طلاب "اللغة العربية" يشكون: غياب طرق التدريس المبتكرة لاستيعاب النصوص الصعبة

طلاب "اللغة العربية" يشكون: غياب طرق التدريس المبتكرة لاستيعاب النصوص الصعبة
- اللغة العربية
- اللغة العامية
- تدريس اللغة العربية
- اليوم العالمي للغة العربية
- لغة الضاد
- كليات اللغة العربية
- اللغة العربية
- اللغة العامية
- تدريس اللغة العربية
- اليوم العالمي للغة العربية
- لغة الضاد
- كليات اللغة العربية
أقسام اللغة العربية فى الجامعات تحرص على تعليم مفردات اللغة وتذوق جمالياتها وفنونها، لكن ليس هناك محاولات جادة لتخفيف النصوص الأدبية الصعبة وتدريسها بطرق جذابة، ما أحدث فجوة واسعة بين عملية التدريس فى الجامعة وبين سوق العمل، بحسب ما أكده «طلاب» فى حديثهم لـ«الوطن»، مطالبين بضرورة انتقاء بعض المقررات الدراسية لتخفيف مضمونها عليهم.
تعتمد أقسام اللغة العربية فى كلية التربية على جانبين، أحدها تربوى والآخر لغوى منوط بتعليم النصوص الأدبية وغيرها من فروع اللغة العربية، فالجانب التربوى يهتم بتدريب الطالب على كيفية المثول فى الفصل أمام مجموعة من الأطفال وتعليمهم فنون النحو والقراءة والشعر، كلها فى مادة استقرت الجامعات على تسميتها بـ«التدريس المصغر»، وكيفية تعامل المدرس مع مديره فى العمل فى مادة سميت بـ«الإدارة المدرسية»، بحسب ما روته الطالبة منة عادل من كلية التربية بجامعة عين شمس، مضيفة: «بجانب مادة التربية وقضايا العصر التى تربط الجامعة بالواقع المجتمعى».
"منة": فجوة كبيرة بين النصوص التى ندرسها والواقع
نتائج إيجابية مثلت هدفاً أساسياً لـ«منة»، من دراسة هذه المواد: «اتعلمت إزاى أكون مُدرسة ناجحة ليّا أسلوبى الخاص فى الشرح، وتكون عندى قدرة على القيادة وجذب الانتباه». الجانب الثانى فى تدريس اللغة بالكلية، هو جانب تخصصى أكثر مما هو تربوى، فهو يهتم بتدريس الأدب الجاهلى، وعلم البيان والنحو، إلا أن هناك فجوة واضحة بين طبيعة هذه المواد وبين الواقع العملى: «الكلية تسير فى تيار والواقع فى تيار مختلف تماماً»، بحسب ما أكدت «منة» لـ«الوطن»، موضحة أنه هناك افتقار شديد لتعليم القواعد الأساسية للأدب الجاهلى على سبيل المثال: «المفروض يكون فيه تركيز على الأساسيات والتفاصيل الزيادة دى تتشال حتى من الكتب».
ترجح «منة» أن السبب الرئيسى فى وجود فجوة بين التدريس والواقع العلمى، هو عدم دراية أعضاء هيئة التدريس بسوق العمل، وآليات التدريس داخل المدارس: «بيتعاملوا على أساس اللى شافوه وهما أطفال من زمان ولم يتابعوا بشكل جيد التطور».
لم تستسلم طالبة كلية التربية أمام هذه التحديات، فباتت المحاولات الجادة هى نهجها الوحيد، متيقنة أن المدرس المتميز هو الذى يجذب الطفل ويحببه فى اللغة: «بتعلم إزاى أبسط المادة للأطفال بعيداً عن النصوص الصعبة بوسائل تعليمية مبتكرة سواء باللعب أو بالمناقشة والحوار التفاعلى».
طرق مبسطة اتبعتها «منة» لتنمية مهاراتها وتبسيط المقررات الدراسية الصعبة: بعمل مفاتيح كلمات للعناصر الكتيرة، وبلخص الموضوع فى عناصر لها عناوين رئيسية، وأوقات بجمع الكلمات المتشابهة وأربطها بعضها ببعض وأعملها نغمة لفن السجع».
بررت طالبة كلية التربية عزوف شباب الجامعات عن الاهتمام باللغة العربية فى الوقت الحالى، لعوامل متعددة أبرزها كثافة المقررات: «الكتاب 400 صفحة وبنمتحن فيهم كلهم، بجانب عدم امتلاك أعضاء هيئة التدريس لمهارات توصيل المعلومة، لافتة إلى أن الأسرة والمدرسة ما زالت حتى الآن تفتقد آليات تحفيز الأطفال للاهتمام باللغة كمادة حياتية أكثر من مادة تعليمية: «اتعلمنا إنها لغة القرآن تمام بس المدرس يدخل الفصل يكتب كلمتين على السبورة وخلاص محسناش فيهم بجمال اللغة»، متمنية تغيير طرق التدريس بالجامعات ووضع مناهج تعليمية تناسب احتياجات الواقع الذى نعيشه.
لم تسر عملية تدريس مقررات اللغة فى كلية التربية بجامعة سوهاج على وتيرة واحدة، فهناك اهتمام بالجوانب النظرية والتطبيقية للمواد، بحسب ما أكدته أميرة زيدان لـ«الوطن»: «الدكاترة بيتبعوا طريقة عملية فترة بسيطة جداً بس مش بتكمل وهكذا الأمر بالنسبة للسكاشن لكل مادة، موضحة أنه من المفترض أن السيكشن هو عبارة عن محاضرة مصغرة: «نتدرب إزاى نشرح فى الفصول».
تختلف ثمار طبيعة العملية التدريسية بالكلية بالنسبة للطلاب: «فيه جزء من الطلبة بيشتغل على نفسه فى المادة بعد المحاضرات وتدريب الكلية وجزء لأ وفى الغالب ده بسبب خجلهم»، مشددة على ضرورة القضاء على عزلة بعض الطلاب بواسطة عضو هيئة التدريس»، لافتة إلى أن الكلية تدعم الكثير من الأنشطة تتمثل فى مسابقات حفظ وإلقاء: «وبيكون فى المسابقات أكثر من مركز عشان الكل يكون عنده حافز للمشاركة».
لم يكن وضع اللغة العربية فى الوقت الحالى أمراً مرضياً، فغابت اللغة وحلت محلها اللغة العامية بشكل فج، بحسب «أميرة»، مُلقية اللوم على الأهل والمدرسة: «مش بيمارسوا اللغة مع الطفل وكمان أى طفل بيحاول أنه يتكلم بلغة عربية بيلاقى نقد وتنمر من كل اللى حواليه»، مضيفة أن موضوعات التعبير التى يتم تكليف الأطفال بها لا بد من تخصيص حصة كاملة لها لتعليم الطلاب كيفية التعبير الشفوى والتحريرى والإبداعى: «بكده هنشجع الأطفال على الكتابة والنطق بطريقة صحيحة وثقتهم فى نفسهم هتزيد».
ترى ولاء مصطفى من كلية الآداب بجامعة عين شمس، أن الوضع الحالى يفرض نوعاً من التضييق على خريجى أقسام اللغة العربية للحصول على فرص عمل: «فرص العمل شبه مختنقة»، مشددة على ضرورة انتقاء المقررات العلمية وتدريس محتويات تفيد الطلاب: «مش لازم الحشو الكتير».
لم تختلف آليات التدريس فى كلية الآداب عن كلية التربية: «بندرس مواد أدب إسلامى وأموى وثقافة ونحو وصرف، وبلاغة وقراءة، وتهتم «ولاء» بتنمية مهاراتها فى اللغة من خلال التردد على المكتبات والاطلاع على مراجع مختلفة لتوسيع مداركها.