مع الجولة قبل الأخيرة.. ماذا تحقق في لقاءين سابقين بمفاوضات سد النهضة؟

مع الجولة قبل الأخيرة.. ماذا تحقق في لقاءين سابقين بمفاوضات سد النهضة؟
ينطلق الاجتماع الثالث لوزراء الخارجية والري من مصر والسودان وإثيوبيا، في واشنطن اليوم، لاستكمال المناقشات بشأن القضايا العالقة فيما يخص ملء وتشغيل سد النهضة، تمهيدا للوصول إلى اتفاق ثلاثي بشأن قواعد الملء والتشغيل.
يأتي ذلك بعد عرض مصر لرؤيتها بشأن تخزين وتشغيل سد النهضة، التي تعتمد على استخدام أحدث النماذج العلمية لمحاكاة تدفق النيل الأزرق وتغيراته السنوية، ويوازن بين مصالح الدول الثلاث، في إطار وجود حد أدنى من التصريف السنوي للسد، ومناقشة الأطروحات التي تراعي مصالح الدول الثلاث، خاصة مصالح مصر المائية، وتتجنب إحداث ضرر جسيم للدولة المصرية، فضلا عن الآلية التنسيقية بين الدول الثلاث.
والاجتماع يأتي لتقييم نتائج الاجتماعين الأول والثاني، وما تم إحرازه بين الدول الثلاث، ونرصد في السطور التالية أبرز ما تم التوصل إليه في الاجتماعين:
الاجتماع الأول 16 نوفمبر
شهدت مفاوضات سد النهضة انفراجة محدودة في الاجتماع الأول الذي شهدته أديس أبابا، تطبيقا للمتفق عليه في اجتماعات واشنطن، إذ أعلنت وزارة الري السودانية أنّ "مناقشات ملء بحيرة سد النهضة شهدت تقدما، وقد تصل إلى 7 سنوات وفق هيدرولوجية نهر النيل الأزرق"، في 17 نوفمبر الماضي.
وشملت المفاوضات وفق البيان، "التشغيل الدائم لسد النهضة، وتأثيراته على منظومة السدود في السودان ومصر"، وأشار إلى مواصلة اجتماعات التفاوض حول القضايا العالقة خلال ديسمبر 2019 ويناير 2020.
وقال المهندس محمد السباعي المتحدث باسم وزارة الري إنّ المفاوضات لا تبحث عدد سنوات التخزين فقط، بل إنّ مصر تركز على تنفيذ العملية على مراحل، بحيث تتم مراعاة الجفاف الذي يشهده الحوض خلال الفيضان السنوي.
ولفت إلى أنّ المفاوضات شهدت طرح رؤية محددة لتشغيل الخزان تتوافق مع وضع السدود في مصر والسودان، موضحا أنّ "هيدرولوجية النيل الأزرق هي التي تحدد عدد السنوات التي سيجرى على أساسها تخزين بحيرة سد النهضة، حيث يقل عدد السنوات في الفيضان المرتفع، ويزيد مع تعرُّض الحوض للجفاف".
وكانت وزارة الري أعلنت في 16 نوفمبر، أنّ المناقشات شملت "العناصر الفنية الحاكمة لعملية ملء وتشغيل السد والتعامل مع حالات الجفاف والجفاف الممتد وحالة إعادة الملء"، وأكدت الوزارة أنّ "الاجتماعات اُختتمت بالاتفاق على استمرار المشاورات والمناقشات الفنية بشأن المسائل الخلافية خلال الاجتماع الثاني المقرر عقده في القاهرة، 2 و3 ديسمبر المقبل".
الاجتماع الثاني 3 ديسمبر
عقد الاجتماع الثاني بالقاهرة خلال الفترة من (2-3) ديسمبر، لاستكمال مناقشات مخرجات الاجتماع الأول الذي عقد في إثيوبيا خلال يومي 15 و16 نوفمبر الماضي، في إطار محاولة تقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث، للوصول إلى توافق بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، في إطار رغبة الجانب المصري في التوصل لاتفاق عادل ومتوازن يحقق التنسيق بين سد النهضة والسد العالي، وكذلك في إطار أهمية التوافق على آلية للتشغيل التنسيقي بين السدود، وهي آلية دولية متعارف عليها في إدارة أحواض الأنهار المشتركة.
واختتمت الاجتماعات بالاتفاق على استمرار المشاورات والمناقشات الفنية بشأن كافة المسائل الخلافية خلال الاجتماع الثالث.
وكانت الاجتماعات اختتمت أعمالها في القاهرة الثلاثاء الماضي، حيث عقدت في الفترة من (2-3) ديسمبر، في إطار سلسلة الاجتماعات الأربعة المقرر عقدها على مستوى وزراء الموارد المائية والوفود الفنية من الدول الثلاث، وبمشاركة ممثلي الولايات المتحدة والبنك الدولى كمراقبين، وذلك في ضوء مخرجات اجتماع وزراء خارجية الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا في العاصمة الأمريكية واشنطن يوم 6 نوفمبر الماضي، وبرعاية وزير الخزانة الإمريكية وحضور رئيس البنك الدولي.