إليزابيث تايلور.. "كليوباترا" هوليوود

فتاة رقيقة في طبيعتها، أنثى مثيرة في جاذبيتها، امرأة ناضجة في أدائها، وأرادت أن تكون ملكة فرعونية، فكانت "كليوباترا"، إليزابيث تايلور، أسطورة السينما الأمريكية التي كان لها من الحظ الوفير لتكون نجمة في سن صغيرة، وشخصية مثيرة على المستوى الفني والشخصي. "قطة هوليوود المدللة" ذات العيون البنفسجية، نضجت على غير عادة مثيلاتها، فهي ظهرت كطفلة ولمعت على الشاشة في أول ظهور لها خلال فيلم "ناشيونال فيلفيت"، وهي في الثانية عشرة من عمرها، واستطاعت أن تخطف الأنظار لها بجاذبيتها رغم كونها مراهقة ذات خمسة عشر عامًا بفيلم "سينيتا"، ثم قدمت "مكان تحت الشمس" وهي في التاسعة عشرة من عمرها. "كليوباترا" كان النقطة الفاصلة في مسيرة تايلور الفنية، فنالت شهرة واسعة على إثر دورها فيه، فاستطاعت أن تجسد الشخصية كما وأنها ملكة فرعونية عادت إلينا من عصور مضت منذ قرون، حتى ارتبطت شهرتها بهذا الفيلم تحديدًا. لم تكن حياة تايلور ناجحة كما وهبها حظها في الفن، بل عاشت حياة غير مستقرة، فتزوجت ثماني مرات من سبعة أزواج، أولهم كان نيك هيلتون، وريث سلسة فنادق هيلتون الشهيرة، وأشهر زيجاتها كانت من ريتشارد بيرتون الذي تزوجت منه عام 1964 ثم انفصلا بعد 10 سنوات، وتزوجت به ثانية عام 1975، وكان الاثنان معًا يشكلان أقوى ثنائيات هوليوود؛ فمثلا معًا أكثر من 5 أفلام، أشهرها "كليوباترا" و"ترويض النمرة". رشحت "كليوباترا هوليوود" للأوسكار خمس مرات، وحصلت على الجائزة كأفضل ممثلة مرتين، الأولى عن دورها في فيلم "باترفيلو 8" عام 1960، والثانية عن دورها في فيلم "مَن يخاف فيرجينا وولف" عام 1966. تدهورت حالة أسطورة هوليوود في سنواتها الأخيرة، فأُجريت لها حوالي 20 عملية جراحية، وكانت تايلور مدمنة الحبوب المنومة وحبوب إزالة الألم لأكثر من 35 عامًا، كما عولجت من إدمانها للكحوليات والمخدرات. منذ 27 فبراير 1932 وقتما ولدت، حتى توفيت في 23 مارس 2011، كانت 79 عامًا مليئة بالتفاصيل الشيقة واللحظات الناجحة، وخيبات الأمل والأفلام الشهيرة، توليفة خاصة اشتهرت بها تايلور ستخلد ذكراها على مدار السنين.