الكونجرس يواصل الضغط على تركيا.. وباحث: العقوبات ستستمر على "أنقرة"
![الرئيس التركي والرئيس الأمريكي](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/7382925271571350392.jpg)
الرئيس التركي والرئيس الأمريكي
أقر الكونجرس الأمريكي، مساء أمس الأول، رفع الحظر المفروض منذ عقود على تزويد قبرص بالأسلحة، في خطوة تنطوي على تحد لتركيا عبر السعي لتعزيز العلاقات الأمريكية مع الجزيرة المتوسطية وسط التوتر المتصاعد بين "أنقرة" و"واشنطن".
ووافق مجلس الشيوخ على القرار كبند من ميزانية الدفاع الهائلة التي أقرت بـ86 صوتا مقابل 8 أصوات، بعد أن كانت قد حظيت بموافقة مجلس النواب أيضا. وكانت الولايات المتحدة فرضت حظر أسلحة على الجزيرة بأكملها عام 1987، بهدف منع حصول سباق تسلح فيها وتشجيع الغالبية اليونانية والأقلية التركية على التوصل إلى تسوية سلمية.
في سياق متصل، أكد الكونجرس الأمريكي، عبر تبنيه الميزانية الدفاعية، دعمه لاستبعاد تركيا من مشروع مقاتلات "إف 35"، كما نصح بفرض عقوبات عليها، بسبب شرائها منظومات "إس-400" من روسيا، في إطار "قانون التصدي لأعداء أمريكا عبر العقوبات".
وتعقيبا على قرارات الكونجرس الأمريكي، قال المتخصص في الشأن التركي محمد ربيع الديهي إنه "بلا شك قرار الكونجرس برفع الحظر على تزويد قبرص بالأسلحة، يأتي في وقت حرج للغاية خاصة بعد وجود حالة من التوتر الشديدة بين الجانبين التركي والأمريكي تفاقمت في الفترة الأخيرة فسياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخارجية تزيد من هذا التوتر وحتي أصبحت الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية تعتبر تركيا عدو وليس صديق كما كانت في الماضي".
وأوضح "الديهي"، في اتصال هاتفي لـ"الوطن": "أردوغان أحرج الإدارات الغربية والولايات المتحدة في كثير من الأزمات والسياسات المزعجة لهم، فتدخل أردوغان في الشمال السوري أزعج الغرب ودول حلف الناتو، ولكن ميثاق الحلف يمنع الدول الأعضاء من الاقتتال، ما جعل دول الحلف تقف موقف المشلول أمام جرائم أردوغان في الشمال السوري".
وقال "الديهي": "إضافة إلى دعم أردوغان للإرهاب الذي بات حديث العالم اليوم في ظل الكشف كل يوم عن مدي الدعم التركي للإرهاب واستغلال أنقرة كثير من الأزمات مثل أزمة اللاجئين وعودة المقاتلين الدوعش إلى تركيا، في الوقع سيستمر مسلسل التصعيد في العقوبات الأمريكية ضد أنقرة، نظرا للسياسات التركية المهددة للأمن الدولي، وخاصة بعد أن تحدث أردوغان عن إمكانية غلق القواعد العسكرية الأمريكية في تركيا مما شكل تصعيد غير مسبوق من الجانب التركي".
وتابع المتخصص في الشان التركي: "وما يجب الإشارة إليه هنا أن القرار الأمريكي المدعوم من الكونجرس الأمريكي برفع الحظر عن تزويد قبرص بالأسلحة يأتي في إطار التهديد المتزايد ضد تركيا بعد شراء الأخيرة منظومات إس 400 من روسيا في ظل تقارب تركي روسي غير مسبوق بات واضح للعلن يهدد استقرار الدول الأوروبية والولايات المتحدة".
وقال "الديهي": "فبعد أن كانت تركيا هي خط الدفاع الأول في مواجهه الاتحاد السوفيتي أصبحت الآن هي الأقرب إلى روسيا بل تبني معها علاقات استراتجية على حساب علاقاتها مع الولايات المتحدة ودول حلف الناتو، مما أزعج دول الحلف والولايات المتحدة الأمريكية".
وأضاف: "كما تري الولايات المتحده الآن أن قبرص واليونان يمكن أن تكونا خط الدفاع الأول في مواجه الأطماع التركية وربما تشهد الفترة القادمة مزيد من الدعم الأمريكي وزيادة التسليح في قبرص لمواجهه الخطر التركي إن لم يتم إسقاط النظام التركي نتيجه سياساته الاقتصادية التي أدت إلى موجات من الغضب في الشارع التركي تطالب برحيل أردوغان".