مراكز التعليم السورية.. علا تواجه آثار الحرب بـ"حصة الرسم": النتائج مبهرة

مراكز التعليم السورية.. علا تواجه آثار الحرب بـ"حصة الرسم": النتائج مبهرة
- الطلاب السوريون
- مراكز التعليم السورى
- التعليم السوري
- مراكز التعليم السورية
- الأطفال السوريين
- تعليم السوريين
- الطلاب السوريون
- مراكز التعليم السورى
- التعليم السوري
- مراكز التعليم السورية
- الأطفال السوريين
- تعليم السوريين
معرض رسومات صغير تراصت على جدرانه مجموعة ليست بالقليلة لأعمال فنية لم يتخط عمر أصحابها منتصف العقد الثانى من العمر، جميعهم من بين طلاب مراحل التعليم الأساسى الثلاث، رياض أطفال وابتدائى وإعدادى، داخل «مركز وطن لتعليم السوريين» بمدينة السادس من أكتوبر، عبّروا جميعهم من خلال رسوماتهم عن ما فى أنفسهم وما يدور فى أذهانهم بطريقة تخطت توقعات معلمتهم نفسها، كما تخطت توقعات إدارة المركز التى قررت عمل معرض بهذه الأعمال «الإبداعية» داخل المركز.
داخل «حصة الرسم» تكون الأجواء مختلفة عن غيرها من الحصص الدراسية، فبين الطلاب، على اختلاف مراحلهم، تقف علا عدنان، مدرسة مادة التربية الفنية بمركز وطن، وقد التفوا من حولها وعلى وجوههم كانت آيات الفرحة واضحة، يمرحون ويلعبون وتعلو ضحكاتهم من وقت إلى آخر، فى يد كل منهم ورقته التى أخذ يعبر عما بداخله عليها، فهذا يخرج رسمة حزينة، وآخر يريدها مبهجة، وثالث ربما يبعد عن هذا وذاك ويرسم معلماً يشتاق إليه.
اهتمام «علا» بحصة الرسم لم يكن اهتماماً عادياً، فحسب قولها، هى كانت تعمل مدرسة تربية فنية فى سوريا أيضاً قبل أن تأتى إلى مصر قبل 4 أعوام، وخلال عملها هناك أخذت العديد من الدورات التدريبية المقدمة من منظمات دولية تعلمهم كيفية التعامل مع الأطفال وقت الحروب، الأمر الذى تحاول تطبيقه الآن مع الأطفال السوريين فى مصر من خلال حصة الرسم: «أغلب الأطفال السوريين، نتيجة الظروف اللى عايشناها فى سوريا أو نتيجة ظروف الغربة وترك بلادنا، بيكون عندهم ضغوطات نفسية، وإحنا فى حصة الرسم بنحاول نخلى الطالب يفرغ المكنون الداخلى الصعب ليه، والحمد لله النتايج حلوة جداً والأهالى كتير مبسوطين».
استنباط خيال الطفل من خلال الرسم ومعرفة ما يدور فى ذهنه أحد أهم أهداف حصة الرسم التى تدرسها «علا» للأطفال السوريين، فهى لا تتبع قاعدة عامة فى الرسم مع هؤلاء الأطفال، وإنما تسعى لتقييم سلوكياتهم التى تظهر فى الرسومات والألوان، أو معرفة الظروف الصعبة التى قد يكون الطفل يمر بها: «كتير رسومات للأطفال تبين نفسياتهم، يعنى أنا من خلال ورقة الطفل بعرف نفسيته لأن كل شىء إضافى بيضيفه الطفل على الرسمة بيعبر عن حالته النفسية ولو أنا عندى وردة بذهن كل طفل بيطلع لى إياها على الورقة، كل واحد منهم وردته صحيحة بالمجمل لكنها مختلفة عن غيرها».
فكرة المعرض جاءت مع بداية العام الدراسى، كما تقول «علا»، عندما لمست حب الطلاب للمادة، ومرونتهم فى التعلم يوماً بعد آخر، فحاولت تطوير الأمر من خلال المعرض الذى رحب المركز بفكرته: «الهدف من المعرض سلوكى، بحيث نحسن من سلوكيات الطفل، أو نعبى وقت فراغهم بشغلة مفيدة».
لم يقتصر الأمر على المعرض فحسب، وإنما صاحبته فكرة أخرى لمسابقة تبدأ داخل المركز نفسه، وتنطلق بعد ذلك على مستوى كافة مراكز التعليم السورى تحمل اسم «الرسام الصغير»، كانت الفكرة ملهمة بالنسبة للأطفال، الذين طلبت منهم «علا» أن يقدم كل واحد رسمة يشارك بها فى المعرض، إلا أن كثيراً منهم لم يكتف برسمة واحدة ورسم أخرى وقدمها: «صار عندنا فائض من الرسومات لأن كله اتشجع على المعرض»، الخطوة التالية للمعرض، كما توضحها «علا»، ستكون من خلال تقييم هذه الرسومات واختيار الأعمال الفائزة منها على مستوى المركز استعداداً للمرحلة التالية على مستوى المراكز.
اختلفت رسومات الأطفال المشاركة فى المعرض، منها التى تعلقت بالوطن الأم سوريا، فكانت رسومات بعض المعالم مثل الجامع الأموى أو حارات الشام القديمة، كان «الاشتياق إليها» هو الدافع وراء رسمها على الورق، كما قالت «علا» بعد أن سألت الأطفال عن سبب رسمهم لها، كما كان لمصر وبعض معالمها وعلمها نصيب فى المعرض: «فيه رسومات عن مصر كتير، للبحر الأحمر والأهرامات ومعالم حضارية كتير بمصر، واحد رسم لى الشاليه اللى راحوا عليه بالعين السخنة»، وإلى جانب هذا وذاك كانت هناك رسومات كثيرة أخرى عبرت عن الظروف الصعبة والأزمات النفسية التى يمر بها هؤلاء الأطفال والتى جسدوها بشكل واضح فى العديد من الرسومات الحزينة المختلفة التى شاركت فى المعرض: «الرسومات الحزينة هى بتعبر عن حالتهم النفسية واللى بتعبر حالياً عن أغلب السوريين واللى بيعيشوا فيه».