أردوغان يثير أزمة قبل قمة الناتو.. ماذا بعد استدعاء فرنسا لسفير تركيا؟
ماكرون
أزمةٌ ربما يمكن وصفها بالقديمة المتجددة، بين فرنسا وتركيا، ظهرت بوادر اشتعالها قبل أسبوع فقط من القمة الحاسمة للحلف الأطلسي، الذي يضم كلًا من الدولتين، حيث قال مسؤول بالرئاسة الفرنسية إنه سيتم استدعاء السفير التركي بباريس إلى وزارة الخارجية، بعد الإهانات التي وجهها الرئيس رجب طيب أردوغان لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ووجه أردوغان انتقادات شديدة لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، معتبرا أنه "في حالة موت دماغي"، مصعدا الضغط قبل أسبوع من قمة حاسمة للحلف الأطلسي، واقتبس إردوغان توصيف ماكرون نفسه للحلف الأطلسي معلنا "أتوجه من تركيا إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وسأكرّرها له في الحلف الأطلسي، عليك قبل أي شيء أن تفحص موتك الدماغي، أنت نفسك".
وأضاف في كلمة ألقاها في إسطنبول: "هذه التصريحات لا تليق سوى لأمثالك الذين هم في حالة موت دماغي"، وذلك ردا على انتقادات فرنسا لهجوم تركيا، العضو في الحلف الأطلسي، على المقاتلين الأكراد في شمال سوريا.
تأتي هذه التصريحات الشديدة اللهجة ردا على انتقاد ماكرون، الخميس، العملية العسكرية التي باشرتها تركيا الشهر الماضي في شمال شرق سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الغرب، غير أن أنقرة تعتبرها "إرهابية".
الأزمة بين تركيا وفرنسا ليست جديدة، حسب الدكتور كرم سعيد، الباحث المتخصص في الشؤون التركية، لافتًا إلى أن توتر العلاقات له أسباب عديدة أهها رفض فرنسا لعملية "غصن الزيتون" في يناير 2018 ووصفها بالغزو، واستمرار الدعم الفرنسي للأكراد واستضافة قياداتهم، ورفض فرنسا سلوك تركيا بابتزاز أوروبا باللاجئين.
وأضاف سعيد لـ"الوطن"، أن هناك أسباب أخرى لتوتر العلاقات، تتمثل في توبيخ فرنسا الدائم لتركيا بسبب ملف الحريات، ومعارضة دخول تركيا في الاتحاد الأوروبي وعدم قبول تواجدها حلف شمال الأطلسي، بالإضافة إلى موقف فرنسا الثابت تجاه رفض تنقيب أردوغان عن الغاز في شرق المتوسط، والتعدي على قبرص واليونان، واعتراف باريس بمذابح تركيا للأرمن.
وتابع: "أردوغان استغل تلك الخلافات والتوتر في العلاقات، ليحاول عن طريقها استمالة الدول داخل حلف الأطلسي ناحيته، عن طريق الدفاع عنه ومهاجمة ماكرون بسبب تصريحاته ضد الحلف، إلا أن رد فعل فرنسا باستدعاء السفير، يؤكد أنها لن تسمح له باستخدام تلك الخلافات".
ولفت سعيد إلى أن الأزمة لن تصل إلى طرد أو سحب السفراء، إلا أن فرنسا ستصمم على موقفها في قمة الحلف برفض سياسة أردوغان الخارجية، ومواقفه كالتنقيب في شرق المتوسط والعدوان على سوريا وقضية اللاجئين، كما أن فرنسا ستعمل جاهدة على خروج تركيا من حلف الأطلسي.
من جانبه، أكد الدكتور محمد حامد، خبير الشأن التركي، أن السبب الحقيقي للأزمة بين تركيا وفرنسا اجتماع حلف الأطلسي، الأسبوع المقبل، والذي ترفض فرنسا تمامًا وجود تركيا فيه منذ عهد جاك شيراك.
وأضاف حامد لـ"الوطن"، أن أردوغان يثير أزمة قبل اجتماع الحلف، لأن القمة ستناقش التنقيب الذي تقوم به تركيا عن الغاز في شرق المتوسط، والذي يعد اعتداءً على كل من قبرص واليونان، مشيرًا إلى أن الأمور لن تصل إلى طرد السفير، إلا أن فرنسا ستصر على موقفها الرافض لوجود تركيا في الحلف.