وزير الأوقاف عن إعلام الإخوان: أبواق للتشويه وهدم الأوطان

كتب: سعيد حجازي وعبد الوهاب عيسي

وزير الأوقاف عن إعلام الإخوان: أبواق للتشويه وهدم الأوطان

وزير الأوقاف عن إعلام الإخوان: أبواق للتشويه وهدم الأوطان

أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الاوقاف، أن الإعلام صناعة وفن ورسالة، ولا ينكر دوره وأهميته إلا مغيب عن الواقع، والإعلام الهادف الرشيد، أحد أهم عوامل بناء الوعي ومكونات الشخصية السوية، وواحد من الأسلحة العصرية، في المعارك والقضايا الفكرية والثقافية، وتجييش الرأي العام أو تهيئته، لافتا إلى أن إعلام جماعة الإخوان، عبارة عن أبواق للتشويه وهدم الأوطان.

وقال الوزير في كلمته بمؤتمر كلية الإعلام بالجامعة الحديثة، فقه المرحلة يحتاج إلى التوازن بين الإعلام الكاشف والإعلام الباني، فلا يمكن لأحد أن ينكر دور الإعلام الرشيد في بناء المجتمعات والدول بصفة عامة، وبناء الفكر الرشيد بصفة خاصة، كما لا يمكن لأحد أن يتجاهل خطر استخدام بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل، في العمل على هدم الدول أو إفشالها، وبخاصة الإعلام الممول من تلك المنظمات أو الدول الراعية للإرهاب.

وزير الأوقاف: ليس لأحد أن يعمل على تجريد الإعلام من اختصاصاته أو تحويله عن طبيعته أو يصرفه عن مهامه ومساره الصحيح

وأضاف "جمعة"، الإعلام بصفة عامة جزء من الوطن ومن أهم مكوناته، والإعلاميون نخبة من أبنائه ومثقفيه ومستنيريه، فمن يبصر بقضايا الوطن الحقيقية ويواجه مخططات أعدائه، إن لم يكونوا هم في الطليعة من ذلك؟

وأشار إلى أن الإعلام الرشيد جزء من الحل، وليس جزءً من المشكلة ولا يمكن أن يكون، كما أننا نؤمن بأنه ليس مجرد مصور فوتوغرافي للأحداث، ومهمته أكبر من ذلك بكثير، فله إلى جانب مهامه في التوعية والبناء والتثقيف، مهام رقابية كاشفة، لا تقل أثرا عن دور كثير من الجهات الرقابية التي تعمل على مواجهة الفساد بكل صوره وألوانه ماديا كان أو معنويا.

وليس لأحد أن يعمل على تجريد الإعلام من اختصاصاته، أو يعمل على تحويله عن طبيعته، أو يصرفه عن مهامه ومساره الصحيح، إلا إذا كان لديه ما يخشى من المواجهة به، غير أن ثمة فرقا كبيرا وشاسعا بين الإعلام الموضوعي البناء، والإعلام الإثاري أو الهدام.

وحذر وزير الأوقاف، من الانسياق خلف إعلام الجماعات الإرهابية، وكتائبها الإلكترونية، وأبواقها الإعلامية، وكل من يسير في كنفها على طريق الهدم، والتشويه، والكذب والافتراء، وقلب الحقائق، مضيفا بل إن واجبنا أن نتعاون على كشف هؤلاء المجرمين وفضحهم، وبيان عمالتهم وخيانتهم، وأن نحذر بوضوح وشفافية من هؤلاء الخونة العملاء المأجورين، ومن أبواقهم ومواقعهم المحرضة على الفتن، وهدم الأوطان، وخدمة مخططات الأعداء.

"جمعة": بعض الناس امتهنوا المدح والهجاء صنعة يتكسبون بها

وقال الوزير، مفهوم الإعلام العصري يتجاوز عالم الصحافة والتلفاز إلى افاق أوسع وأرحب، تشمل كل آليات التواصل الحديثة والعصرية، مقروءة ومسموعة ومرئية بشتى الآليات والأدوات والوسائل، مع تأكيدنا على أهمية الإخلاص والتجرد والبعد عن الأهواء وتصفية الحسابات، فإن الوقوع في أفات الهوى والميل، وعدم الإنصاف طامة كبرى يجب الترفع عنها.

وذلك أن بعض النفوس المريضة، لا تعرف سوى الهدم طريقا، على حد ما قرره الإمام علي بن عبد العزيز الجرجاني في مقدمة كتابه "الوساطة بين المتنبي وخصومه"، حيث ذكر أن أهل النقص فريقان، فريق يعمل على جبر نقيصته، وستر عورته ، وهذا أمر حسن لأنه قد شغل بأمر نفسه، ويعمل على إصلاح حاله وشأنه، أما الفريق الآخر من أهل النقص، فقد قعد به عن الكمال عجزه أو اختياره، أي ضعفه أو كسله، فلم يجد شيئا أجبر لنقصه وأستر لعورته، من انتقاص الأماجد وحسد الأفاضل، ظنا أن ذلك قد يجرهم إلى مثل نقيصته، أو ينزل بهم إلى مستوى درجته.

وأضاف "جمعة"، امتهن بعض الناس حتى في العصور المتقدمة المدح والهجاء صنعة يتكسبون بها، وإذا كان التكسب بالمديح والثناء أمرا معروفا حتى لدى شعراء الجاهلية فيمن عرفوا بمدرسة الصنعة أو التكسب بالشعر، كزهير بن أبي سلمى والنابغة الذبياني وغيرهما، فإن هناك من عرف بالتكسب بالهجاء، حتى في عصر صدر الإسلام، كالحطيئة الذي كان يبتز الناس بهجائه وتعرضه لهم، حتى أن الخليفة عمر (رضي الله عنه) هدده تهديدا شديدا، إن لم يكف عن أعراض الناس، فقال: إذن يموت عيالي يا أمير المؤمنين، فاشترى منه عمر أعراض الناس، بأربعين ألف درهم على ألا يتعرض لهجاء أحد، فكف الحطيئة عن هجاء الناس طوال خلافة عمر، ثم عاد إليه بعد وفاته.

كلنا مسئولون أمام الله كل عن الأمانة التي ولاه الله إياها

وتابع الوزير، كل هذا لا يمكن أن يصنع حضارة حقيقية، أو يقدم للمجتمع الكفاءات التي تستحق الثناء والتقدير الحقيقي، بل إن هذا النقد قد يسهم في الهدم، أما النقد الحقيقي المتجرد الموضوعي، المبني على أسس علمية وعلى الخبرة والدربة والممارسة وكثرة التحصيل وعلى الإنصاف، بأن تقول لمن أحسن: أحسنت، ولمن أساء –بأدب وموضوعية– أسأت وقصرت، ربما تضع يده على وجه الخلل، وعلى طرق الإصلاح، فهذا هو النقد الهادف الذي يبني ولا يهدم، وينصف ويشجع، وفي الوقت نفسه يبين ويحذر.

اختتم "جمعة" بقوله، فإذا كانت القيادة مسؤولية وأمانة، فإن ممارسة النقد والتحليل أيضا مسؤولية وأمانة، وكلنا مسؤولون أمام الله (عز وجل)، كل عن الأمانة التي ولاه الله إياها، كما أننا مسؤولون عن بناء وطننا، والعمل على نهضته ورقيه، من خلال سبل البناء والإصلاح لا الهدم والنقض، ولا النفعية أو حب الظهور، على أن الغالبية العظمى صارت تميز الغث من السمين، وصدق الله العظيم إذ يقول في كتابه الكريم: "فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".


مواضيع متعلقة