رئيس "الصحة العالمية".. أفريقي في دعم مصر: زيارات وفخر إشادة

02:37 م | الثلاثاء 26 نوفمبر 2019

الرعاية الصحية الشاملة هي الأولوية الأولى ضمن 5 أولويات وضعها تيدروس أدهانوم في اليوم الأول لتولية رئاسة منظمة الصحة العالمية، وفي الوقت نفسه الخطة المصرية للارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، للتوافق مع الرؤى المصرية والعالمية، فيحرص أدهانوم على تقديم الدعم الشامل في كل فرصة تسنح للإرادة المصرية، ليعلن اليوم خلال افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي لعدد من المشروعات القومية عن فخر المنظمة بما تقوم به مصر وبإطلاق منظمة التأمين الصحي، وذلك من خلال فيديو مسجّل عرضته وزيرة الصحة لرئيس المنظمة الذي اعتذر عن الحضور لظروف خارجة عن إرادته.

مهنأً الشعب المصري باطلاق التأمين الصحي، هكذا كانت فحوى رسالة أدهانوم للرئيس وللمصريين، مشيدًا باستثمار الحكومة في صحة الإنسان، فبانطلاق المنظمة تكتب مصر فصل جديد في تاريخها، مؤمنة بأنَّ الصحة للجميع دون تمييز، مؤكّدًا دعم المنظمة للمباردات المصرية ونقلها للعالم "اليوم تكتبون فصلًا جديدًا في تاريخكم الحافل والطويل، فأنتم لا تستثمرون في الصحة فقط بل في الاستقرار أيضًا".

أدهانوم.. أول رئيس منتخب لمنظمة الصحة العالمية

تيدروس أدهانوم، هو أول مدير عام منتخب لمنظمة الصحة العالمية، شغل المنصب الذي تجددت روحه بطريقة الترشيح والانتخاب، 5 سنوات بدأت في مايو عام 2017، كما أنَّه أول أفريقي يشغل منصب مدير الشؤون الإدارية والتقنية في المنظمة العالمية، وحاصل على جائزة جيمي وروزالين كارتر للشؤون الإنسانية تقديراً لإسهاماته في مجال الصحة العمومية عام 2011.

"الطوارئ الصحية وصحة المرأة والطفل والمراهق والآثار الصحية للمناخ والتغير البيئي وتحول المنظمة"، 4 أولويات جاء على رأسها التغطية الصحية الشاملة، أعلن أدهانوم دعمه لها كأولويات رئيسية للمنظمة في عهده، لتأتي رؤيته متوافقة تماما مع رؤية الحكومة المصرية فيما يخص الارتقاء بالمجال الصحي.

رئيس "الصحة العالمية" يشارك بفيديو في افتتاح مشروعات قومية في بورسعيد

وزيرا للصحة ثم وزيرَا للخارجية هي مناصب تقلدها الأثيوبي، المولود في مدينة أسمرة بإريتريا، قبل انتخابه مديرا لمنظمة الصحة العالمية، فبين عامي 2005 و2012، عمل أدهانوم على توفير الرعاية الصحية لملايين المواطنين، حتى تمكّنت أثيوبيا من زيادة أعداد القوى العاملة في الصحة، ووضع آليات مبتكرة من شأنها دعم الصحة بشكل مادي، في الوقت التي كانت فيه موارده محدوده، كما عمل على توظيف الاستمثارات في البنية التحتية الصحية، ليتقلد بعد ذلك حقيبة وزارة الخارجية من عام 2012 وحتى 2016، وقاد خلالها الجهود الرامية إلى التفاوض على خطة عمل أديس أبابا والتي التزم فيها 193 بلداً بتوفير التمويل اللازم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وفقًا لموقع منظمة الصحة العالمية.

ولا عجب أنَّ يضع أوليات الرعاية الشاملة والطفل ضمن أولوياته كرئيسا للمنظمة، فقد سبق أن كان للدكتور تيدروس أدهانوم، الحاصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة في مجال صحة المجتمع من جامعة نوتنجهام، مساهمات عالمية لمكافحة الإيدز والملاريا وتعزيز صحة الأم والطفل وذلك بعد انتخابه رئيساً لمجلس الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا في عام 2009، وأيضًا حينما كان رئيس مجلس شراكة دحر الملاريا، والرئيس المشارك لمجلس الشراكة من أجل صحة الأم والوليد والطفل.

رسالة أدهانوم اليوم الداعمة لمصر في مسارها الصحي خلال افتتاح عددا من المشروعات القومية ضمنها مستشفى النصر التخصصي لأورام الأطفال ببورسعيد، حيث انطلقت منظمة التأمين الصحي الشامل، لم تكن أول مرة يعبر فيها رئيس الصحة العالمية عن دعمه، ففي 28 من يونيو الماضي، وخلال اجتماعات قمة العشرين باليابان، ووسط مناقشات تطال المناخ والتجارة والاقتصاد، حرص خلالها الرئيس السيسي أن يكون الصحة حاضرة على طاولة الاجتماعات، فكان لقاء جمعه بالدكتور تيدروس أدهانوم، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، والذي ناقش خلاله مبادرة 100 مليون صحة، وأشاد أدهانوم بالمبادرة التي يراها الأكبر على المستوى العالمي، حيث تم فحص حوالى 60 في المائة من إجمالى سكان مصر، مشيرا إلى أنه والرئيس السيسي حرصا على شرح التجربة لمدة ساعة ونصف الساعة أمام زعماء العالم، وذلك بحسب موقع الهيئة العامة للاستعلامات.

وبعد أقل من شهر على اللقاء السابق وبالتحديد في الثاني عشر من أغسطس الماضي، زار أدهانوم الرئيس السيسي في قصر الاتحادية، كي يعلن عن نتائج تحقيق وتدقيق المنظمة لأرقام أنجزتها الإدارة المصرية صحيًا وخصوصًا في مبادرة "100 مليون صحة"، ليعلن أدهانوم أن المنظمة ستعمل على توفير ما وثقته عن مبادرات مصر الصحية أمام دول العالم كي تستفيد من التجربة.

إشادة واسعة من أدهانوم عن البرامج الصحية المصرية، خلال زيارته للرئيس السيس، قائلا إن مبادرة مواجهة فيروس "سي" تتميز عن غيرها في أستراليا وسويسرا وبريطانيا ومنغوليا وأيسلندا، ما جعل المنظمة تشيد بالتنفيذ واسع نطاق التغطية، لافتا إلى أن المنظمة العالمية تفخر بدعمها لمباردات مصر ومنها مبادرة "100 مليون صحة"، والتي تعكس التزام الحكومة بتوفير خدمة صحية لكل المواطنين، إضافة إلى خطة التامين الصحي الشامل التي بدأتها مصر وتسعى لتطبيقها بشكل قاري ليستفيد بها الأفارقة.