في دور الأيتام.. تعليم "على قد الإيد": إمكانات قليلة.. واهتمام بلا حدود

كتب: سلمى سمير

في دور الأيتام.. تعليم "على قد الإيد": إمكانات قليلة.. واهتمام بلا حدود

في دور الأيتام.. تعليم "على قد الإيد": إمكانات قليلة.. واهتمام بلا حدود

«التعليم أولاً مهما قلّت الإمكانات المادية»، شعار رفعه عدد من دور رعاية الأطفال، التى أولت اهتماماً بالغاً بتعليم الطلاب وتوفير الكثير من الخدمات التعليمية لهم، ليصبحوا نماذج ناجحة داخل المجتمع، تارة عن طريق إلحاقهم بالكثير من المدارس الحكومية، وأخرى عن طريق توفير مدرسين متطوعين يساعدونهم فى المذاكرة وتحصيل المعلومات، طرق مختلفة تتبعها دور الرعاية ويبقى الهدف فى النهاية الحصول على فرد متعلم صالح يخدم الوطن.

"تاج الدين": "مش بنعرّف حد فى المدرسة إن الطفل يتيم"

محمد تاج الدين، رئيس مجلس إدارة دار للأيتام فى الإسكندرية، يقول إنه منذ افتتاح الدار، وعلى مدار أكثر من 40 عاماً، وهى تقدّم مناخاً يجعل الطالب فرداً ناجحاً داخل المجتمع: «التعليم هو سلاح الطفل، من غيره مش هيقدر يكون له قيمة داخل المجتمع»، تبلغ سعة الدار 15 طالباً توفّر لهم الجمعية فرصة للتعليم فى بعض المدارس الحكومية القريبة من الدار: «على قدّ الإمكانيات المادية المتاحة قدامنا، إحنا الهدف المرغوب إننا نعلّم الطفل، وعندنا أولاد فى مراحل إعدادى وأولى ثانوى».

تبلغ المصروفات الدراسية للطالب الواحد 120 جنيهاً: «فيه شرح فى المدرسة، وبنراعى جداً إننا نوفر مدرسين ومشرفين فى الدار علشان يهتموا بشكل أكبر بالطلاب والمستوى التعليمى الخاص بيهم، ويتابعوا معاهم». وتهتم الدار بتحقيق قدر من السرية، بالتعاون مع إدارات المدارس: «مش بنعرّف أى حد فى المدرسة أنه طفل يتيم، وبندفع المصروفات قبل بداية الدراسة، بنحاول إننا نراعى الأطفال ومانسمعش أى طفل منهم كلمة تضايقه، وتجرح مشاعره».

وحسب «تاج الدين»، فإن الطلاب متفوقون دراسياً: «إحنا بنعامل الطلاب زى أولادنا، ونوصلهم لأعلى المستويات الدراسية». ولتحقيق التوازن النفسى تقوم الدار بعمل رحلات للطلاب: «بنوديهم مرسى مطروح ودهب وشرم الشيخ، وبنخليهم يمارسوا أنشطة ترفيهية زى كرة القدم».

«على قد لحافك مد رجليك»، شعار يرفعه محمد أحمد قطب، 75 عاماً، رئيس مجلس إدارة إحدى دور الأيتام بمنطقة السيدة زينب، يروى أن الجمعية لا تبخل على تعليم أى طفل: «أنا ماباحبش الرفاهية الخادعة، والمظهرية، المهم أن الطفل يتعلم، إحنا بنعلم الطفل فى مدارس حكومية عادية زى ما بنعلم أولادنا فى البيت».

يرفض «قطب» تسمية دور الأيتام بهذا الاسم: «أنا باعتبرهم كلهم أبناء ليّا، هما أولادى وكأننا ماحددناش النسل، هدفى أطلع مواطن صالح وأم ترعى المجتمع، أنا باعلم الطلاب فى مدارس حكومية، وباكمل معاهم لما بعد كده فى معاهد وكليات».

يشرف «قطب» على 4 دور رعاية تضم 90 طالباً: «باشتغل فى المجال من 40 سنة، وجوزت طلاب من اللى كانوا فى الجمعية أكتر من 21 بنت، وحالياً عندى 14 حفيد».

أكثر ما يهم «قطب» هو تعليم أكبر عدد من الطلاب دون الاهتمام بالمظاهر: «أنا الغرفة عندى بيقعد فيها 4 طلاب، باوفر ليهم المناخ الموجود فى أى بيت مصرى عادى، بيرجع من المدرسة ياكل ويصلى ويبدأ وقت المذاكرة، مش عندى جنينة ومكتب مخصّص، العقاد كان بيذاكر على لمبة جاز، اللى عاوز يوصل لأى حاجة هيتحدى الظروف والمعوقات ويقدر يحققها».

"قطب": "بنبعده عن أى مشاعر انكسار"

يوفر «قطب» مجاميع تقوية للطلاب: «الطلاب عندى فيهم بيدخل ثانوى فنى وبيكمل، وكلهم متفوقين دراسياً، إحنا بنعوضهم عن الدفء الأسرى وبنشتغل على الجانب النفسى، وده مهم جداً، إننا نبعد عن الأطفال أى مشاعر انكسار».

الحال نفسه فى إحدى دور الأيتام القبطية بمنطقة الضاهر، تهتم بتعليم الطلاب، لكن بما يناسب الحالة الاقتصادية الحالية، جمال فوزى، مدير الدار، يروى أن الجمعية تهتم بأكثر من 15 طالباً بمختلف المراحل التعليمية: «عندنا طلاب من المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية وحتى الجامعية، ابتدائى بيدخل مدارس خاصة، لأنه محتاج اهتمام أكبر، لكن باقى المراحل مدارس حكومية بتكاليف ومصروفات أقل».

تضم الجمعية مجموعة من الأطفال الأيتام، إلى جانب بعض الأطفال الملتحقين بالدار، لرفع بعض الأعباء المادية عن كاهل آبائهم: «فيه أولياء أمور بيكونوا متعثّرين مادياً وحالتهم صعبة جداً، وفيه أيتام بنحاول نساعدهم، أهم حاجة إننا نساعد الطلاب نفسياً، وخاصة اللى آبائهم عايشين، علشان نعوضهم عن الحنان اللى بيفتقدوا ليه». توفّر الدار غرف مذاكرة للطلاب، تكون مجهّزة بالمكاتب والسبورة والأقلام: «فيه مشرفين كتير بيجوا يقعدوا مع الطلاب بالتطوع، وفيه بيكونوا بأجر رمزى، أنا بنفسى باتابع الطلاب دراسياً، وبنذاكر معاهم، إحنا بنخدمهم أنا باعتبر بالنسبة ليهم زى والدهم، أو أخ أكبر ليهم، بنحاول نعوضهم عن حنان الأب والأم». وحسب «فوزى» فإن هناك الكثير من المدرسين الذين يعطون مجموعات تقوية للطلاب بالتطوع دون أجر: «بتكون طول الأسبوع، وبنوفر للطلاب رحلات كرنفالية وروحية، يقدروا إنهم يستفيدوا منها». وتنظم الدار رحلات طلابية للكنيسة: «الأطفال بنحاول إننا نقوى عندهم الجانب الدينى، عن طريق الانتظام فى دروس الأحد». ويروى «فوزى» أن العمل يوفر الكثير من الأعباء المادية: «ده بيكون عمل خير، وإحنا بنعمله بحب للأولاد، إحنا عاوزينهم يكونوا أفراد متعلمة وصالحة فى المجتمع».


مواضيع متعلقة