تحدث عنها السيسي بمنتدى الشباب.. خبراء: ضبط السوشيال ميديا بأطر قانونية

كتب: نهال سليمان

تحدث عنها السيسي بمنتدى الشباب.. خبراء: ضبط السوشيال ميديا بأطر قانونية

تحدث عنها السيسي بمنتدى الشباب.. خبراء: ضبط السوشيال ميديا بأطر قانونية

في الأمم المتحدة وعلى مدار سنوات من مشاركة الرئيس السيسي في جلساتها الرئيسية، شغلت قضية "الإرهاب"، كثير من اهتمامه، يقدم حلولا لها انطلاقا من تجربة مصر في مواجهته، وعاد ليؤكد على الحلول والضوابط التي طرحها من جديد، اليوم، خلال حضوره جلسة "الذكاء الاصطناعي والبشر.. من المتحكم"، ضمن فعاليات اليوم الثالث لمنتدى شباب العالم، متطرقا بحديثه إلى أدوار شبكات التواصل الاجتماعي في دعم الإرهاب.

وقال السيسي خلال مداخلته في جلسة اليوم، إنه تقدم منذ 5 سنوات للأمم المتحدة بضرورة وضع ضوابط للتعامل مع المواقع الداعمة للإرهاب، والمسؤولة عن تجنيد الشباب وتحويلهم إلى مخربين وقتلى، مضيفا أن هذا الطرح لم يؤخذ بعين الاعتبار ولا تزال العناصر الإرهابية، تستخدم شبكات التواصل الاجتماعي، في الترويج لفكرها وتحويل حياة الدول لخراب ودمار، متابعا "أنا كمسؤول أقدر أفهم إنّ شبكات التواصل الاجتماعي، بتستخدم لصالح أجهزة مخابرات، لإيذاء الدول التي تخرج عن الصف".

في سبتمبر عام 2014، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ69، تحدث السيسي من واقع التجربة المصرية، عن مواجهة الإرهاب الذي عاشت ويلاته منذ عشرينيات القرن الماضي، مستترا خلف رداء الدين، تعتمد على العنف المسلح، منتمين إلى مجتمعات متباينة، ولا يمكن التفريق بين النامية والمتقدمة منها، ما يحتم على العالم تكثيف التعاون والتنسيق، لتجفيف منابع الدعم التي تتيح للتنظيمات الإرهابية، مواصلة جرائمها، إعمالا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وتحقيقا لأهدافها.

من هذا المنطلق، لفت السيسي، إلى حل يستند على محورين، أولهما تطبيق سيادة القانون، ومبدأ المواطنة بناءً على عقد اجتماعي وتوافق وطني، وتلبية جميع الحقوق، خصوصا الحق في التنمية الشاملة، بما يحصن المجتمعات ضد الاستغلال والانسياق خلف الفكر المتطرف، وثانيهما هو المواجهة الحاسمة لقوى التطرف والإرهاب، لمحاولة فرض الرأي بالترويع والعنف، وإقصاء الآخر بالتكفير والاستبعاد، وذلك بحسب موقع الهيئة العامة للاستعلامات.

سامح عيد: الأمم المتحدة يمكن أن تضع بين بنودها ما يسمح بتتبع المواقع الداعمة للإرهاب

سامح عيد، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، قال إن كثير من الأوروبيات والأوروبين، يجري تجنيدهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بحسب مواقع إخبارية ورسمية عالمية، لذلك فإنه في حال تمكن العالم من وضع آليات ترمي إلى ضبط استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، فإن ذلك سيعمل بشكل كبير على تقليل الإرهاب، سواء من خلال حذف الحسابات التابعة لأشخاص محسوبين على التنظيمات الإرهابية، أو حذف حسابات التنظيمات أو المحرضون على العنف، أو من خلال غلق المواقع، التي تنشر مقاطع تليفزيونية عنيفة، منها مواقع تملكها التنظيمات، والمواقع الأخرى التي تساعد على العنف، عندما تنشر طريقة صنع قنبلة يدوية مثلا.

وتابع "عيد"، في حديثه لـ"الوطن"، أن الأمم المتحدة يمكن أن تضع بين بنودها أو بنود قانون الإرهاب العالمي، ما يسمح بتسليم الانتربول للأشخاص المتورطين في مثل تلك الرسائل، وألا يقتصر الأمر على جرائم القتل والعنف فقط، وإنما تجريم النشر على مواقع التواصل، وكل من يورج للعنف، ويزرعه داخل النشأ، لكن العائق الخاص بوصول عدد المستخدمين لمواقع التواصل لما يزيد عن 3 مليار حول العالم، إضافة إلى اختلاف اللغات، والتفريق بين النقد السياسي، والتحريض ما يجعل الأمر صعبا ولكنه مهم، وممكن عبر مناقشات مستفيضة، للوصول إلى صيغة حاكمة.

ماهر فرغلي: هناك دول تدعم صفحات وحسابات تروج للإرهاب ويجب مواجهة التكنولوجيا بالتكنولوجيا

كثير من الجماعات الإرهابية تتخذ من مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية بشكل عام، منبرا إما لنشر فكرها القائم على العنف والتحريض على الإرهاب، أو لتكوين شبكة لتواصل في الخفاء بين رأس المنظمة أو المخطط والمنفذ، وذلك بحسب ماهر فرغلي، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، موضحا أنه يمكن مواجهة ذلك من خلال تنسيق أممي، يعمل على تتبع رسائل التواصل تلك، وبالتالي غلقها والحد من تأثيراتها المحرضة على العنف، والوصول للفاعلين فيها ومحاكمتهم.

ولفت "فرغلي" في حديثه لـ"الوطن"، إلى أن هناك دول تدعم صفحات وحسابات تروج للإرهاب، لذلك فإنه يجب سن تشريعات للضغط الأممي عليها ومواجهتها، من خلال برنامج تنسيقي، مؤكدا أنه في بعض الأحيان، يجري عمل ذلك، لكن تلك الجهود لا تزال قليلة، وتحتاج إلى تكثيفها بشكل أكبر، وفي حال تنفيذ الطرح المصري، فإنه سيعمل على الحد من انتشار الإرهاب، ضاربا المثل ببعض المواقع التي تقف خلفها دول مثل موقع رسالة الإسلام والمجلس الأوروبي للإفتاء، وهو ما يمكن مواجهته باستخدام التكنولوجيا، فالفكر لا يواجه إلا بالفكر والتكنولوجيا كذلك.

إذا أخذ هذا الطرح بجدية أكثر من ذلك، فإنه يضمن مناهضة نشر الفكر الإرهابي، لكن الشاهد أن الدول الكبرى، تترك للإرهاب حريته، إذا كان في مصالحها، وأهم ما يدل على ذلك، أن تلك الدول، لم تعلن حتى الآن أن جماعة الإخوان إرهابية على سبيل المثال، وأحيانا تجلس على طاولة نقاش مع بعض التنظيمات الإرهابية، فالعالم أحيانا يوجه الإرهاب ولا يواجهه، بحسب الباحث في شئون الحركات الإسلامية، موضحا أن موقع أعماق، التابع لتنظيم داعش الإرهابي، لم تواجهه أي دولة، أو تمسح المواقع الأخرى، التي تنشر من خلالها عملياتها، التي تشجيع الإرهاب والعنف.


مواضيع متعلقة