الإعلام الأجنبى.. المهنية والتآمر
- محمود مسلم
- الإعلام الأجنبى
- منتدى الشباب
- اسأل الرئيس
- محمود مسلم
- الإعلام الأجنبى
- منتدى الشباب
- اسأل الرئيس
لم يعد منتدى الشباب مجرد منصة لدعم الشباب كما كان يهدف أصحاب الفكرة عندما بدأت، بل تجاوز الأمر إلى أن أصبح ملتقى سياسياً وتواصلاً ممتازاً بين الرئيس والشعب، وأفضل صورة لمصر أمام العالم، خاصة أن المنتدى متجدد ويتفاعل مع الداخل والخارج بحيوية من خلال أفكار جديدة، مثل «اسأل الرئيس»، وسفر وفود شبابية للخارج، وتكريم شباب مصر والدول الأخرى، وأخيراً عقد مؤتمر صحفى عالمى، وهى الفكرة التى تم تنفيذها منذ ثلاث سنوات، ونجحت بدرجة كبيرة فى إحداث تفاعل مع العالم يعكس وجه مصر الحضارى كداعمة لشبابها وكقائدة فى المنطقة وكمُحبة للسلام، وأعتقد أن الزملاء من الصحف الأجنبية أصبحوا ينتظرون هذا اللقاء السنوى مع رئيس مصر، سعياً لمزيد من الأخبار فى قضايا المنطقة المختلفة ومعرفة دور مصر المؤثر فيها.
كان الرئيس السيسى فى حواره الأخير مع ممثلى الإعلام الأجنبى واضحاً ومحدداً فى الرد على الأسئلة التى تنوعت وتكاملت لتغطى جميع القضايا الخارجية، فقد أكد الرئيس على:
- توقعنا فوز رئيس الوزراء البريطانى فى الانتخابات، وهناك دفعة جديدة فى العلاقات ليس فى السياسة والاقتصاد فقط.
- لم نمنح الشباب المصرى الفرصة لتولّى مسئولية القيادة إلا بعد تأهيلهم فى الأكاديمية الوطنية للشباب.
- ليست هناك تحديات أو مشكلات تواجه الدولة المصرية إلا الاستقرار.
- التفاهم.. اختيار مصر فى قضية سد النهضة، ولن نهدر مواردنا فى الاقتتال مع دولة شقيقة.
- التدخل الخارجى يؤدى إلى خراب الدول.
- مصر والسودان أمن قومى مباشر وعمق استراتيجى لمصر، ولن نسمح لأحد بالسيطرة عليه أبداً.
- مطالب الدول الأربع من قطر لحل الأزمة لم تتغير.
ثم تطرق الرئيس إلى خطورة بعض القنوات وتأثيرها على خراب الدول، قائلاً:
- هذه ليست سياسة، بل خراب.
- وليس إعلاماً، بل دمار.
- وليست مهنية، بل تآمر.
حديث الرئيس السيسى فتح ملف الإعلام ودوره وتأثيره، وخاصة الأجنبى الذى عانت منه الدولة المصرية على مدى سنوات، لكنها لم تحدد حتى الآن استراتيجية واضحة وفعالة للتعامل مع هذا الواقع الجديد، وإذا كان الرئيس يحاول دائماً فتح قنوات وإتاحة معلومات للبعض منهم، ففى زيارته الأخيرة لنيويورك وخلال جلسة مع المؤثرين فى المجتمع الأمريكى، دعا الرئيس السيسى أحد كتاب «النيويورك تايمز» إلى زيارة مصر والمشروعات القومية وإجراء حوار مع الرئيس، مما يدل على أن مصر ليس لديها ما تخفيه، وإذا كان من حسن الحظ أن القائمين على مؤتمر الشباب لديهم فهم عميق لواقع وتحديات الإعلام الأجنبى، فإن الأمر يحتاج إلى سياسة دائمة وتفاعل كبير وبناء استراتيجية للتعامل مع واقع يؤثر كثيراً فى الصورة الذهنية للدولة المصرية لدى العالم، خاصة أن تراكم انتقادات الإعلام الأجنبى للدولة المصرية على مدى سنوات، سواء بالحق أو التلفيق وصل بعضها إلى درجة الجرائم المهنية، قد أدى إلى صورة ذهنية سلبية عن مصر أسوأ بكثير من الواقع الذى تحسَّن كثيراً.
أعلم أن هناك قنوات وصحفاً تستهدف مصر، ولن تقبل بغير الأكاذيب بديلاً، لكن يجب التفريق بين مَن يتآمر ومَن يجتهد ولو أخطأ، وبالتالى مطلوب تصنيف الإعلام الأجنبى وتحديد آليات للتواصل معه طوال الوقت دون انتظار نتائج سريعة أو مُرضية دائماً. ولدينا تجربة «الإيكونومست» التى كانت تتحدث عن انهيار الاقتصاد المصرى، وأن الرئيس لن يترشح لولاية ثانية، ثم بعد ذلك أقرت هى بنجاح برنامج الإصلاح الاقتصادى، أو «فورين بوليسى» التى سمحت بنشر مقال للاقتصادى المصرى أحمد شمس الدين، رداً على أكاذيب الإخوانى يحيى حامد، مما يكشف أن هناك أملاً فى التفاعل مع الإعلام الغربى طالما ابتعد عن الغرض والهوى، واتبعت الدولة المصرية أسلوب الحوار المهنى الذى يراعى الثقافة والقوانين الغربية.