في يوم ميلاده.. هاني شاكر.. أمير تجاوز الأحزان بغناء "عليّ الضحكاية"

في يوم ميلاده.. هاني شاكر.. أمير تجاوز الأحزان بغناء "عليّ الضحكاية"
ابتسامة صافية يرسمها دائماً على وجهه الطفولي، يردد دائماً كلمة "حبيبي"، خلال حديثه مع أي شخص سواء كان يعرفه أو يقابله للمرة الأولى، صوته الدافي، وإحساسه المُفعم بالحنية، جعل منه أميراً متوجاً على عرش الغناء العربي.
هاني شاكر، الذي ولد يوم 21 ديسمبر من عام 1952، منذ نعومة أظافره قام بدراسة الموسيقى بمعهد الكونسرفتوار، الأمر الذي ساعده في دخول عالم الفن مبكراً عام 1966، وقيامه بدور فنان الشعب سيد درويش، وهو طفل صغير.
وسامة الفنان الشاب الصاعد، جعلته يشارك في عدد من الأفلام تدور حول الحب، منها "هذا أحبه وهذا أريده"، "عايشين للحب"، "عندما يغني الحب"، ولكن عشقه للغناء، جعله لا يرى غيره سبيلا، وأصبح يشبه "الجواهرجي" الباحث عن الكلمات والألحان الجديدة، ليواكب تطور الزمن، ويصل لأجيال جديدة، دون أن يقف محلك سِر كما فعل غيره.
عاصر هاني شاكر، عمالقة زمن الفن الجميل، وكبر بينهم، على رأسهم العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، وتردد وقتها أن هناك حرباً خفية بين العندليب والشاب الصاعد الذي يدعمه كبار النجوم، أمثال أم كلثوم، ومحمد عبدالوهاب، ومحمد الموجي، وأن الشاب الصغير سيسحب البساط من تحت قدمي العندليب، ولكن ذكاء عبدالحليم جعله يتدخل لوأد مثل هذه الأقاويل، وفي إحدى الحفلات وأثناء وقوف الشاب هاني شاكر، على المسرح، قام العندليب الذي كان حاضراً وقتها بـ "ضبط الميكروفون" وشارك الصغير الغناء على المسرح مردداً معه "كده برضه ياقمر".
نشأة هاني شاكر لم تكن لعائلة فنية، بل أسرة عادية، من أب يعمل موظفاً في مصلحة الضرائب، وهو الشقيق الثاني من بين 3 أشقاء، استقراره الأسري، انعكس على حياته وعشقه للهدوء، وفي عِز نجاحه وشهرته، قرر الشاب أن يتزوج عام 1982 من الجميلة نهلة توفيق، لينجبا "دينا وشريف"، وفي عام 2011، كان أمير الغناء على موعد مع الأحزان حين رحلت ابنته الشابة بعد صراع مع مرض السرطان تاركة طفلين توأم "مجدي ومليكة".
بثقة شديدة في قضاء الله وقدره، حاول هاني شاكر، أن يتعايش مع مصابه الأليم لإيمانه بأن صغيرته تسكن في مكان أجمل تحيطها عناية الرحمن، بالرغم من "الحلم الجميل والبيت صغير، كله ضاع، كله راح"، موجهاً لها بين حين وآخر رسالة من قلبه "نسيانك صعب أكيد مالوش غير حل وحيد".
في عام 2015، جلس الفنان هاني شاكر، على مقعد نقيب الموسيقين، وهو المنصب الذي شغله كبار النجوم أمثال، السيدة أم كلثوم، والموسيقار محمد عبدالوهاب، حاملاً في حقيبته عدداً من الملفات والقضايا، للحفاظ على هذه النقابة العريقة، قادرا على أن يبدأ معركة ويخوضها حتى النهاية، أبرزها تصديه لبعض "مطربي المهرجانات".
انتمائه للقلعة البيضاء، وعشقه لنادي الزمالك، جعله ينشد ويغني "زملكاوي بروحي وقلبي وكياني.. زملكاوي وعاشق فرقتي الغالية"، يؤمن بأن حبه لهذا الكيان ليس مجرد "اسم على الورق"، ولكن "أغلى بشر".
الزمن الفني عند هاني شاكر لم تتوقف عقاربه عن الدوران، لم يردد "غلطة وندمان عليها"، أخذ على عاتقه أن يروي "حكاية كل عاشق"، يدعوك إلى عدم التخلى عن أحلامك، "طب ليه مانحلمشي، ويّا الهوا نمشي"، وأن ترفع صوتك بالضحكات، "عليّ الضحكاية"، لأن في النهاية "كله يهون".