يناقشه منتدى أسوان للسلام.. النزوح القسري في أفريقيا عدو التنمية

كتب: عبدالرحمن قناوي

يناقشه منتدى أسوان للسلام.. النزوح القسري في أفريقيا عدو التنمية

يناقشه منتدى أسوان للسلام.. النزوح القسري في أفريقيا عدو التنمية

"النزوح القسري في أفريقيا"، واحدة من المشكلات الكبرى التي تواجهها القارة السمراء في عدد من المناطق، والتي تطرحها الدورة الافتتاحية من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة، المقرر انعقاده يومي 11 و12 ديسمبر الجاري.

ووفقًا لمفوضية اللاجئين بالتابعة لالأمم المتحدة، أُجبر 70.8 مليون شخص على مغادرة منازلهم حول العالم في نهاية عام 2018، وبلغ عدد النازحين داخل بلدانهم منهم 41.3 مليون بسبب العنف والصراعات، منهم 10.8 ملايين شخص لعام 2018 فقط، كما أن أكثر من ثلثي حالات النزوح الجديدة الناجمة عن العنف كانت ناتجة من دول أفريقيا جنوب الصحراء.

وكان النزوح خلال عام 2018 ناتجا بشكل أساسي في إثيوبيا، حيث انتقل أكثر من مليون ونصف شخص بسبب النزاعات داخلها، 98% منهم ظلوا داخل البلاد، ما رفع مستوى النزوح الداخلي بإثيوبيا إلى الضعف.

25 مليون نازحا قسريا من القارة السمراء

قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو جراندي، في حوار له في أغسطس 2018، مع الوكالة اليابانية للمعونة ومفوضية الاتحاد الأفريقي ومفوضية شؤون اللاجئين في يوكوهاما اليابانية، إن عدد النازحين قسريا من القارة السمراء يبلغ حوالي 25 مليون شخصا، كما أن أعداد اللاجئين في أفريقيا زاد بثلاثة أضعاف خلال العقد الماضي.

وتعني تلك الأرقام أن أفريقيا تستضيف أكثر من ثلث المهجرين قسرا في العالم في حين أن نسبة اللاجئين الأفارقة في أوروبا لا تتجاوز 8% من اللاجئين الأفارقة ككل، أي أن القارة السمراء هي من تتحمل تبعات الأزمة، ما يجعلها تسعى باستمرار لإيجاد حلول منذ عقود طويلة، حتى صارت القضية الموضوع الرئيس للاتحاد الأفريقي خلال عام 2019 تحت رئاسة مصر.

أسباب النزوح في قارة أفريقيا

أسباب النزوح القسري يمكن تصنيفها إلى أسباب طبيعية، وأخرى تتدخل فيها اليد البشرية، حسب الدكتورة هبة البشبيشي، خبيرة الشأن الأفريقي، فالأسباب الطبيعية مثل التصحر الذي تواجهه القارة، والذي يجبر المواطنين للانتقال إلى أماكن أخرى بحثًا عن مصادر الحياة كالمياه والطعام.

وأضافت خبيرة الشأن الأفريقي، لـ"الوطن"، أن ظاهرة التصحر تنتشر بشكل كبير في دول منطقة الصحراء الكبرى، والتي يتضرر منها دول مثل تشاد والنيجر وجزء من الكاميرون، والتي تعتبر من الدول الطاردة للسكان، حيث يجبر التصحر مواطنيها على النزوح نحو دول الجوار.

هبة البشبيشي: النزوح القسري يعود لأسباب طبيعية وأخرى بشرية

وتابعت البشبيشي، أن الفيضانات كذلك سبب طبيعي للنزوح القسري، كفيضان الكونغو الذي أجبر عددا كبيرا من سكانها للهجرة والنزوح نحو دول أخرى مثل السودان وتنزانيا وبوروندي، ليعيش معظمهم على الحدود بين تلك الدول.

وأشارت إلى أن الأسباب التي يتدخل فيها العامل البشري تتمثل في الصراعات والنزاعات المسلحة والحروب التي تعم القارة، والتي يهرب منها السكان لأماكن أكثر أمانًا، حيث ينتج عن كل نزاع مسلح في القارة ما لا يقل عن مليون نازح قسريًا، وأشهرها النزاع في رواندا، الذي تسبب في لجوء الملايين إلى بوروندي.

السودان حالة خاصة

السودان حالة خاصة في أفريقيا، حيث يعاني من أزمة مزدوجة، حسب البشبيشي، حيث تعتبر دولة طاردة للنازحين بسبب الحرب الأهلية والنزاع الطويل بين الشمال والجنوب الذي استمر أكثر من ثلاثين عامًا، وجاذبة للنازحين من دول أخرى بسبب اتساع رقعتها قبل أن تنقسم إلى دولتين.

الآثار السلبية للنزوح القسري كثيرة ومتعددة، وفق خبيرة الشؤون الأفريقية، ولعل أهمها على الإطلاق غياب احتمالية التفكير في التنمية، فتمركز اللاجئين والنازحين على الحدود يتسبب في غياب الاستقرار وعدم القدرة على التنمية في البلاد الأفريقية التي تستضيف النازحين.

ولفتت كذلك إلى أثر آخر للنزوح القسري في القارة يتمثل في تغيير تركيبة السكان والطبيعة الديموجرافية للبلاد، كما أنه يسمح للقوى العالمية والدول الخارجية بالتدخل في شؤون تلك البلاد سياسيًا وعسكريًا، مشيرةً إلى أن الحل السريع والعاجل والفوري هو إرساء السلام وإنهاء الحروب، فتخفيف حدة العوامل البشرية يقلل أعداد القتلى ويضفي استقرارًا يسمح بتنفيذ التنمية والتفكير في مواجهة العوامل الطبيعية.


مواضيع متعلقة