65 عاما على إدانة الإخوان في محاولة اغتيال عبدالناصر بـ"المنشية"
![جمال عبد الناصر](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/12003920601575382631.jpg)
جمال عبد الناصر
تمر اليوم الذكرى 65 على حكم محكمة الشعب على 6 من قيادات جماعة الإخوان بالإعدام، وعلى 7 آخرين بالسجن المؤبد، بعد محاولة اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر فيما عرف باسم حادثة المنشية.
الزمان 26 أكتوبر 1954، والمكان ساحة ميدان المنشية بالإسكندرية، الساحة مزدحمة بآلاف المواطنين الذين حضروا للاستماع إلى خطاب رئيس مجلس الوزراء آنذاك جمال عبد الناصر الذي سيلقيه بمناسبة توقيع اتفاقية الجلاء مع الإنجليز في 19 أكتوبر من نفس الشهر.
عبدالناصر يتقدم إلى المنصة الرئيسية بصحبة صلاح سالم، وعبدالحكيم عامر، والشيخ الباقوري والسيد الميرغني وزير الزراعة السوداني، الجماهير تبادل رئيس مجلس الوزراء التحية، مرت دقائق، وفجأة دوى إطلاق الرصاص، ثماني طلقات، وساد الهرج.
ناصر يحاول السيطرة على الموقف، يمسك الميكروفون يردد في كلمات مرتجلة: أيها الأحرار حياتي فداء لكم، دمي فداء لمصر، أيها الرجال أتكلم إليكم بعد أن حاول المغرضون الاعتداء علي، فدمي فداء لكم وحياة عبد الناصر ملك لكم.
هتافات الجماهير تتعالى: الله معك يا جمال، ليرد: أنا لست جبانا، أنا قمت من أجلكم، من أجل عزتكم وكرامتكم وحريتكم، أنا جمال عبد الناصر منكم ولكم، عشت لكم وسأعيش حتى أموت عاملا من أجلكم وأموت من أجل حريتكم وعزتكم وكرامتكم، أيها الأحرار فليقتلوني، فلأمت من أجل مصر، من أجلكم، من أجل أحفادكم واحملوا الرسالة وأدوا الأمانة من أجل عزتكم وكرامتكم.
تصفيق جماهير حاد في قلب الميدان يقطعه صوت عبدالناصر: يا إخواني دمي من دمكم وروحي من روحكم ومشاعري من مشاعركم وأنا مستعد أن أموت في سبيلكم وفي سبيل الله سيروا على بركة الله، الله معكم ولن يخذلكم فلن تكون حياة مصر معلقة بحياة عبد الناصر، إنها معلقة بكم أنتم وبشجاعتكم وكفاحكم فكافحوا، وإذا مات جمال عبد الناصر فليكن كل منكم عبد الناصر، كلمات قال عنها المؤرخ عبد الرحمن الرافعي في كتابه ثورة 23 يوليو إنها رفعت رصيد عبد الناصر الشعبي.
في اليوم التالي للحادث تم القبض على محمود عبد اللطيف الذي كان يعمل سمكريا في إمبابة، وأثبتت التحقيقات انتماء المتهم إلى الجهاز السري لجماعة الإخوان، وأن محاولة الاغتيال كانت جزء من مؤامرة كبرى لاغتيال أعضاء مجلس قيادة الثورة و160 من ضباط الجيش للاستيلاء على الحكم.
مجلس قيادة الثورة يجتمع برئاسة جمال عبدالناصر، بعد الحادث بأيام، ويقرر بتأليف محكمة خاصة لمحاكمة المتهمين بمحاولة اغتيال ناصر باسم محكمة الشعب، وعزل اللواء محمد نجيب من رئاسة الجمهورية لاتهامه بأنه كان على صلة بجماعة الإخوان.
وتمت المحاكمة، وقضت في مثل هذا اليوم 4 ديسمبر 1954 بإعدام عدد من المتهمين والمؤبد لآخرين، وقد اعترف المتهم الثالث في القضية خليفة عطوة بأنهم فعلاً حاولوا قتل عبد الناصر، وتوالت بعده اعترفات قيادات الإخوان وعلى رأسهم مهدي عاكف المرشد السابق للجماعة والمسئول عن الطلاب في تلك الفترة.