تحتضن منتدى السلام.. أسوان نبراس حضارة مصر وأفريقيا

كتب: دينا عبدالخالق

تحتضن منتدى السلام.. أسوان نبراس حضارة مصر وأفريقيا

تحتضن منتدى السلام.. أسوان نبراس حضارة مصر وأفريقيا

عاصمة الشباب الأفريقي وجوهرة النيل، هكذا بات يطلق على مدينة أسوان، التي تحتل مكانة مهمة في القارة السمراء عامة ومصر خاصة، لذلك تحتضن اليوم النسخة الأولى لمنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي وعدد من رؤساء الدول والحكومات والمسؤولين الأفارقة.

ويستمر المنتدى لمدة يومين، ويستهدف فتح آفاق جديدة نحو تحقيق السلام والتنمية المستدامة بالقارة السمراء في إطار رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي 2019، إذ يناقش عدة قضايا مهمة، حيث أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن المنتدى أفريقي بكل تفاصيله.

تقع مدينة أسوان، المعروفة سابقا باسم "سوينيت" في جنوب مصر، حيث إن كلمة أسوان مشتقة من الكلمة المصرية القديمة "سون"، والتي تعني السوق، وحصلت على اسمها لأنها كانت بوابة استراتيجية إلى الجنوب، حيث كانت في العصور القديمة، المزود الرئيسي للجرانيت المستخدم في المسلات والمنحوتات، وفقا لموقع المنتدى.

مجدي شاكر: أسوان كانت بوابة مصر لأفريقيا.. وسوقها التجاري بالقارة

وتعتبر المدينة خير شاهد على العلاقة بين مصر وأفريقيا، وفقا للدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين في وزارة الآثار، موضحا أنها بلد حدودية، وكان يعتقد المصري القديم أن بها منبع نهر النيل وتحديدا من معبد فيلة.

وأضاف شاكر، لـ"الوطن"، أنه بجزيرة "بجة" كان يعتقد المصري القديم أن ساق الإله أوزوريس مدفونة بها، لذلك اكتسبت مكانة دينية مهمة وظلت مكانا مقدسا حتى العصر الروماني، كما أن آخر نصوص الكتابة الهيروغليفية التي جرى العثور عليها بالقرن الخامس الميلادي، بجزيرة فيلة، لتشهد أيضا أن آخر الكهنة الفراعنة أصبح أول قسيس مسيحي بالمنطقة.

وأشار إلى أن أسوان مشتقة من كلمة "سوق" حيث كانت بوابة التجارة المصرية مع أفريقيا، حيث إن الملك سونسرت الثالث صنع لوحة الحدود بأسوان للتأكيد على حدود مصر، واهتم بها الفراعنة بشدة، كما كان يهتمون بإرسال حملات متعددة للدول الأفريقية، مضيفا أن معبد أبو سمبل، كان للعبادة والثقافة للقارة أيضا، بجانب كونه تأكيدا لقوة الفراعنة في مصر.

كما أن "قبة الهواء" بغرب النيل في أسوان جسدت المستكشفين المصريين الأوائل بأفريقيا، الذين تمكنوا من الحصول على البخور والدهب والتبن لمصر، وفقا لشاكر، بالإضافة إلى رحلة الملكة حتشبسوت الشهيرة لبلاد إثيوبيا التي جرى تجسيدها في معبد الدير البحري على 3 مستويات تظهر مسيرتها، مؤكدا أن أسوان كان يهتم بها الملوك بشدة، لعمقها الأفريقي الكبير، وكونها أقرب لأنها منطقة عبور.

سعيد: أسوان شاهدة على الحضارة بين مصر وأفريقيا.. وبها أول كنيسة في القارة

فيما أوضح الدكتور أحمد سعيد، مفتش الآثار بأسوان، تجسيد المدينة لعلاقة قوية بين مصر وأفريقيا، كونها كانت على حدود البلاد مع القارة، حيث إن جزيرة الألفنتين، كانت تعتبر مركزا وسوقا تجاريا بين الطرفين والتي ما زالت بقاياها شاهدة على ذلك حتى الآن.

وتابع أن أسوان أيضا بدورها كانت سوقا ومركزا تجاريا كبيرا يربط بين مصر والقارة، وتوجد بها قبائل نوبية متعددة ذات جنسيات مصرية وأفريقية، وربطهم أيضا نهر النيل الذي كان يعد شريان الحياة، وعبده المصريين القدمان كإله الخير.

وأوضح أن الفرعون المصري كان دائما حريص على تأمين نابع النيل، كما نفذوا عدة حملات أشهرهم حملة حتشبسوت، بالمعبد الجنائزي في البر الغربي، بالإضافة إلى كنيسة بمعبد الفيلة التي كانت من أوائل ملامح العصر القبطي والبوابة الرئيسية لانتشار المسيحية في أفريقيا.


مواضيع متعلقة