مراكز التعليم السورية.. أنشطة ترفيهية ومستلزمات تعليمية "هاند ميد"

كتب: أحمد عصر

مراكز التعليم السورية.. أنشطة ترفيهية ومستلزمات تعليمية "هاند ميد"

مراكز التعليم السورية.. أنشطة ترفيهية ومستلزمات تعليمية "هاند ميد"

بين أروقة مراكز التعليم السورية لا تجد الفصول الدراسية فقط، وإنما إلى جوارها تجد العديد من الغرف التى امتلأت بوسائل الترفيه من أنشطة مختلفة، تُستخدم فى العملية التعليمة كنوع من الوسائل المساعدة لتوصيل المعلومات إلى الأطفال، فى مركز الأمل المشرق كانت بتول جازماتى، هى المعلمة المسئولة عن هذه الأنشطة الترفيهية، أتت إلى مصر فى مارس من عام 2013، كانت تعمل فى مجال التدريس لرياض الأطفال بسوريا قبل اشتعال الأحداث بها، لتقرر بعد عام من وجودها فى مصر العودة مرة أخرى إلى التدريس من خلال المركز الذى تعمل فيه الآن، بالإضافة إلى حرصها الدائم على الحصول على العديد من الدورات التدريبية التى تقدمها المنظمات الدولية لهم، على حد قولها.

"بتول": الليجو وقاعة السينما من أهم أدوات الترفيه.. وغرفة طهى لفصول دراسية معينة

جولة صغيرة مع «بتول» داخل مركز الأمل المشرق، وضحت لنا فيها أنواع هذه الأنشطة الترفيهية وطرق استخدامها وفوائدها العائدة على الطلاب، وكانت ألعاب الليجو واحدة من أهم هذه الأنشطة، ومن خلالها يتمكن الطلاب من تطبيق الدروس الرياضية أو اللغوية بطريقة تفاعلية: «دى تقريباً كل يوم بيكون فيه منها حصة وممكن يكون فيه نشاط كبير آخر الأسبوع، وممكن كمان يطبق بالصف».

لم تقتصر الأنشطة الترفيهية على ألعاب الليجو فى الغرف المخصصة لها أو داخل الفصول، وإنما كانت هناك بعض الوسائل الأخرى المهمة حسب قول «بتول»، منها قاعة السينما الموجودة بالمركز، وهى ليست سينما بمعناها المتعارف عليه، وإنما هى قاعة لعرض بعض المواد التعليمية على طريقة عرض الأفلام فى دور العرض السينمائى، بالإضافة إلى قاعة طهو مخصصة لبعض الصفوف الدراسية التى تدرس الطهى ضمن البرامج الدراسية، وفيها يتم تطبيق ما فى الكتب بطريقة عملية.

الالتزام بالمنهج المصرى فى العملية التعليمية من خلال هذه الأنشطة الترفيهية أمر ضرورى، إلا أنها أيضاً قد تتضمن بعض الإضافات والمعلومات عن وطنهم سوريا، كما تقول «بتول»: «بنحاول ندخل معلومات زى أسامى المحافظات أو معالم سوريا، عشان أغلب الأولاد، خاصة اللى اتولدوا هنا، مبيعرفوش حاجة عن سوريا، ولو قلت له انت من فين؟ هيقول لك من مصر، فهى مجهولة عندهم، وإحنا بنحاول نقول لهم بلدنا بتشتهر بإيه، فى الشتا الجو بيكون عامل إزاى، ممكن نفرجهم صور نعرض لهم على البروجيكتور، حسب الدرس، بنعرفهم على سوريا»، مشيرة إلى أنهم يتبعون فى طريقة تدريسهم للأطفال نفس الطريقة التى كانوا يتبعونها فى سوريا: «بندرس لهم بنفس الخطوات ولكن بالمنهج الموجود».

ترتبط الأنشطة الترفيهية فى أغلب الأحيان ببعض الوسائل التعليمية التى قد تكلف الكثير من أجل شرائها، إلا أن صناعتها يدوياً كانت هى الطريقة المتبعة من قبَل مراكز التعليم السورية فى أغلب الأحيان، وهو الدور الذى تقوم به الأربعينية زينب العيسى، داخل مركز الأمل المشرق، والتى تعمل فى صناعة الوسائل التعليمية التى يحتاجها المركز منذ أن التحقت به قبل 4 أعوام: «دى الغرفة اللى المركز بيعتمد عليها فى أى وسيلة تعليمية محتاجها، كل الوسائل التعليمية موجودة عندى، مفيش حاجة مش موجودة، عندى حاجات كتير، بحس إن المركز هنا فيه كل حاجة».

"زينب": "دايماً باحاول أعمل وسائل جديدة من وحى تفكيرى"

اكتظاظ الغرفة بالصناديق الممتلئة بالوسائل التعليمية لا يعيق استخراج احتياجات الفصول التعليمية من الوسائل ساعة بعد أخرى، يرجع ذلك إلى تنظيمها من قبل «زينب» وفق قولها، فهناك صناديق للحروف وأخرى للألوان وثالثة للأرقام، وهذه تحمل قواعد السير، بينما تحمل صناديق أخرى خرائط مختلفة، كما لم تغفل الغرفة بعض صناديق الحلوى والأوسمة التى يكافئون بها الطلاب من وقت لآخر: «ده يعتبر أرشيف لكل العناصر التعليمية المستخدمة، وأنا المسئولة عن أرشفة المكان، وأى حاجة تخرج منه بتكون من خلالى أنا، ودايماً بحاول أعمل وسائل جديدة من وحى تفكيرى، أنا هنا أعتبر مصدر راحة الآنسات اللى فى المركز، وكل فترة بفكر فى حاجة جديدة تفيدهم».

توصيل المعلومة من خلال الوسيلة هو الأهم، كما تقول منال عبدالعزيز، مدرسة الصف الأول ومسئولة غرفة المستلزمات التعليمية فى مركز وطن التعليمى، ومن ثم فإن الفكرة هى أساس العمل داخل الغرفة، معبرة عن ذلك بقولها: «الغرفة دى خليط من بداية عملنا مع الأطفال، وكل ما حد جديد بييجى بيجيب معاه خبراته ويدخل لينا أفكار جديدة، والإدارة بتدعمنا مادياً، وعلى قد الإمكانيات بنشتغل».


مواضيع متعلقة