بعد سؤال السيسي.. خبراء يقدمون روشتة نجاح لوزير الزراعة الجديد

05:14 م | الأربعاء 25 ديسمبر 2019

بعد أيام قليلة من التعديل الوزاري، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، رسالة لوزير الزراعة الجديد، الدكتور محمد القصير، من أجل تخطي التحديات التي تواجه الوزارة، قائلا: "قولي إيه اللي هيخليك تنجح واللي فاتوا منجحوش؟".

وجاء ذلك، خلال افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم، مركز يوسف الصديق في محافظة الفيوم، باكورة مشروعات الثروة الحيوانية المتمثلة بمجمع الإنتاج الحيواني المتكامل، الذي يضم 3 مزارع للتسمين والتربية، ومجزر آلي متكامل، ومركز علمي بيطري، ومزرعة نباتية بحثية، ومصنع للحوم المصنعة، ومنفذ للبيع.

الرئيس يسأل وزير الزراعة: إيه اللي هيخليك تنجح واللي فاتوا منجحوش؟

وقال السيسي، موجها حديثه لـ"القصير"، حول 51 مزرعة للإنتاج الحيواني خرجوا من الخدمة: "لو عندك القدرة تتابعهم في ظل ثقافة الإدارة والأداء الحالي، أنا بقولك أنا جاهز أرفع كفاءة المزارع دي، عشان نبقى مطمئنين إن العمل يدار بكفاءة، بس هقولك حاجة وهتزعل منها.. إيه اللي هيخليك تنجح واللي فاتوا منجحوش؟".

وتابع: "سوق مصر كبير ومحتاج يدار بشكل كويس، نجاح المشروعات لا يقاس بالأموال، لكن يقاس بتحقيق الأهداف التي يقام من أجلها، والعائد الاقتصادي مش هو كل حاجة".

وقدم عدد من الخبراء، روشته لوزير الزراعة الجديد، لتخطي التحديات الحالية التي تواجه الوزارة، حيث أكد الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي، أن ذلك منوط بتحقيق الوظائف الأساسية لوزارة الزراعة، التي يجب تنفيذها على أكمل وجه.

صيام: النجاح يبدأ من الفلاح

من بين التحديات التي يجب على الوزير الجديد تخطيها، تحسن الإرشاد الزراعي، لتقديم خدمات الإرشاد للمزارع، والتي لم تعد تقدم له منذ حوالي 20 عاما، بالإضافة للبحوث الزراعية من أجل زيادة الإنتاجية، وتحقيق الاستفادة الكاملة من التكنولوجيا الحديثة، وإيجاد تمويل كافي للقطاعين، وفقا لحديث "صيام" لـ"الوطن".

المُزارع، يأتي على رأس اهتمامات الوزير، في رأي أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة القاهرة، مؤكدا أنه البينة الأساسية للوزارة التي يكمن نجاحها فيه، وأهمية تحسين بيئته بكافة الأشكال، من حيث توفير ما يحتاجه من مستلزمات إنتاجية، والتسويق لها، وعدم استغلال التجار له، عبر كيان "الجمعية التعاونية للمزارعين" التي تتولى تلك الأدوار.

وتابع أنه يجب تحسين أوضاع الفلاح أيضا من خلال "الزراعة التعاقدية"، التي تعني تعاقد المزارع مع المُصنع على زراعة ما يحتاجه السوق الحالي، بتمويل من وزارة الزراعة، وتسويق محصوله، بالإضافة إلى أهمية أن تتولى الوزارة الاهتمام بالمتبقيات الزراعية مثل المخلفات، بإعادة تصنيعها لزيادة دخل المُزارع.

وشدد أستاذ الاقتصاد الزراعي على أهمية رفع نسبة وزارة الزراعة في الاستثمار العام، من 2% إلى ما لا يقل عن 10%، والذي يصل إلى حوالي 50 مليار جنيه للإنفاق على البنية التحتية والتسويقية للوزارة وتمويل الأبحاث والمشروعات لها.

وأضاف أن من بين النقاط الهامة لنجاح الوزير الجديد، الاهتمام بالمشروعات الريفية الصغيرة والمتوسطة مثل التسمين ومعامل الألبان الصغيرة، لتوفير فرص عمل متعددة لأبناء الريف، وزيادة الإنتاج، بالإضافة إلى إصدار قانون الزراعة العامة والأراضي الصحراوية، وإنقاذ المحاصيل التي لم يعد إنتاجها على نطاق واسع.

يوسف: رفع مدخلات الإنتاج الحيواني والنباتي

وقال المهندس صلاح يوسف، رئيس قطاع الخدمات الزراعية بوزارة الزراعة السابق، إن الاهتمام بالفلاح، هو أهم مقومات نجاح الوزارة، موضحا أن ذلك من خلال حل المعوقات التي تقابله وتسهيلها، وتوفير مستلزمات الإنتاج، ورفع دخله، بالإضافة إلى التركيز على المنظومة الاقتصادية بالوزارة.

ولفت إلى أنه يجب مراعاة الاستهلاك المحلي، وما تحتاجه الأسواق مع ما تنتجه الأراضي الزراعية، بالإضافة لرفع كافة مدخلات الإنتاج الزراعي سواء الحيواني أو النباتي، بجانب الاهتمام بالمهندس الزراعي والباحث الزراعي، وتوفير بيئة سليمة للعملية الزراعية بأكملها.