عرش مصر في انتظار إجابة: هل يترشح "السيسي" للرئاسة

عرش مصر في انتظار إجابة: هل يترشح "السيسي" للرئاسة
الشارع والموالد والمواقع الإلكترونية.. وجوه لنفس الظاهرة السياسية التي تبدو في خارجها كمعضلة تأبى الحل، المشير عبدالفتاح السيسي الذي تولى منصب وزير الدفاع في 2012، وعزل الإخوان عن الحكم في 2013 وتغزّل الشارع المصري ببدلته العسكرية لتولي منصب رئيس البلاد في 2014.
تناثرت الأنباء حول عدم لقاء السيسي رئيس الوزراء الجديد إبراهيم محلب، مرجّحة أنه سيحلف اليمين أمام الرئيس مباشرة دون لقاء، توافد المبعوثون الدوليون للقائه، وزيارته الأخيرة للرئيس الروسي تعزز من تمسك المواطنين بتوليه منصب الرئاسة.
على محرّكات البحث الإلكترونية، يتعدد الذكر العابر والمقصود للمشير والفريق أول والرئيس السيسي، على عدد من الصفحات يتجاوز الستة عشر مليونًا، رقم ينافس الفترة الوجيزة التي أقبل فيها السيسي على الحياة السياسية بعد توليه وزارة الدفاع عام 2012، والمطالبات التي انطلقت على صفحات التواصل الاجتماعي في الأيام الأولى لأزمة مرسي مع القضاء تحت اسم "الشعب يريد انقلابًا عسكريًا فوريًا"، و الدعوات عبر الفيس بوك وغيره لتوقيع استمارات تفويض للجيش لخلع الإخوان في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي.
يبرز اسم السيسي على فترات متقطعة في الذاكرة الإلكترونية كرمز إخواني تارة حين جاء به نظام الإخوان على رأس الجيش وظنوا فيه ميولاً سلفية ورثها عن جده عضو تنظيم الإخوان، و كرمز للأمل في خلع الإخوان تارة أخرى حين ساءت إدارة مرسي لشؤون البلاد في 2012، وكمنقذ للثورة حينما انحاز لصوت مَن نزلوا الميادين يوم 30 يونيو لإسقاط الإخوان.
"السيسي رئيسي".. آخر مراحل تطوّر التطلّع الشعبي لـ"المنقذ" الذي نسجه لهم خيالهم وتمثل لهم في قائد الجيش، تتعدد الصفحات التي تشير إلى السيسي كرئيس مصر القادم كما تتعدد جنبات وأزقة الشارع المصري بلافتاته المؤيدة لترشحه للمنصب.
تحرّكات وزير الدفاع المصري قد تفسر بكونها تمهيدًا لتوليه مهام منصب رئيس الجمهورية، "زيارته الأخيرة لروسيا تعد خطوة قوية للوصول إلى قصر الرئاسة بدعم من الشارع والدب الروسي في مواجهة الهيمنة الأمريكية وكتحقيق للتوازن في العلاقات الدولية" بحسب الخبير السياسي عمرو هاشم ربيع.
حملات تأييدة ترى فيه "ملهمًا" تحتاجه البلاد بشدة "السيسي قائد ملهم من المولي عز وجل وهو مرشح مدني بخلفية عسكرية وهو ينتظر الوقت المناسب ليعلن موقفة النهائي"، بحسب محمد عبدالخالق الشبراوي، منسّق حملة الوفاء للوطن المؤيدة للسيسي، الأمر الذي يفسّر وجود اسم السيسي على القبعات في مولد الحسين الأخير إلى جانب اسم "محمد رسول الله".
المواقع العربية والأجنبية التي تتصيد الأنباء الخاطفة على لسان المشير أو من مصادر مقربة مثلها كالمواطن المصري، تتغزل في استيضاح أبرز مواقف السيسي من نيته للترشح ولكن دون نتيجة شافية، فالمشير يثير علامات الاستفهام حول موقفه من الترشح لتثير معها تمسك الشارع بقيادته لمؤسسة الرئاسة دون الاعتبار لموقفه الرسمي.
"اتفاق البرنامج الانتخابي للسيسي مع أهداف ثورتيّ 25 يناير و30 يونيو، أهم شروط تأييده بالنسبة للأحزاب، أما المواطن فيرى في المشير مستقبل وطن لافتقاد حلم الزعامة وخلق قضية وطنية يشارك فيها أطرافها المجتمع كله"، هكذا يرى أحمد بهاء الدين شعبان، الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري والقيادي بجبهة الإنقاذ.


عرش مصر في انتظار اجابة