المتحدث باسم الجيش الليبي: استعددنا لأسوأ السيناريوهات قبل "عملية طرابلس"

كتب: محمد حسن عامر

المتحدث باسم الجيش الليبي: استعددنا لأسوأ السيناريوهات قبل "عملية طرابلس"

المتحدث باسم الجيش الليبي: استعددنا لأسوأ السيناريوهات قبل "عملية طرابلس"

هى لحظات حرجة وحاسمة تعيشها ليبيا مع إعلان الجيش الوطنى الليبى انطلاق المرحلة الحاسمة فى عملية تحرير «طرابلس» مؤخراً، العملية التى انطلقت عقب توقيع فايز السراج، رئيس حكومة «طرابلس»، اتفاقاً أمنياً وبحرياً مع رئيس تركيا، رجب طيب أردوغان، يتيح لها استقدام قوات تركية لدعم الميليشيات لوقف تقدم الجيش الوطنى، وربما هى مسألة وقت لتعلن «أنقرة» إرسال قوات، فى خطوة تبدو بمثابة إعادة لما جرى فى شمال سوريا. وسط هذه التطورات المتلاحقة والمتسارعة، التقت «الوطن» المتحدث باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، اللواء أحمد المسمارى، خلال زيارة إلى «القاهرة»، لتتحدث معه عن تطورات المعركة، وأبدى «المسمارى» ثقة كبيرة فى حسم معركة العاصمة، وشدّد على أن الجيش وضع استعدادات لأسوأ السيناريوهات، على حد تعبيره، لافتاً إلى أن الجيش الوطنى أيضاً كان يتوقع قدوم قوات أجنبية لدعم ميليشيات «طرابلس».

أحمد المسمارى لـ"الوطن": الرئيس التركى يخطط للوجود على حدود مصر لإحياء "الجيش الحر".. ويعتقد أن عودة "الإخوان" إلى دولتنا بعث جديد لهم

فى الوقت ذاته، لفت «المسمارى» إلى أن المنطقة الشرقية والجنوبية باتت آمنة، وأن بلاده تتطلع إلى زيادة العمالة والشركات المصرية لإعادة إعمار ما دمرته الحرب فى «درنة» و«بنغازى»، حتى تحريرهما من الإرهاب.. وإلى نص الحوار:

الدعم التركى للإرهابيين فى شرق ليبيا كان يصل إلى إرسال الملابس.. والذى تغير أنه أصبح علنياً بعد أن كان سرياً فى الماضى

دعنى أسألك فى البداية حول آخر تصريحات وزير الدفاع التركى التى قال فيها إنه سيتم تقديم الدعم الكامل لحكومة «السراج»، ماذا يعنى ذلك التصريح؟

- أولاً أرحب بك وأشكرك على اهتمامك بقضية ليبيا، وهى قضية كل العرب، الرئيس التركى «أردوغان»، ومن معه، سواء وزير دفاعه أو وزير خارجيته، دائماً يهدّدون فى المنطقة العربية، فى السابق كان الدعم التركى يأتى للميليشيات سراً فى مدينتى «بنغازى» و«درنة» قبل تحريرهما من الميليشيات والمجموعات الإرهابية والإجرامية، كان الدعم يأتيهم ويشمل السلاح والعتاد وحتى الملابس التى كان أعضاء الميليشيات الإرهابية يرتدونها، كانت تأتى لهم من تركيا، حتى عمليات الإسعاف ومداواة جرحى الإرهابيين وعلاجهم كانت تتم فى تركيا.

"السراج" ورّط ليبيا فى اتفاقية ترسيم الحدود البحرية

ما الذى تغير إذاً مقارنة بما سبق؟

- الذى تغير هو أن هذا الدعم أصبح علناً وأمام المجتمع الدولى وأمام الرأى العام الدولى والأمم المتحدة. والحقيقة أن فايز السراج ورّط ليبيا فى اتفاقية ترسيم الحدود البحرية، لأنه ليس لنا أى حدود بحرية مع تركيا على الإطلاق، ونحن كليبيين لن نرضى أبداً أن نسبّب أى أذى لأى دولة أخرى، ونرفض ذلك، سواء من قِبل القوات العربية المسلحة الليبية، أو من مجلس النواب الليبى المنتخب، أو من الحكومة الليبية المؤقتة، وكذلك من الشعب الليبى كله، وبصفة عامة يرفض ذلك. تبعت هذه الاتفاقية اتفاقية أمنية، جنود «أردوغان» منذ أبريل الماضى وهم موجودون بالعاصمة «طرابلس» عبر الطائرات المسيرة والمدرعات والأسلحة والقناصة والمستشارين والعمليات، وهم يتدربون على الأرض، واليوم «أردوغان» يريد أن يرسل قوات بشكل مباشر، وهو أمر صعب.

لماذا يُعد ذلك صعباً؟

- إذا فكرنا فى الأمر كمجتمع دولى، وكحظر تسليح مفروض على ليبيا، لكنه يحاول الآن تصدير أزمته إلى الخارج، إلى خارج تركيا، الرئيس التركى يحاول مواجهة سحب المعارضة شعبيته فى الفترة الأخيرة، فيحاول اختلاق أزمة خارجية والادعاء بأن هناك زعزعة للأمن التركى خارجياً أو أن هناك حرباً، حتى يلتف حوله شعبه مرة أخرى. وكذلك «أردوغان» لديه أطماع لاستعادة الدولة التركية العثمانية السابقة، معتمداً فى ذلك على جماعة الإخوان وعناصر تنظيم داعش الإرهابى وتنظيم القاعدة، وهؤلاء أدوات يحاول استغلالها للوصول إلى ليبيا، وكذلك الوصول إلى جنوب أوروبا بعد رفضه من قِبل «الاتحاد الأوروبى». وكذلك فإن الرئيس التركى يريد الوصول إلى غرب مصر، إلى حدود مصر الغربية، هو يريد ذلك جداً، ويعتقد أن الإخوان سيعودون إلى مصر إذا استطاعوا الوصول إلى المنطقة الشرقية أو غرب مصر، وسيكون لهم فى هذه المناطق قواعد عسكرية، وسيعملون على إعادة إنشاء ما يُسمى بـ«الجيش المصرى الحر»، بعد أن دمّرنا قواعده فى ليبيا. لكن نحن بإذن الله تعالى، ومن قبل انطلاق عملية الكرامة أعلنا هدف عملياتنا، وهو استهداف الإرهاب والقضاء عليه وفك وحل الميليشيات الإرهابية الإجرامية المسلحة. وكذلك عند دخولنا إلى «طرابلس»، وعندما بدأنا التحضير لمعركة «طرابلس» كنا كعسكريين نحضر لكل السيناريوهات، ونتوقعها حتى نتعامل مع أسوئها.

توقعنا قدوم قوات أجنبية لدعم الميليشيات

إذاً، أنتم وضعتم فى توقعاتكم مسألة وصول قوات تركية إلى «طرابلس»، أو احتمالية حدوث ذلك لدعم الميليشيات.

- نحن توقعنا أن تكون هناك قوات أجنبية داعمة للميليشيات الإرهابية، وحقيقة كان هناك قلق من مسألة وجود مستشفى ميدانى إيطالى فى مدينة «مصراتة»، وهناك كثير من الجنود فى «مصراتة»، وكان هناك قلق حقيقى من بعض الدول المؤيدة لـ«المجلس الرئاسى» التى تحاول تمرير هذا المشروع الخطير جداً على الشعب الليبى. الآن فى هذه الظروف الصعبة بعد وصولنا إلى مرحلة إعلان ساعة الصفر لمعركة الحسم فى عملية تحرير «طرابلس» ظهرت تركيا بقوة، الآن التهديدات التركية بشكل مباشر، وذرائع كثيرة يحاول «أردوغان» تمريرها لتبرير تدخّله، مرة يقول إن تدخّله لدعم الشرعية، ومرة يقول إنها لدعم مليون تركى فى ليبيا، كل يوم «أردوغان» يقول شيئاً، والواقع يقول إن ما يجرى فى ليبيا صراع عثمانى، هو صراع عثمانى إيطالى على ليبيا، وصراع إقليمى على المنطقة العربية ككل، وهنا نشير إلى خطاب الرئيس التركى عند تنصيبه حين قال إن هذا سيُسعد شمال أفريقيا وأفغانستان ولبنان وبعض الدول، يقصد تنصيبه رئيساً، وهذه الدول وغيرها التى ذكرها هى تلك التى كانت تقع تحت سيطرة الدولة العثمانية.

جنود "أردوغان" فى "طرابلس" منذ أبريل الماضى.. وحديثه عن مليون تركى فى ليبيا كذبة كبيرة

عندما يقول إن تركيا لديها مليون تركى فى ليبيا، ما الذى يريد إيصاله «أردوغان»؟

- أولاً هو يحاول إقناع الشعب التركى بأنه ذهب إلى ليبيا لمناصرة الليبيين الأتراك، فادعاء «أردوغان» بوجود مليون تركى فى ليبيا كذبة كبيرة جداً، (ولا بد أن تعرف وتكتب هكذا)، لا يوجد مليون تركى فى ليبيا، عندما تتحدث عن حركة الشعوب فإنها تتنقل، نحن لدينا مصريون فى ليبيا ولدينا ليبيون فى مصر وأصبحوا مصريين منذ مئات السنين، ولدينا فى ليبيا أتراك بقوا بعدما باعت تركيا ليبيا وفق اتفاقية «لوزان» الأولى، باعوا ليبيا رسمياً، وخرجوا، وهناك من بقى وهناك أبناء للأتراك من ليبيات بقوا، وهناك ليبيون كثيرون ذهبوا مع الأتراك، وكان هناك آلاف الليبيين من الضباط فى الجيش التركى وقتها يعملون فيه أو يتعاملون معه، هل هذا يعنى أن مثل هذه المجموعة تعطينا الشرعية فى مطالبة تركيا بأن تكون ليبية؟. هذه حركة شعوب ونحن فى ليبيا لدينا يونانيون وأتراك، ومن الجزيرة العربية ومن المغرب العربى، ولدينا ليبيون من الصحراء الغربية، أى أن ليبيا خليط، والعالم كله أصبح هكذا، نتيجة حركة الشعوب، حتى إن هناك 3 عائلات وقبائل فى «مصراتة» من أصول كردية، كل هؤلاء أصبحوا ليبيين.

"أردوغان" يكرّر لعبة سوريا والعراق فى بلادنا.. ويرى أن حدود دولته تشمل الإمبراطورية العثمانية السابقة ويعتقد أن بإمكانه التحكم فى غاز شرق البحر المتوسط

أليس هذا ما حدث من قِبل تركيا فى سوريا؟

- هذه لعبة «أردوغان» التى لعبها على سوريا ولعبها على العراق وحاول الوصول إلى نفط العراق، وادّعى فى فترة أن نفط العراق هو نفط الدولة العثمانية السابقة، «أردوغان» يرى أن حدود دولته حدود الدولة العثمانية السابقة، وليبيا بالنسبة له فى الوقت الحالى أهم من سوريا والعراق، فى سوريا خسر «أردوغان» المعركة رسمياً بعد دخول روسيا على الخط بقوة، لكن ليبيا لها أهمية أكبر، لأنها جنوب أوروبا وغرب مصر، ومن ثم اعتقاده أنه بعودة الإخوان سيعودون إلى مصر، كذلك يعتقد أنه سيتحكم أو سيكون شريكاً فى الملاحة البحرية عبر البحر المتوسط، وأنت تعلم أن نحو 50% إلى 70% من التجارة العالمية تمر عبر قناة السويس إلى أوروبا وأمريكا، وبالتالى سيكون هناك فاصل بين شرق البحر المتوسط وأوروبا، وهو بعقليته يفكر بأنه فى هذه الحالة الدول التى تنتج الغاز لن تستطيع إيصاله إلى أوروبا ويتحكم فيه، وبالتالى «السراج» بعد ضغط القوات المسلحة وقُرب الهزيمة هو والميليشيات بدأوا الدخول فى اتفاقيات غير قانونية وغير شرعية، كترسيم الحدود البحرية مع تركيا.

ما يجرى صراع عثمانى إيطالى على دولتنا.. والأسلحة تصل إلى الميليشيات عبر طائرات شحن من تركيا بأموال قطر.. وقدراتنا جيدة لمواجهة الطيران التركى.. وأوقعنا قتلى من الأتراك فى سرت وطرابلس

قلت إنكم استعددتم للسيناريو الأسوأ، وهو مسألة وصول قوات تركية إلى ليبيا، التى بكل تأكيد تتفوق عليكم، فكيف هى الاستعدادات؟

- الاستعداد على المستوى العسكرى لدى القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، السيد القائد العام المشير خليفة بلقاسم حفتر لديه تدابيره، ولم يعلن الذهاب والقدوم إلى «طرابلس» إلا بعد أن أخذنا فى حسابنا لكل المفاجآت، وأسوأ السيناريوهات. أما على المستوى الشعبى، فإن الشعب الليبى بالكامل رافض لمسألة قدوم قوات تركية إلى ليبيا، وكما قال رئيس مجلس النواب الليبى المستشار عقيلة صالح بأنه سيعلن الجهاد من قِبل الشعب الليبى فى حال قدوم قوات تركية إلى ليبيا، وأعتقد أنه هذه خطوة فى صالح الليبيين، لأن قدوم قوات تركية سيوحّد كل الليبيين ضد تركيا وضد «السراج» وميليشياته.

البعض يرى أن المعركة التى ستكون أقوى وأخطر هى «مصراتة» حتى إن هناك من يشبّهها بـ«إدلب» السورية، فما رأيك؟

- أعتقد أن الأتراك سيحاولون الآن، وهذا بناءً على تصريحات المسئولين الأتراك، فإنزال قوات فى «مصراتة» سيكون الأقرب بالنسبة لتركيا، لأن هناك تدابير اتّخذت فى «مصراتة» بنقل بعض مؤسسات الدولة إلى المدينة، مثل مصرف ليبيا المركزى، وغيرها من المؤسسات التى تم نقلها من «طرابلس». وبالتالى نحن مستعدون لكل طارئ، وليبيا ليست كسوريا، ليبيا شعب واحد، وديانة واحدة، وكلنا على خط واحد، وبالتالى التفاف الجيش حول الشعب سيزيد التطورات القادمة بعد الموقف التركى.

ماذا عن الأدوار التركية والقطرية فى ما يتعلق بدعم الميليشيات؟

- الآن بعد تدمير طائرة «إليوشن» التى كانت مؤجّرة من أوكرانيا وقد أقلعت من أحد المطارات التركية وقمنا برصدها واستهدافها من حوالى شهرين بدأوا بعدها، واكتشفنا ذلك منذ أسبوعين أو ثلاثة، يستغلون طيران الشحن المدنى فى نقل أسلحة وذخائر، وقد رصدنا نقل مجموعات من الأسلحة والذخائر من تركيا، وبطبيعة الحال كلها أموال قطرية مدفوعة، قطر هى التى تدير هذه المعركة، وقد وصلت مؤخراً كميات من الأسلحة إلى «مصراتة»، وإلى مطار «معيتيقة» فى «طرابلس».

هل هناك تقديرات حول العناصر التركية الموجودة إلى جوار الميليشيات فى الوقت الحالى؟

- حقيقة لا نستطيع تقدير أعداد، لكن هناك مجموعات لا بأس بها، نحن قتلنا مجموعات منهم، أتذكر فى إحدى الغارات الجوية على مدينة «سرت» قتلنا 2 وأصبنا 4 فى مطار «القرضابية»، وبعد ذلك فى «معيتيقة» دمرنا غرفة العمليات وأسقطنا مجموعة من القتلى، هناك مجموعة من القتلى الأتراك فى ليبيا الآن، وأعتقد أن قدراتنا جيدة جداً لمواجهة الطيران التركى. لقد أسقطنا من قبل طائرة إيطالية دون طيار بارتفاع عالٍ وعلى مدى طويل تم تدميرها، قدراتنا تطورت مع المعركة وخبراتنا، لكن لا نزال نعول كذلك على الحراك الشعبى الداعم للجيش الوطنى الليبى، لأن المرحلة الحالية أصبحت مرحلة غزو خارجى معلن.

الجيش الوطنى الليبى انهار تماماً بعد 2011 ومُورست عليه سياسة ممنهجة لتصفيته.. والمشير "حفتر" استطاع إعادة تنظيمه وتعداده الآن 80 ألفاً

رغم الإمكانيات المحدودة، فإن الجيش الليبى يستطيع الآن تأمين الجنوب الليبى والشرق، ويتقدم نحو العاصمة، كيف نجحتم فى ذلك؟

- الجيش الوطنى الليبى كانت نواته فى مصر، لكنه انهار بعد 2011 انهياراً تاماً، ومُورست عليه سياسة ممنهجة لتصفيته بالكامل، لكن بإرادتنا أعاد المشير خليفة حفتر تنظيم الجيش، فأصبح جيشاً يعتمد على الكفاءة، والأهم من ذلك افتتاح مراكز تدريب، وإعادة بعض العسكريين للخدمة مرة أخرى، وتم التأهيل والتدريب، وتم فتح الكلية العسكرية، وتم تخريج دفعتين كاملتين، حتى أصبح قوام الجيش الوطنى الليبى فى الوقت الحالى 80 ألف جندى.

المخابرات التركية تنقل عناصر تنظيمى "داعش" و"النصرة" من سوريا إلى بلادنا عبر مطار "جربة" التونسى.. والدولة التونسية الآن تحت سيطرة "الإخوان"

ماذا عن مسألة نقل عناصر إرهابية من خارج ليبيا للقتال مع ميليشيات العاصمة؟

- بالتأكيد تم نقل عناصر من تنظيم «داعش» الإرهابى و«جبهة النصرة» تم نقلهم من سوريا بواسطة المخابرات التركية والكثير من المقاتلين، وهذا الموضوع خطير جداً، لأن هناك استخداماً لأحد مطارات تونس فى هذا الجانب، وهو مطار «جربة»، حيث يتم إنزال مجموعات إرهابية فى تونس، ويتم نقلهم إلى ليبيا عن طريق الجبل الغربى، ومطارات «مصراتة» و«زوارة» و«معيتيقة» استقبلت أعداداً كبيرة من «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش».

ألم يحدث بينكم وبين الجانب التونسى تواصل بهذا الخصوص؟

- البرلمان التونسى السابق تحدث عن ذلك فى إحدى جلساته، وهناك أحاديث للسياسيين التونسيين عن هذا الأمر بالأرقام، والدولة التونسية تحت سيطرة «النهضة»، التابعة لتنظيم الإخوان الدولى، وهم الذين يُسيرون الدولة.

أعود بك مرة أخرى إلى معركة «طرابلس»، هل هناك إطار زمنى لها؟

- اسمع، لا يوجد قائد عسكرى يحدد إطاراً زمنياً لعملية عسكرية، خاصة أننا لسنا فى حرب تقليدية، نحن فى حرب أشبه بالحرب ضد العصابات، إيطاليا على سبيل المثال تحارب فى المافيا لها مئات السنين، وبالتالى هذه العصابات المتطرّفة الإجرامية تحتاج إلى مزيد من الوقت والخطط وتحتاج إلى جهود كبيرة جداً. لو كانت المعركة بين جيش وجيش آخر، فإن الكثير من الأمور سيختلف، لكن هذه المعركة لا تنتهى إلا بانتهاء الإرهابيين والقضاء عليهم، وبالتالى تحتاج إلى وقت طويل جداً، وتنقسم إلى معركة عسكرية وأمنية وثقافية وإدارية.

الإعلان عن عملية تحرير «طرابلس» كان فى أبريل الماضى، ما الذى يعرقل تقدم الجيش نحو قلب العاصمة حتى الوقت الحالى؟

- أولاً نحن نعرف أن أمامنا أعداداً كبيرة من الميليشيات، ونعرف أنه تم التغرير بالشباب والدفع بهم إلى هذه المعركة بالأموال، والقيادة العامة رأت أن يكون القتال خارج «طرابلس» أفضل، وبالتالى اعتمدنا على استدراجهم خارج العاصمة، ونجحنا فى تدمير قواتهم خارج العاصمة. ونحتاج إلى مزيد من الوقت لنقل قطاعات كثيرة للمعركة وتدمير المخزون الرئيسى من الأسلحة والذخائر لدى العدو، وتدمير غرف العمليات وتدمير معسكراته، قُمنا بهذا كله، وبعد ذلك أعلنا ساعة الصفر للمعركة الرئيسية بالتقدم إلى قلب «طرابلس»، وهى المعركة الرئيسية فى هذه الحرب.

أنا أسألك هذا السؤال لأن قناة «الجزيرة» عندما أعلنتم عن معركة قلب العاصمة قالت إنكم تعلنون معركة «طرابلس» للمرة الرابعة.

- لا لا، نحن عندما نتحدث لا نخاف من الإعلام، ولا نخاف من التفسيرات الإعلامية، هناك ضباط جيش فى الدول الأخرى يتابعون الجيش الليبى، ويعرفون متى تعلن ساعة الصفر، ومتى تعلن ساعة التقدم، هذه تعبئة عسكرية لا تفهمها لا «الجزيرة» ولا «الإخوان» ولا «القاعدة»، هذه تعبئة عسكرية لا يفهمها إلا العسكريون، وبالتالى لا يمكن فى معركة واحدة أن تعلن ساعة الصفر مرتين.

المعارك فى «درنة» و«بنغازى» أعطت لكم خبرة بالقتال، أليس كذلك؟

- حقيقة المعارك فى «بنغازى» و«درنة» كانت فرصة لصقل الجنود القدامى، وتدريب الجنود الجدد، وكانت فرصة لإعداد تدريب عملى، وفرصة جيدة جداً للإعداد النفسى للمقاتل بأن يدخل أجواء المعارك، استفدنا منها كثيراً، لأننا بدأناها بعدد قليل من الجنود وخرجنا منها بأعداد كبيرة جداً من الجنود، وهذا يعتبر محفزاً لنا فى المعركة.

ماذا عن التنسيق مع مصر فى هذا السياق؟

- مصر دولة جارة، والأمن الليبى من الأمن المصرى وبالعكس تماماً، نحن فى خندق واحد ومعركة واحدة والمستجدات الحالية تثبت ذلك، وهذا الكلام قلناه منذ 2014، والدعم المصرى اللامحدود خصوصاً السياسى من فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى، والسيد سامح شكرى وزير الخارجية المصرية، فى كل المحافل الدولية يؤكد أن الجيش الوطنى الليبى فى حرب مع الإرهاب، ونحن نريد لهذه الرسالة أن تصل إلى الرأى العام الدولى، الذى يتخبّط من التشويش الحاصل من قنوات مثل «الجزيرة»، فنحن نقاتل مجموعات إرهابية وهذا ما تتحدث عنه مصر دوماً.

المنطقتان الشرقية والجنوبية الليبيتان آمنتان تماماً.. ونتطلع إلى جهد الشركات والعمالة المصرية فى إعادة إعمار ما دمرته الحرب فى "بنغازى" و"درنة"

دعنى أسألك فى ما يتعلق بالبناء وإعادة الإعمار، ماذا عن الوضع بالمنطقة الشرقية فى الوقت الحالى؟

- المنطقتان الشرقية والجنوبية بالكامل جاهزتان لاستقبال الشركات والعمالة، وجاهزتان للبدء فى إعادة الإعمار وإصلاح ما أفسدته المعارك ودمرته الحرب حتى تحريرهما من الإرهاب، هناك أعداد من العمالة المصرية موجودون حالياً، لكننا نطمح إلى مزيد من العمالة، ونطمح لفتح خطوط فعّالة لنقل شركات مصرية إلى ليبيا للمشاركة فى إعادة إعمار «بنغازى» و«درنة».

هل الوضع آمن لهذه الشركات أم نحتاج بعض الوقت؟

- الوضع آمن، ولو كانت هناك جرائم، فإنها الجرائم الجنائية العادية المتعارف عليها، فلم تعد هناك جرائم سياسية، والوضع آمن وهناك مدن آمنة بشكل كبير جداً مثل «البيضاء» و«طبرق» و«بنغازى» و«إجدابيا»، فالأمور ممتازة هناك.

أخيراً، كيف سيكون التعامل مع الميليشيات بعد تحرير العاصمة؟

- لا يمكن توقف المعركة حتى تتم إزالة الميليشيات، لا يمكن أن تتوقف أبداً إلا بعد الانتهاء من الميليشيات، وسيكون بيننا وبينهم القانون، وما سيقوله الليبيون.


مواضيع متعلقة