رئيس هيئة قناة السويس: حققنا أعلى إيرادات في 2019 رغم تراجع حركة التجارة العالمية

كتب: هبة صبيح

رئيس هيئة قناة السويس: حققنا أعلى إيرادات في 2019 رغم تراجع حركة التجارة العالمية

رئيس هيئة قناة السويس: حققنا أعلى إيرادات في 2019 رغم تراجع حركة التجارة العالمية

قال الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس إن معدل عبور السفن بمجرى قناة السويس العالمى يزداد سنوياً رغم انخفاض حركة التجارة العالمية، وإن تكليفات الرئيس السيسى واضحة بشأن دعم مشروعات الهيئة الاقتصادية عبر المشاركة من هيئة القناة، لافتاً إلى قرب الانتهاء من تنفيذ تعليمات الرئيس بإنشاء 100 مركب للصيد، لتوفير فرص عمل للشباب.

وأضاف «ربيع» فى حواره لـ«الوطن»، أن هيئة قناة السويس بدأت فى خطة إعادة هيكلة الشركات التابعة لها، وبدأت بالشركات الثلاث الأكثر خسارة، ممثّلة فى «القناة للإنشاءات البحرية» و«الأعمال الهندسية» و«ترسانة السويس البحرية»، من خلال جذب استثمارات لرفع معدلات وحجم الأعمال، وإلى نص الحوار:

الفريق أسامة ربيع: نطمح إلى وصول عدد السفن العابرة إلى 95 سفينة يومياً وتحديد رسوم العبور الجديدة فى 2020

هل تأثرت حركة مرور السفن بالانخفاض الذى شهدته حركة التجارة العالمية؟

- رغم تراجع حركة التجارة عالمياً بنسبة 3% خلال عام 2019 وتأثيرها على مرور السفن عالمياً، إلا أنه يعد أكثر الأعوام حظاً من ناحية الإيرادات، فالإحصائيات الملاحية أكدت عبور نحو 19 ألف سفينة بحمولات مليار و200 طن، وبإيرادات قدرها 6 مليارات دولار، مما يعكس حقيقة مؤكدة بأن قناة السويس أكثر ممر ملاحى آمن لحركة السفن العالمية بين الشمال والجنوب، ونطمح إلى أن يصل عدد السفن التى تعبر القناة يومياً فى عام 2020 إلى 95 سفينة.

وهذا بالطبع عائد إلى الاهتمام الذى أولته الدولة لقناة السويس عبر تبنّى سلسلة من مشروعات التطوير المستمرة بالقناة وأحدثها مشروع قناة السويس الجديدة، الذى نجح فى الحفاظ على التصنيف العالمى للقناة وتحسين مستوى الخدمات الملاحية المُقدّمة للسفن العابرة، فضلاً عن مواكبة متطلبات التطور فى صناعة النقل البحرى، ومواجهة تحديات المنافسة، وهو ما انعكس على حركة الملاحة بقناة السويس الجديدة منذ افتتاحها للملاحة البحرية، وحتى الآن، حيث شهدت عبور 1.3 مليون سفينة، بحمولات بلغت 28.6 مليار طن، وإيرادات قدرها 135.9 مليار دولار.

وهنا يجب تأكيد أن هيئة قناة السويس مؤسسة متكاملة لها طابع اقتصادى تنموى ودور مجتمعى رائد فى منطقة القناة، وأن المرحلة المقبلة تستهدف استكمال مسيرة التطوير وتنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بإعطاء الأولوية لتطوير المجرى الملاحى عبر إنشاء جراجات وقيسونات، علاوة على تحديث أسطول الوحدات البحرية، وإجراء إصلاحات هيكلية وإدارية للشركات التابعة بالتوازى مع العمل على رفع تصنيف الترسانات، كما أن خطة التطوير تمتد إلى تحديث أسطول الكراكات بالهيئة، حيث تم التعاقد بالفعل على شراء كراكتين جديدتين من المقرر دخولهما الخدمة بحلول عام 2020.

هل ستزيد رسوم عبور السفن عام 2020؟

- الرسوم الجديدة للعبور سيتم الإعلان عنها فى أول يناير، والمنوط بتحديد الرسوم هو الوحدة الاقتصادية بهيئة قناة السويس بعد دراسة المتغيرات العالمية لحركة التجارة البحرية واتجاه الخطوط الملاحية والتحالفات بين الخطوط وتكلفة الشحن العالمية وأسعار الوقود، وبناءً عليه تحدّد الوحدة لائحة الرسوم الجديدة، كما تستمر الهيئة فى تقديم الدعم والتخفيضات للسفن التى تحمل مواد غذائية وقمحاً للشعب المصرى.

ننفّذ تكليفات "السيسى" بدعم المنطقة الاقتصادية

ما دور الهيئة فى دعم المنطقة الاقتصادية؟

- تكليفات الرئيس السيسى واضحة وصريحة فى هذا الشأن، ورغم انفصال هيئة قناة السويس عن المنطقة الاقتصادية للقناة، فإن التنسيق مع الهيئة الاقتصادية ما زال قائماً بهدف تقديم الدعم للمشروعات، التى تنفّذها الهيئة، إلى جانب المساعدة فى إنشاء كوبرى الفردان للسكة الحديد، الذى سيربط بين شرق وغرب القناة، وهو أحد أهم المشروعات الواعدة لربط شبه جزيرة سيناء بالوادى والدلتا بوسائل انتقالات متعدّدة ومتنوعة، لتنمية تلك المنطقة تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

تطوير شركات الهيئة يجرى بالشراكة وجذب استثمارات دون تخفيض العمالة

إلى أى مدى جرى تطوير الشركات السبع التابعة للهيئة؟

- هيئة قناة السويس بدأت فى خطة إعادة هيكلة الشركات التابعة لها، وهى «القناة للرباط وأنوار السفن والبورسعيدية والتمساح والأعمال الهندسية، والقناة لأعمال الموانئ، وترسانة السويس البحرية، والقناة للترسانة النيلية» وبدأنا بالشركات الثلاث الأكثر خسارة، ممثلة فى «القناة للإنشاءات البحرية» و«الأعمال الهندسية» و«ترسانة السويس البحرية»، حيث تعمل فى أنشطة إصلاح وبناء جميع الوحدات البحرية والإنشاءات المعدنية وخزانات وتنكات وجمالونات وبناء الأحواض القائمة واللنشات واليخوت والقاطرات، وجرى تطوير شركتين من خلال جذب استثمارات لرفع معدلات وحجم الأعمال، ويجرى حالياً إنشاء شراكة بين شركة ثالثة، وأخرى استثمارية خلال عام 2020، كما تعكف لجنة تطوير الشركات التابعة للهيئة على دراسة المعوقات التى تواجه تطويرها، لتتحول من الخسارة إلى الربح، لتواكب المنظومة العالمية بعد الوقوف على أسباب خسائرها، رغم حجم الأعمال المسندة إليها، وكذلك تفعيل دورها لخدمة مشروع شرق بورسعيد والمنطقة الاقتصادية. وأؤكد أن سماح الهيئة لشركاتها مؤخراً بعقد الشراكات مع القطاع الخاص لتعظيم استثماراتها وزيادة عوائدها أسهم فى تقليل حجم الخسائر، وأطمئن العمال، لأن تطوير الشركات لا يعنى تخفيض العمالة بها، بل رفع مستواهم ليقدموا أعلى إنتاج وجودة.

الانتهاء من المرحلة الأولى فى مشروع بناء 100 مركب صيد يونيو القادم

ماذا عن تكليفات الرئيس السيسى بإنشاء 100 سفينة صيد؟

- يجرى إنشاء 100 سفينة صيد كمشروع قومى، وفقاً لأفضل المواصفات والتقنيات الفنية، لتوفير فرص عمل للشباب على ثلاث مراحل، بدأت المرحلة الأولى بإنشاء 34 سفينة صيد، سيتم الانتهاء منها فى يونيو القادم، وتليها 34 سفينة فى المرحلة الثانية، و32 سفينة فى الثالثة، لتسليمها للشباب طبقاً لتكليفات الرئيس السيسى، بهدف خلق فرص عمل فى منطقة القناة والمحافظات الساحلية، تعزيزاً للتنمية المجتمعية، كما أن الرئيس عبدالفتاح السيسى تبنّى تصنيع أسطول صيد من 100 مركب، لتنشيط هذه الصناعة فى مصر ومن ضمنها تلك المراكب التى جرى تصنيع 80% منها بأيادٍ مصرية و20% متمثلة فى الماكينات والمحركات من طراز «سكانيا»، وهى خاصة بمراكب الصيد الجديدة، ويتم استيرادها من الخارج، ويبلغ طول سفينة الصيد الواحدة 24 متراً، وسعة استيعابية للأسماك 100 طن، كما تضم وحدات إعاشة لـ12 صياداً، ومؤهلة للإبحار فى أعالى البحار بكفاءة عالية جداً، وتكلفة المركب الواحد نحو 20 مليون جنيه.

شراكة روسية لبناء سفن بالترسانات البحرية

ما دور الهيئة فى تطوير ترساناتها البحرية؟

- الهيئة حريصة على تطوير ترساناتها، لذلك قمنا بتفعيل بروتوكول التعاون المشترك بين الهيئة ووفد شركة AKABARS الروسية لبناء السفن، لتطوير وتحديث ترسانات الهيئة، حضره ريناتميستخوف المدير العام للشركة الروسية، وفلاديمير ليسيتسكى نائب مدير مركز تكنولوجيا بناء وإصلاح السفن الروسى، ورفائيل دامينوف مستشار المدير العام لمجموعة شركات «AKABARS» لبناء السفن، كما حضر اللقاء من هيئة قناة السويس عدد من أعضاء مجلس إدارة الهيئة ورؤساء شركات كل من الشركة البورسعيدية وشركة القناة للإنشاءات البحرية وشركة ترسانة السويس البحرية، وشركة التمساح لبناء السفن، ومستشار رئيس الهيئة للترسانات، وذلك بمبنى الإرشاد بالإسماعيلية، وأسفر اللقاء عن الإعلان عن بدء العمل على تطوير ورش الفايبر جلاس بترسانة بورتوفيق البحرية، بالتعاون مع شركة AKABARS الروسية لبناء السفن، ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج الفعلى فى ديسمبر 2020، وبمقتضى الاتفاق تبدأ لجنة العمل المشتركة تحديد المهمات المطلوبة لتطوير ورش الفايبرجلاس، علاوة على نقل التكنولوجيا والخبرة الروسية فى مجال بناء السفن، على أن يتم التوسّع فى ما بعد لبناء الوحدات البحرية المختلفة، مثل الكراكات والسفن متوسطة الحجم.


مواضيع متعلقة