بريد الوطن.. بين محاولات التغيير واللوم

كتب: بريد الوطن

بريد الوطن.. بين محاولات التغيير واللوم

بريد الوطن.. بين محاولات التغيير واللوم

كثيراً ما أستمع فى جلسات المشورة إلى جمل متكررة مثل «حاولت أغيّره كتير لكن اللى فيه زى ما هوا». وهنا يجب أن ندرك أحد الأسس والقواعد الثابتة فى الحياة، أنه لا أحد منا يستطيع تغيير الآخرين أبداً، ولكن أقصى ما يمكننا فعله هو توجيههم.

هناك فهم مغلوط يخلط بين محاولات تغيير الآخر وبين اللوم، فهناك العديد من العبارات الشائعة نستخدمها باستمرار مثل «ده غلط» أو «ماينفعش كده» ونأمل بتلك المحاولات أن يتغير الطرف الآخر، وفى حقيقة الأمر أن تلك العبارات لا تتعدى نطاق اللوم من وجهة نظر المستمع.

إن أردت تحسين سلوك شخص ما فقط حاوطه بالسلوك الجيد، فهناك مجموعة من الأعصاب توجد بداخل المخ يطلق عليها الخلايا العصبية المرآتية والتى من خلالها يقلد الإنسان ما يراه أمامه بطريقة لا شعورية، وإذا تكرر الأمر أكثر من مرة سيتفاعل معه وقد يصبح لاحقاً جزءاً أصيلاً فى شخصيته، وهذا ما يفسر لنا بطريقة علمية أن السلوك الإنسانى لا يتغير بكثرة النصائح أو توجيه الاتهامات التى لا يتعدى أثرها زيادة العناد والإصرار أو عدم قبول محاولات التغيير من هذا الشخص أبداً.

وأخيراً.. تذكر أنك مهما كنت صادقاً فى نصائحك لن تستطيع تغيير أحد، فكل ما عليك فعله هو تغيير نفسك فقط.

                                                              د. ريمون ميشيل

                               استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية

يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com


مواضيع متعلقة