متظاهرو العراق تخلوا عن التضامن "الديني" مع إيران

كتب: محمد البلاسي

متظاهرو العراق تخلوا عن التضامن "الديني" مع إيران

متظاهرو العراق تخلوا عن التضامن "الديني" مع إيران

قال الكاتب البريطاني، باتريك كوكبيرن، إن إضرام بعض المتظاهرين العراقيين النار في القنصلية الإيرانية في النجف جنوب غربي العراق، يعد مؤشرا بارزا على تخلي الشيعة العراقيين عن أي شعور بالتضامن الديني مع إيران كدولة شيعية.

وأضاف كوكبيرن، المختص بشؤون الشرق الأوسط، أن العراقيين يعتبرون أن النظام الإيراني هو المسؤول عن بعض عمليات القمع ضد المتظاهرين في مختلف أرجاء العراق، مضيفا أن السلطات الإيرانية طالبت الحكومة العراقية باتخاذ موقف قوي وفعال بعد اقتحام قنصليتها.

وتابع: "النخبة السياسية العراقية أدركت أن التظاهرات الشعبية تمثل تحديا يهدد وجودها ككل لا استمرارها في السلطة فقط، وبالتالي قررت مواجهتها وقمعها بكل السبل الممكنة، لكن حرق السفارة في كربلاء التي يزورها ملايين الشيعة سنويا إضافة إلى ما حدث في النجف يعتبر تصعيدا خطيرا".

وأشار "كوبيرن" في مقال بصحيفة "إندبندنت" البريطانية، إلى أن مدينة النجف تحظى برمزية هامة لدى الشيعة، لذلك كان حرق السفارة الإيرانية هناك مؤشرا على تحول كبير في العراق، ويشير إلى أن المدينة تعد مقرا روحيا للمرجعية الدينية الشيعية وقائدها آية الله على السيستاني الذي أصدر بيانا يطالب فيه بوقف العنف، وبتنفيذ إصلاحات حكومية موسعة دون أي استجابة.

ويرى "كوكبيرن"، أن هذا الحدث سيؤدي في الغالب إلى رد فعل أكثر عنفا من جانب الجيش العراقي الذي يؤكد أنه يشكل وحدة لمواجهة الأزمات المدنية الداخلية تكون مهمتها الرئيسية "فرض النظام"، ويضيف أن رد الفعل العنيف الذي قامت به السلطات تجاه احتجاجات صغيرة حولت الأزمة إلى أكبر تهديد للوضع السياسي الراهن في العراق منذ الغزو الأمريكي وسقوط صدام حسين في عام 2003.


مواضيع متعلقة