دمياط "مدينة الحلويات".. بدأ تصنيعها في العصر المملوكي وتحولت إلى مصانع في القرن العشرين

كتب: سهاد الخضرى

دمياط "مدينة الحلويات".. بدأ تصنيعها في العصر المملوكي وتحولت إلى مصانع في القرن العشرين

دمياط "مدينة الحلويات".. بدأ تصنيعها في العصر المملوكي وتحولت إلى مصانع في القرن العشرين

رائدة صناعة الحلوى فى مصر، هكذا اشتهرت دمياط طيلة العقود الماضية بمهارة أبنائها فى هذا المجال، دون أن يقتصر نشاطها على التوزيع داخلياً فحسب، بل امتد أيضاً للتصدير للخارج كالشام وأوروبا، وبمرور الزمن تطورت تلك الصناعة من صناعة منزلية إلى مصانع كبيرة، وبات لكل موسم حلوى خاصة به، ويعد معمل «الدوياتية» أقدم معامل الحلوى فى دمياط.

واشتهرت دمياط بصناعة أصناف الحلوى المتنوعة «الفولية، السمسمية، الحمصية، المشبك، الهريسة، البقلاوة، الكنافة، الكحك، الغريبة، البسبوسة، اللديدة، جزارية، لقمة القاضى، بلح الشام، القطائف والفطير»، وفى كل مناسبة يتزاحم المواطنون من كل حدب وصوب سواء داخل أو خارج مصر أمام معارض الحلوى الشهيرة لشراء الحلوى التى اشتهرت بها المحافظة وبخاصة المشبك والبسبوسة والهريسة وغيرها من الحلوى.

المهنة تواجه صعوبات

«تاريخنا فى تلك المهنة يعود إلى ثلاثينات القرن الماضى، توارثنا تلك المهنة أباً عن جد وحرصت عائلتنا على تعليم أبنائها الحرفة حتى لا تندثر تلك الصناعة الشهيرة التى طالما اشتهرت بها محافظة دمياط فنحن سلسال جيل يسلم جيل» بتلك الكلمات بدأ نبيل أبوالعلا، صاحب محلات أبوالعلا، حديثه لـ«الوطن»، حيث تخصص جدنا فى الحلويات الغربية متمثلة فى الجاتوهات، بينما تخصص أبناؤه وأحفاده، وأنا منهم، فى البقلاوة والفطير، وتطورت الصناعة معنا شيئاً فشيئاً، حيث بدأ الجد بمحل يصنع ويبيع فيه ثم تطور الأمر لسلسلة محلات ثم مصنع، كما تعلم أعمامى صناعة البقلاوة من السوريين.

"أبوالعلا": "ورثناها عن جدنا ونحاول التغلب على المعوقات"

ويضيف «أبوالعلا»: «بدأنا تطوير أنفسنا بإدخال الميكنة قبل 10 سنوات وواجهنا عدة عقبات منها ارتفاع أسعار المواد الخام وعدم تقبل السوق زيادة أسعار الحلوى، حيث شهدت الخامات ارتفاع أسعار بنسبة تتراوح من 30 إلى 100%، خاصة المكسرات التى تعد من أهم المواد الخام الداخلة فى الصناعة والتى شهدت ارتفاعاً كبيراً فى أسعارها وحاولنا الموازنة بين زيادة أسعار الخامات مع الحفاظ على جودة المنتج وتخفيض تكاليف التغليف إلى حد ما، بالإضافة إلى انخفاض الإقبال بنسبة 30% خلال الفترة الأخيرة، وأعمل على حل مشكلة التسويق بافتتاح فروع جديدة، ويجب تدخل الغرفة التجارية وافتتاح معرض دائم للحلويات خارج دمياط أسوة بالأثاث وهو ما قد يعمل على حل أزمة الصناعة إلى حد ما». وتابع: «حرصنا على توارث المهنة عن أجدادنا حتى لا ينفرط العقد وتندثر الصناعة كغيرها، كما نعمل على توريث أولادنا ذات الحرفة التى تعلمانها وشربناها منذ كنا صغاراً جنباً إلى جنب مع الدراسة، ولا نريد للمهنة أن تشهد ما شهدته حرف أخرى اندثرت بسبب الاهتمام بالتجارة دون تعلم فنيات الحرفة وهو ما يعد أكبر أسباب اندثار مهن مختلفة، وهناك منافسون أغلقوا محالهم وهذا راجع لعدم التطوير أو عدم توارث أبنائهم الحرفة ذاتها أو الخسائر المتكررة، إلى جانب الضرائب والقيمة المضافة وتزايد الأعباء الحكومية، فضلاً عن أزمات التسويق».

«تلك هى مهنة أجدادى توارثناها عنهم ولن نحيد عنها فهى تاريخنا وأصلنا»، بتلك الكلمات بدأ محمد العزونى، 38 عاماً، حديثه لـ«الوطن»، مشيراً إلى أنه يعمل بالمهنة منذ أن كان عمره 18 عاماً، حيث بدأت العائلة العمل بصناعة الحلويات منذ سبعينات القرن الماضى: «تخصصنا فى الحلويات الشرقية وتميزنا فيها، وبمرور السنوات تطورنا شيئاً فشيئاً، حيث كانت البداية كافتيريا افتتحها جدى يقدم فيها عصائر ثم بعد ذلك بدأ يقدم قطع الحلويات إلى جانبها فكان يجيد جدى تصنيع الحلويات ثم تطور الأمر لمحل ثم مصنع ونجهز حالياً لفرع لنا فى محافظة القاهرة».

وأضاف: «نعمل على تلبية طلبات زبائنا فلم يعد زبون الوقت الحالى يريد حلويات مصنوعة بالسمنة البلدى باعتبارها دسمة فيطلب الزبون فى وقتنا قطع حلوى بسيطة حتى لا يكتسب سعرات حرارية زائدة وهو ما نعمل على تلبيته».


مواضيع متعلقة