مع إطلاق البرنامج المصري.. مصر رائدة "الفضاء" في أفريقيا والشرق الأوسط

كتب: نهال سليمان

مع إطلاق البرنامج المصري.. مصر رائدة "الفضاء" في أفريقيا والشرق الأوسط

مع إطلاق البرنامج المصري.. مصر رائدة "الفضاء" في أفريقيا والشرق الأوسط

مع بداية عام 2020، تستعد وكالة الفضاء المصرية، لإطلاق مسابقة لاختيار أول مواطن مصري يصعد للفضاء، يخضع فيها المتقدمون لاختبارات نفسية وبدنية وعقلية لمدة عامين، ثم يخوض اثنين 3 أعوام من التأهيل بشكل عام، يتبعها برنامج في مركز تأهيل عالمي، يتعلمان فيه التأقلم على العيش في بيئة الفضاء لعدة أشهر، لاختيار أول رائد فضاء مصري، وبذلك تدخل مصر بخطوات أكثر تخصصا إلى عالم الفضاء ضمن برنامج الفضاء المصري الذي بدأته في عام 1998، تحو تحقيق طفرات علمية بلا حدود.

بدأت في 1905.. مصر أول دولة في أفريقيا والشرق الأوسط في علوم الفضاء

الريادة الفضائية هو ما ميز مصر عبر العصور، فقد كانت أولى الدول في الشرق الأوسط وأفريقيا في علوم الفضاء، ففي عام 1905 بدأ مرصد حلوان يستخدم منظار 30 بوصة، وكانت مهام المرصد أن يتابع ويرصد الأقمار الصناعية بالتليسكوبات البصرية ثم الكاميرات الفوتوغرافية في بداية الستينات من القرن الماضي، وفي عام 1972 أكدت مصر ريادتها قبل دول المنطقة والقارة في استخدام الاستشعار عن بعض لخدمة مشروعاتها القومية عبر إنشاء مركز الاستشعار عن بعد بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، قبل أن يصبح الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء وذلك بحسب موقع الهيئة العامة للاستعلامات، فضلا عن أنها من أوائل الدول العربية والشرق أوسطية فـي استخـدام تكنولوجيا الفضاء في البث الإذاعي والتلفزيوني (نايل سات) .

التسعينات.. انطلاق حقبة برنامج الفضاء المصري 

في عام 1997، عقدت جامعة القاهرة ورشة عمل ثم عقدت أخرى في أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، لوضع بدايات برنامج الفضاء المصري، وبالفعل كانت بداية البرنامج في عام 1998، عبر تصنيع أقمار صناعية بالتعاون مع أوكرانيا وكزاخستان وروسيا، وجرى إطلاق  أول قمر صناعي مصري نايل سات 101 لتصبح مصر الدولة رقم 60 في دخول مجال الفضاء في أبريل 1998، وأنشئ على إثر ذلك مجلس بحوث الفضاء بالأكاديمية.

وبحسب موقع الهئية العامة للاستعلامات، توالى إطلاق الأقمار المصرية التي تعمل في المجالات السلمية ولخدمة المشروعات القومية، ومنها قمر نايل سات 102 في عام 2000 ثم قمر نايل سات 103 في عام 2004، وقمر إيجبت سات 1 الذي أطلق في عام 2007، ليكون أول قمر صناعي مصري للاستشعار عن بعد.

في عام 2015 اتخذ برنامج الفضاء المصري منحى جديدا، حيث قامت مصر في إطار برنامج الأقمار التجريبية لخدمة البحث العلمي، بالإعلان عن قمر صناعي مصر بالتعاون مع الصين، وهو "قمر مصر سات 2" المتميز بأنه مصري تجميعا وتصميما بنسبة 100%، وجرى الكشف عن إطلاقه في أوائل عام 2017، ويستهدف البرنامج إطلاق 5 أقمار صناعية تجريبية.

مصر تدخل مجال بحوث الفضاء

في عام 2005 دخلت مصر عالم بحوث الفضاء، حيث تعاون فريق من علماء الفضاء الأمريكيين والفرنسيين مع جامعة القاهرة، بإجراء تجارب علمية من خلال نموذجين لمركبتي فضاء تعتمدان على تكنولوجيا التصوير بالرادار على أعماق‏ بين 100 إلى 2500 ‏ متر لاكتشاف المياه الجوفية بواحات مصر في الصحراء الغربية، وفي عام 2014، جرى استضافت أعضاء لجنة إعداد سياسة واستراتيجية الفضاء بأفريقيا، لمناقشة تخطيط وتنفيذ أول استراتيجية أفريقية للفضاء.

واعتبرت هذه اللقاءات العلمية أكبر تجمع علمي تكنولوجي في مجال علوم الفضاء في أفريقيا، والتي انتهت بوضع وثيقة لسياسة الفضاء في القارة السمراء.

أول مركز لتجميع وصناعة الأقمار في المنطقة العربية

ولأول مرة في المنطقة العربية، أقامت مصر مركزا لتجميع وصناعة الأقمار الصناعية على أرض مصر في عام 2016 بالتعاون مع الصين، وهو المركز الثاني من نوعه على المستوى الإقليمي، ليعمل على توطين التكنولوجيا ضمن برنامج الفضاء المصري.

في يناير 2017، وفي سابقة هي الأولى من نوعها، تمكن منظار القطامية من تسجيل تغير 6 نجوم جرى تسجيلها بالموقع الدولي للجمعية الأمريكية لراصدي النجوم المتغيرة " AAVSO"، وأطلق عليها اسم مصر ومنظار القطامية، ما يجعل ذلك الاكتشاف مهما أنه يسهم في معرفة المزيد من الخصائص الفيزيائية والهندسية والكيميائية لهذا النوع من النجوم، والذي يقدر تواجده بالكون بنسبة تفوق 80%، ويفتح هذا الاكتشاف الباب للعديد من الدراسات لحساب المسافة والبيئة الفيزيائية المحيطة.

2019 عام فضاء مصري.. 4 أقمار صناعية ومشروع مصري صيني

وفي عام 2019، كانت لمصر خطوات ثابتة نحو عالم الفضاء، فبدأ بمشروع القمر الصناعي المصري "مصر سات 2" بالتعاون مع الصين، الذي سيستخدم في إرسال صور وبيانات فضائية للتطبيقات البيئية، إضافة إلى تحديد المساحات الزراعية والتخطيط العمراني والأرصاد الجوية والإغاثة في حالات الكوارث، مرورا بإطلاق قمرين صناعيين مصريين بنسبة 100% دون الاستعانة بأي خبرة أجنبية وهما "كيوب سات" و "نارسكيوب -1" في يوليو وسبتمبر الماضيين، بالإضافة إلى إيجيبت سات A الذي انطلق في فبراير الماضي لرصد الظواهر الفلكية والطبيعية، وفي نوفمبر أطلقت مصر قمر "طيبة 1" الأول من نوعه مصريا في أغراض الاتصالات، ليصبح العام شاهدا على حلم تحقيق ریادة مصر في مجال الفضاء على المستويين العربي والأفریقي.


مواضيع متعلقة