عبدالله رشدي.. داعية في خدمة الأفكار الظلامية

كتب: عبدالوهاب عيسى

عبدالله رشدي.. داعية في خدمة الأفكار الظلامية

عبدالله رشدي.. داعية في خدمة الأفكار الظلامية

أثار الداعية عبدالله رشدى، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، حالة جدل منذ ظهوره على الساحة الإعلامية بالمواجهة الشهيرة مع الباحث إسلام بحيرى، وصولاً إلى ما تردد من أنباء حول قربه من الداعية السلفى حازم صلاح أبوإسماعيل. وطوال الفترة الماضية لم تسلم الساحة الدعوية من خروقات «رشدى»، وكان أشدها تكفيره الإخوة الأقباط على الهواء مباشرة، الأمر الذى دعا وزارة الأوقاف للتدخل ووقفه عن الدعوة وتحويله لعمل إدارى.

ومنذ يومين أصدرت وزارة الأوقاف قراراً بتحويل «رشدى» للتحقيق فيما نسب إليه من مخالفات. وأوضحت مصادر بالمكتب الفنى لوزير الأوقاف، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن الشئون القانونية أعدت ملفاً كاملاً بتجاوزات «رشدى» خلال الفترة الماضية، خاصة فيما يتعلق بتعاملاته الدعوية ودعوته لجمع تبرعات لجمعية معينة بالمخالفة للقانون، كذلك استخدامه غير المنضبط لمواقع التواصل الاجتماعى وإصدار فتاوى غير منضطبة.

مصادر بـ"الأوقاف": الشئون القانونية أعدت ملفاً كاملاً بتجاوزاته

المصادر أشارت إلى أن المخالفات تشمل ظهوره الإعلامى المتكرر دون الحصول على إذن مسبق من المديرية، طبقاً لقرار وزارة الأوقاف، والدخول فى صدامات وخلافات مع شخصيات عامة، وإثارته قضايا جدلية لا تفيد المجتمع. وتابعت أن التفتيش العام بالوزارة رصد تغيب «رشدى» عن عمله بمسجد الإمام على بن أبى طالب بمصر الجديدة، وعدم حضوره الدروس المخصصة له، وأن لجنة من وزارة الأوقاف أجرت زيارة ميدانية للمسجد، ولاحظت عدم وجوده لفترات طويلة.

وكان «رشدى» قد حصل على حكم قضائى، من المحكمة الإدارية بحكم رقم 63433، لسنة 71 ق بعودته للعمل الدعوى وإلغاء القرار رقم 2930 لسنة 2017، فيما تضمنه من نقل المدعى للعمل بوظيفة باحث دعوة بأوقاف القاهرة وما ترتب عليها من آثار، حيث يطبق القرار بدءاً من الغد.

"طايع": الوزارة لا يمثلها إلا وزيرها وموقعها ومتحدثها الرسمى

وقال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، لـ«الوطن»: إن وزارة الأوقاف لا يمثلها إلا ما يُنشَر عبر موقعها الرسمى أو ما يصدر عن المتحدث الرسمى لها، أو تصريحات الوزير، مضيفاً: «أى إمام أو موظف يخالف تعليمات الأوقاف ويتحدث باسم الوزارة، ستتم محاسبته».

ودشن «رشدى» قناة رسمية له على «يوتيوب»، لبث فيديوهات تحمل أفكاراً متشددة ومرفوضة، الأمر الذى دفع وزارة الأوقاف لإحالته للتحقيق مرة أخرى، وكان من أبرز فتاوى «رشدى» المتشددة دعوته متابعيه فى تسجيل مصور له للابتعاد عن الفوائد البنكية، لما فيها من شبهة، وعمل حسابات جارية فقط بالبنوك دون فوائد، وأوضح خلال التسجيل أن فوائد البنوك من الأمور الخلافية هناك من أباحها ومن حرمها.

وزعم «رشدى» أن هذا رأى الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء، وعلى المواطن أن يدع ما به شك إلى ما لا شك فيه وأن يدع أمواله فى حسابات بفروع إسلامية أو حسابات جارية بغير فائدة، وينشد السلامة. وأوضح، خلال التسجيل، أن دار الإفتاء تؤكد أن التعامل مع البنوك بفوائد مختلف فيه.

وقال عبدالغنى هندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن فتوى دار الإفتاء لم تبث حالة القلق أو الشك التى ادعاها «رشدى» وأوضحها فى تسجيله المصور الذى بثه على حسابه، بل أكدت أن الخلاف فى تصور المسألة بين العلماء، وهذا أمر موجود فى جميع المسائل الشرعية، وأن المستقر فى الفتوى هو الإباحة، وحين يُقال فى الفقه إن المستقر فى الفتوى فهذا له معناه، ولا توجد لفظة تمنح السائل الطمأنينة مثل هذه، فلم تقل الدار أغلب الآراء، أو الرأى الراجح، أو رأينا، وكلها عبارات تولد ثقة فى الفتوى، ولكنها اختارت التعبير بالاستقرار، لبث الطمأنينة والثقة ومحاربة أى قلق، ولكن «رشدى» لا يريد إلا إثارة الخوف والفتنة.

وأضاف: أنا مستشار للدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، منذ 20 عاماً، ولم أره يوماً يقول ما ادعاه عليه «رشدى»، ولم أرَ منه إلا الإباحة التامة للفوائد البنكية، وكان أمامى دائم النقاش مع السائلين والمتشددين الرافضين لإباحة فوائد البنوك، وأتعجب من الادعاء على الشيخ هاشم بأنه مؤيد لـ«رشدى»، هذا عيب.

وأوضح «هندى» أن «رشدى» يجهل تماماً الأمر لأنه داعية لا علاقة له بالفقه، وهو يحاول إعادة تدوير أفكار الإخوان والسلفيين والأفكار الظلامية، والظهور بها من أجل الشو الإعلامى، وأؤكد أن مثل هذه الآراء الشاذة والفتاوى المنحرفة له هى سبب صدور قرار إحالته للتحقيق أمس، وأثق أنه سيلقى جزاءه قريباً.

وقال الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، لـ«الوطن»: «إن رشدى إمام وخطيب بوزارة الأوقاف فقط ولا يتبع مجمع البحوث الإسلامية»، فيما أكد الكاتب الصحفى أحمد الصاوى، رئيس تحرير «صوت الأزهر» أن رشدى لا يمثل الأزهر، فليس كل خريجى الأزهر ينطقون بلسانه رسمياً، وتلك الآراء تنسب لصاحبها.


مواضيع متعلقة