنت 

"م. ش"، 43 سنة، سيدة مصرية جرى اتهامها من قبل، في 9 قضايا بينها 7 قضايا آداب، إضافة لقضيتي سرقة متاجر، وسرقات متنوعة.

تعرفت السيدة على أحد الأشخاص بعد طلاقها من زوجها الأول، وهو "هـ. ج"، ثم تزوجت منه بعد فترة وجيزة، وبدأت رحلتهما في التجارة بأجساد السيدات والبنات، اللاتي دفعتهن الحاجة، لبيع شرفهن مقابل البحث عن المال، ودفعتهن ظروف الحياة، للموافقة على السفر لدولة عربية، بعد سماع المغريات، التي يسوقها المتهمان إليهن، سواء بشكل مباشر أو من خلال شبكة تعمل تحت أيديهما، يديراها من خارج مصر، بواسطة الهواتف وبرامج الاتصال عن طريق الإنترنت.

يبدأ المتهمان، بتجنيد بعض الأشخاص في مصر، مهمتهم الأساسية استقطاب الفتيات من الملاهي الليلية والبارات والكباريهات، وإقناعهن بالسفر لدولة عربية، مقابل الحصول على مبالغ مالية طائلة.

وبالفعل جندا ما يقرب من 8 أشخاص، من بينهم 4 سيدات، تقمن باصطحاب الفتيات لمنازلهن، وبداية رحلة إقناعهن بالسفر والشرح والاستفاضة عن مميزات السفر، والمبالغ اللاتي سيحصلن عليها من عملاءهم خارج مصر، خاصة وأن هناك سيدة، ستسهل لهن كل الأعمال في تلك الدولة، من الإقامة ومكان اصطياد الزبائن، وحتى أماكن ممارسة الرذيلة، حتى يجري الحصول على المبلغ المالي المتفق عليه مع كل عميل، مقابل الحصول على نسبة بسيطة من تلك الإيرادات.

سائق ومحام وعدد من السيدات يديرون العمليات من مصر.. ويوصلوا الضحايا لسلم الطائرة ليبدأن رحلة المعاناة خارج البلاد 

أحد هؤلاء الأشخاص، يدعى "م"، هو حلقة الوصل بين الشبكة وزعيمتها المقيمة خارج مصر، يؤدي عدد من المهمات، تبدأ من السهر بأماكن تواجد الفتيات، واستقطابهن، ومحاولة إقناعهن مبدأيا بالعمل معه.

واصطحاب الفتيات إلى إحدى بيوت السيدات اللاتي يستكملن مسيرة شرح المهمة وتفاصيلها، والأموال والإجراءات التي سيجرى التطرق لها حال الموافقة النهائية، ويقوم بدور السائق، الذي يؤمن انتقالات الفتيات والسيدات، أعضاء الشبكة، من وإلى كل الأماكن، التي يؤدون فيها إجراءاتهم، فضلا عن تسليم الفتيات إلى الطائرة، والتأكد من بدأهن رحلة العمل غير المشروع.

أما المحامي "م. ر"، فمهمته هي إنهاء الإجراءات، وتخليص جوازات السفر الخاصة بالفتيات، واستخراج تأشيرات "سياحة" لهن، كما أنه أحيانا، يستخرج بطاقات رقم قومي للفتيات، اللاتي لا يملكن أي تحقيق شخصية، إضافة لدور محوري، وهو تحرير إيصالات أمانة، توقع عليها كل فتاة أو سيدة وافقت على السفر.

وفي أغلب الأحيان، يكون المبلغ المكتوب في الإيصال، هو 50 ألف جنيه، ويجري إقناعهن بضرورة توقيع الإيصالات، مقابل حصولهن على مبالغ مالية مؤقتة قبل السفر، ومصاريف استخراج التأشيرات وجوازات السفر وغيرها من الإجراءات النهائية، بقيمة تذاكر الطيران.

أحلام الثراء تراود الضحية لتبدأ رحلتها المحفوفة بالمخاطر

بداية الخيط، تكون تبدأ بذهاب (م) "جوكر الشبكة"، لأحد البارات أو الملاهي الليلية، بصحبته أحد الأشخاص، يجلسان بشكل طبيعي، ويبدأن بعمل مسح شامل للمكان، بحثا عن الضحية، التي تكون إحدى فتيات الليل الجدد، وغالبا ما تكون بلا علاقات سابقة في المكان، حتى لا يجري تداول الأمر مع عدد من الناس، ويستقطبها أحدهما.

وبعد التحدث والاتفاق معها، حول عمل جديد متوفر، يجلب لها آلاف الدولارات، وأن العمل خارج مصر، وسيجري في دولة عربية، من الدولتين، اللتان تتعامل فيهما السيدة وزوجها، ما يجعل الفتاة أو السيدة، تبدأ في الغوص في أحلام الثراء، وتحسن حياتها بكل المقاييس، وهنا تبدأ رحلتها المحفوفة بالمخاطر.

في حالة الموافقة، يقنع "م"، السيدة أو الفتاة بالذهاب معه لصاحبة العمل، حتى يجري الاتفاق معها على كل التفاصيل، ويأخذها معه بسيارته إلى منزل إحدى السيدات بـ"محافظتي القاهرة والجيزة"، ويبدأ بتعريفهما ثم يتركهما.

لتبدأ مهمة السيدة المفوضة باستكمال رحلة إقناع الضحية بالسفر، وتعدها بمميزات كثيرة ستحصل عليها حال سفرها، وأن أشخاصا متواجدون في تلك الدولة، سيتسلمونها ويساعدونها على كل شيء.

الشروط التي تضعها العصابة، تبدو واضحة وخالية من المخاوف، فمجرد الموافقة، تقنع السيدة الضحية بالتوقيع على إيصال أمانة بمبلغ 50 ألف جنيه، مقابل تأمين كل المصروفات من الألف للياء، حتى تسافر إلى مكان عملها الجديد، الذي لا يتجاوز 3 أشهر في الخفاء.

ويجري استخراج الفيزا "سياحة"، ثم تعود بكل المبالغ، التي ستتحصل عليها من العمل بالدعارة في تلك الدولة، وتقنعها أيضا أنهم سيحصلون منها على مقابل بسيط نظير الإقامة لديهم، ونظير توفير عملاء، سيدفعون مبالغ خيالية لها، ما يسهل مأمورية تلك السيدة في إقناعها بالموافقة، على أن تحصل على إيصال الأمانة، فور عودتها.

تحضر السيدة "و. م"، إيصالات أمانة باسم الفتاة، بعد أن يجهزها المحامي "م. ر"، وفي جلسة التوقيع، يصورها "م"، فيديو، وهي توقع، ثم يلتقط صورا لإيصال الأمانة، وعليه بطاقة الضحية، ويرسل الفيديو والصور، لزعيمة العصابة خارج مصر، على تطبيقات الهاتف، وينتظر منها إشارة البدء في إنهاء إجراءات سفرها.

عقب التوقيع على إيصال الأمانة، يحتجز "م" الفتاة أو السيدة لدى إحدى شركاءهم، في شقق يعشن فيها بمفردهن، ويوفروا لها المأكل والملبس، حتى تنتهي إجراءات الحصول على جواز السفر، ثم التأشيرة، ثم تحديد موعد الطيران إلى الدولة العربية، محملة بأحلام الثراء، لكن أي منهن لم تكن تعلم ما تخبأه لها العصابة.

أحلام فتيات "البارات" تنتهي بكابوس بعد استغلالهن جنسيا بلا مقابل 

بدوره يتسلم "م"، الضحية بسيارته، ويوصلها إلى داخل مطار القاهرة، ويطمئن على سفرها، لتتلقاها السيدة ورجالها في الدولة العربية، ثم يوفروا لها الإقامة، ويبدأوا العمل مباشرة، حتى لا يضيعوا وقتا من مدة التاشيرة المحدودة، وذلك باصطحابهن لأماكن السهر والبارات، وترويجهن لراغبي المتعة الحرام، والحصول على المقابل المادي، وعدم تسليمها للضحية، بحجة أنهم يخشون عليهن من السرقة، وأحيانا حتى لا تفكر أي منهن في السفر، وترك العمل بعد حصولها على مبالغ كبيرة.

إحدى السيدات رضخت لمغريات العصابة، فاصطحبها "م" إلى منزل سيدة تدعى "ر"، بمنطقة الهرم، وافقت على كل الشروط، وأبدت استعدادها ورغبتها في العمل والسفر لخارج مصر، وعند إبلاغ زعيمة العصابة، طلبت منهما أن يجعلانها توقع إيصال الأمانة كالمعتاد.

ويتخلصا من القلم المستخدم، وإرسال صور الإيصالات لها حتى تتأكد، وتبدأ في ترتيب العمل لها مباشرة، بعد تحديد موعد السفر.

تنتهي مدة التأشيرة، وتنتهي معها أحلام الضحايا، في الحصول على الأموال التي حصلت عليها زعيمة العصابة، مقابل كل السهرات والأعمال المنافية للآداب التي قمن بها.

وقبيل نهاية مدة التأشيرة، تسلم السيدة جواز السفر للضحية دون أي أموال أو مقابل، وعندما تحاول الفتاة التمرد عليهم، وتهديدهم بالإبلاغ عن نشاطهم، تتذكر أنها وقعت على إيصال الأمانة، ومعظمهن يكن متهمات من قبل في قضايا الآداب، فتنهي الضحية رحلة سفرها، وتعود لمصر خاوية الوفاض، وتبدأ العصابة رحلة البحث عن ثالثة ورابعة وخامسة.

زعيمة العصابة تسجل ابنها باسم رجل آخر غير والده الحقيقي

أما "م. ش"، زعيمة العصابة، فكشفت الأوراق والمعلومات، أنها زورت شهادة ميلاد لابنها الأكبر، الذي يبلغ من العمر حاليا 16 سنة، حيث كانت تقضي فترة عقوبة في سجن النساء بالقناطر في غضون عام 2003، وولدت الطفل في يوليو من العام نفسه، وعند كتابة شهادة ميلاده، كتبته باسم زوجها الأول، في سجل مدني مركز القناطر الخيرية، رغم أنها كانت تطلقت منه، وكانت وقتها متزوجة من شخص آخر، هو والد الطفل الحقيقي.

وعندما خرجت من السجن، وعلم طليقها بواقعة كتابة طفل باسمه، طلب منها تصحيح ذلك الخطأ في حقه، فقررت تحرير شهادة أخرى مزورة باسم زوجها، الذي كانت على ذمته وقتها، وحررت الشهادة الثانية المزورة في غضون عام 2005، بأحد مكاتب السجل المدني بمحافظة الجيزة.

صور ومستندات وأوراق وفواتير، وإيصالات تحويل أموال وتغيير عملات، وجوازات سفر وغيرها من المستندات المتعلقة بالقضية، نتحفظ على نشرها إلا حين تطلبها الجهات المختصة لملاحقة التنظيم العصابي الذي يتاجر في البشر، ويمارس نشاطا غير قانوني، تحت ستار تأشيرات السياحة إلى خارج مصر، في مقابل الحصول على آلاف الدولارات من راغبي المتعة الحرام، ويمارس أيضا النصب على الضحايا اللاتي يستغلهن في تحقيق أغراضه.


مواضيع متعلقة