امتحان الجراحة أزمة كل عام في "طب المنصورة".. والطلاب: نعيش بالمهدئات

10:12 م | الجمعة 06 ديسمبر 2019

أصبح امتحان مادة "الجراحة" لطلاب طب المنصورة مصدر إزعاج شديد، وعقبة يحدث بعدها حالة من القلق كل عام خاصة مع طلاب السنة النهائية، والذين يعتبرون أنفسهم في صراع مع باقي زملائهم في كافة الجامعات المصرية لتحصيل أكبر قدر من الدرجات حتى يحصلوا علي مكان مناسب للتكليف والذى يعتمد بالدرجة الأولى علي إجمالي الدرجات النهائية للطالب.

تمتد السنة النهائية لطلاب الطب لمدة عام كامل حيت تنتهي امتحان طلاب دفعة 2018/2019 في يناير 2020، ويدرس بها حوالي 1000 طالب، والمعروفة بالدفعة 52، وتصل إجمالي دراجات مادة الجراحة إلي 900 درجة موزعة علي عدة امتحانات نظري وعملي وشفوي.

"النجاح عندنا بالحصول علي أكثر من 60% من الدراجات وليس كما هو المعتاد 50%، ولذلك فإننا لا ننام في اليوم أكثر من 4 ساعات حتى نحصل أكبر قدر من المعلومات" هكذا تحدث أحد طلاب الفرقة السادسة بطب المنصورة، وقال، إننا نمتحن في مجموعات، نظرا لأن عدد الدفعة كبير، وتم وضع الامتحان بحيث كل تخصص جراحي يضع مجموعة من الأسئلة مثل" جراحة الأوعية الدموية، وجراحة التجميل، وجراحة الجهاز الهضمي" ويكون الهدف من الامتحان الإلمام بالمعلومات الأساسية في المادة، في التخصصات المختلفة، لأني بعد التخرج سأعمل ممارس عام، ولست متخصص مثل طلاب الدراسات العليا، والتي هي إجبارية بعد التخرج للعمل في تخصص بعينه.

وأضاف هذا الطالب لـ" الوطن" أن المنهج عبارة عن 1200 صفحة مطلوب من الطالب ليس مذاكراتهم، وإنما حفظهم عن ظهر قلب، ونلتزم بمعيار معين للأسئلة تضعها إدارة الجودة بالكلية، لكننا نفاجئ أن الأسئلة أول مرة نشوفها في حياتنا، وهو ما حدث من قبل مع زملائنا في دفعة 50، والذين عندما رأينا امتحانهم وكان عام 2017 وجدنا أنه بالفعل لا يمكن حله لطالب البكالوريوس.

"غش من الأساتذة داخل اللجنة" هكذا أكد أحد الطلاب، وقال إنه بعد ما حدث من توتر داخل اللجنة، وعدم قدرتنا علي الحل، تدخل أحد الأساتذة وحل لنا 6 أسئلة من إجمالي 130 سؤال، بينما في لجنة أخري حل لهم أستاذ أخر 60 سؤال، وخرج الامتحان عن فكرة العدالة .

وأضاف لـ" الوطن" أن إدارة الكلية تغلق علينا اللجان من الخارج، ولا تسمح لأحد مطلقا بالخروج وتستدعي الأمن الإداري بالجامعة يوم امتحاننا بالذات حتى لا نغادر اللجان بشكل جماعي وهو ما حدث مع طلاب الدفعة 50 وحصلوا جميعا علي صفر.

وأشار إلى أن تداول الأدوية المهدئة بيننا أصبح شكل طبيعي من الضغط النفسي الذى يقع علينا خاصة في أوقات الامتحانات، حتى بين الطلاب المتفوقين وأوائل الدفعة يحصلون علي المهدئات وبعلم الأستاذة، فلا يمكننا استكمال الامتحانات بدون مهدئات.

وقال طالب أخر إننا الأسبوع الماضي دخلنا امتحان وكان صعب لكن حلينا ولم نعمل أي قلق، ولكن امتحان الاختيار من متعدد في الجراحة، كان لا يحل لذلك ظهرت حالة الغضب علينا ووقعت انهيارات بين الطلاب، وهذا لا يحدث مطلقا مع زملائنا في جامعة القاهرة وطنطا، وكفر الشيخ، والذين انتهوا من الامتحانات دون شكاوى، وسمعة امتحاناتنا وصلت إلي خارج مصر، حتى أن أحد الزملاء في الأردن سألني ماذا يحدث عندكم في الدقهلية.

وفي المقابل، حثت إدارة كلية الطب الطلاب، في صفحتها علي الفيس بوك، على عدم الدعاء علي أعضاء هيئة التدريس الموجود في كثير من المواقع، ووصفته بأنه "أمر غير مقبول"، وأنه سيتم مراجعة كافة المشاكل والصعوبات التي حدثت خلال هذا الامتحان بأقصى سرعة، مؤكدة أنه غير مقبول ألفاظ خارجة تمس الكلية وأعضاء هيئة التدريس، وأن إدارة الجامعة والكلية تعملان لصالح الطلاب.

وقال أحد أساتذة الجراحة لـ" الوطن" إن المشكلة أن الطلاب متعودين علي امتحانات محفوظة، وجميعهم يريد الحصول علي الدرجة النهائية، وجميع الأسئلة من داخل المنهج .

يذكر أن طلاب الدفعة 50 عاشوا فترة عصيبة من حياتهم بعد أن خرجوا بشكل جماعي من أمتحان الجراحة، ولم يجيبوا على الأسئلة بسبب صعوبتها، فما كان من إدارة الكلية وقتها إلا أن أعطتهم جميعا" صفر" في المادة مما أثر على مستقبلهم ولجأوا إلي محكمة القضاء الإداري بمحافظة الدقهلية، والتي أصدرت حكما في أكتوبر 2018 بإلغاء قرار الكلية بمنح جميع طلاب الفرقة السادسة "صفرا" .