"بطل من ذهب".. محمود ابن شبرا يحصل على بطولة العالم في "الكيك بوسينج"

"بطل من ذهب".. محمود ابن شبرا يحصل على بطولة العالم في "الكيك بوسينج"
"بطل من ذهب".. هكذا أطلق خبراء ومدربون برياضة "الكيك بوكسينج" في مصر والعالم على البطل محمود جمال، الذي حصل مؤخرا على لقب بطولة العالم للمرة الثالثة في بطولة آسيا المفتوحة والتي أقيمت مؤخرا ليرفع اسم مصر وجامعة بنها عاليا في محفل دولي هام في مجال رياضات "الكونغ فو" و"إم إم إيه" و"الكيك بوكسينج".
"محمود" البطل ابن منطقة أم بيومي بمدينة شبرا الخيمة، هو طالب بالفرقة الثالثة بكلية التربية الرياضية جامعة بنها، والتي تقدم له كل سبل الدعم لتنمية موهبته وقدراته في المنافسات الدولية والمحلية في مجال لعبة "الكيك بوسينج".
التقت "الوطن" محمود، 21 عاما على هامش تكريمه بجامعة بنها ليروي قصته مع البطولات والأفراح والانكسارات والانتصارات والأحلام التي عاشها منذ دخوله في اللعبة وهو في سن السابعة من عمره وهو بالصف الثاني الإبتدائي، من خلال تشجيع أخوه الأكبر الكابتن أحمد النسر أحد أشهر أبطال لعبة "الكينج بوكسينج" في مصر والعالم المعدودين في هذا المجال.
أخي هو سر نجاحي في الكيك بوكسينج وحلمي أكون عالميا مثل "مو صلاح"
يقول "محمود" لـ "الوطن" أنا الأخ الأصغر لـ 6 أخوات من البنين والبنات وأعيش بمفردي بعد وفاة والدي ووالدتي منذ عدة سنوات في منزلنا بمنطقة أم بيومي بشبرا الخيمة، مشيرا إلى أن شقيقه الأكبر أحمد النسر، هو من شجعه على لعب "الكيك بوسينج" ووضعه على الطريق الصحيح ليخضع للتدريب منذ أن كان في سن السابعة من عمره.
ويواصل البطل المصري قائلا "لم أكن في البداية أحب اللعبة ولكن شقيقي الأكبر والذي يعيش في الخارج حاليا جعلني أعشقها وأعشق الطموح فيها والفوز، حتى حصدت أكثر من 50 بطولة حتى الآن منها بطولة العالم 3 مرات"، مشيرا أن أول بطولة حصل عليها عندما كان في الصف الأول الإعدادي وكانت بطولة تنشيطية، ثم بعدها حصل على المركز الثالث في بطولة القليوبية، ثم الأول في بطولة الجمهورية، ليقول "من هنا كانت فتحة الخير والتفاف الجميع حولي حتى أن المقربين لقبوني وقتها بـ "بطل من ذهب".
يكشف "محمود" أنه بدا في مجال الرياضة بممارسة لعبة الكونغ فو، والتي تنبثق منها لعبة الكيك بوسينج التي أتقنها حتى أصبح بطلا للجمهورية ثم أفريقيا ثم العالم وهو في سن 15 عاما، مشيرا أنه حصل على بطولة أفريقيا في عام 2014 وهو في سن الـ17 عاما، وبعدها بسنتين حصل على بطولة العالم في سن الـ 19 عاما ليتحول إلى لاعب محترف رغم صغر سنه وكونه مازال طالبا بالجامعة.
يحلم "محمود" كما يقول أن يكون أسطورة عالمية مثل محمد صلاح الفرعون المصري الذي خرج من رحم الانكسار وعدم الاهتمام ليكون خير سفير في مصر بالملاعب العالمية، مشيرا أنه يحلم أيضا أن يكون أسطورة في لعبته مثل اللاعب الدولي التايلاندي المصنف رقم 1 في العالم في الموتاي "بوكاو" قائلا "كنت أتمنى مواجهته في أي بطولة ولكن فارق السن منعني"
وأوضح "محمود" أنه حصل على 3 بطولات عالم في مجال الكيك بوسينج الأولى في 2017 وكانت في البرتغال، والثانية 2018 وأقيمت في مصر و2019 ونظمتها دولة الكويت، مشيرا أنه بعد هذه البطولات بدأ في اقتحام مجال آخر منبثق من الرياضات القتالية هو ممارسة لعبة "إم ام إيه" وهي إحدى رياضات النزال والقتال العنيفة وتقوم على تقنية استسلام الخصم.
العقبات تواجه اللعبات القتالية في مصر ورفضت اللعب وجنسية دول اخري حاولت ضمي لمنتخباتها
أكد "محمود" أنه شارك في عدد من المعسكرات والبطولات المحلية والدولية في دول كثيرة ومنها تايلاند أصل وأرض لعبة "المواتاي"، حيث عرض عليه خلال المشاركة في أحد المعسكرات اللعب باسم تايلاند والجنسية.
ويقول "رفضت لأني لا أرى نفسي إلا بطلا مصريا خالصا أمثل مصر وجامعة بنها، كما تلقيت عرضا مماثلا للعب في منتخب الإمارات بمبلغ خرافي، ولكني رفضت أيضا رغم أنني في حاجة للمال لاستكمال دراستي وتوفير احتياجات التدريب ولكن حبي وشغفي وانتمائي لمصر يجعلني احلم وأصر أن كون بطلا مصريا خالصا".
نبحث عن رعاة ومصر بها أسماء عالمية في اللعبة تحتاج للرعاية والدعم
ويقول "محمود" "مثلت مصر في 7 دول كسبت فيها كلها ماعدا الصين حيث لعبت في البرتغال ولبنان والصين والكويت وتايلاند والإمارات ولاتفيا"
ووجه محمود الشكر لجامعة بنها التي تتبنى موهبته وتقدم له كل التيسيرات للمشاركة في البطولات الدولية والعالمية وتعطي له تفرغا للمشاركة مع المنتخب المصري في الكيك بوسينج.
وحول أحلامه ورؤيته للعبة في مصر أكد أنه رغم وجود اتحاد للعبة الكونغ فو ينبثق منه فرع لليك بوكسينج والتي يسعي القائمون عليه لاستقلال الاتحاد عن الكونغ فو، إلا أن أهم مشكلة تواجه اللاعبين أمثالي في هذه اللعبة والذين يصل عددهم لأكثر من 100 لاعب مصري، هو عدم وجود الدعم المادي اللازم للمشاركة في البطولات والسفر للخارج لرفع اسم مصر عاليا قائلا "محتاجين رعاة".
مشيرا أنه مثلا طالب جامعي ويعمل في إحدى الصالات الرياضية لتدبير نفقاته لأن اللعبة حتى الآن لم يجن من ورائها أي أموال.
وطالب "محمود" المسئولين بالعمل على توفير الرعاة للاعبين حتى لايهربوا من قلة الإمكانيات للدول الأخرى التي تمنح مزايا وأموالا كثيرة وتهتم بالمعسكرات والبطولات، ولكن هنا في مصر "البطل بيطلع من الأسفلت ليشق طريقه بأقل الإمكانيات"، موضحا أن هناك بطولة تستضيفها الصين لأبطال مصر في يناير المقبل 2020، ويواجه المنتخب المصري أزمة في توفير تذاكر الطيران للمشاركة رغم أن الجانب الصيني يتكفل بكل سبل الإقامة والتنقلات هناك والمباريات والمشاركة مهددة بالإلغاء بسبب عدم وجود ميزانية للسفر، مشيرا أن حلمه أن يشارك في الأولمبياد ويرفع اسم مصر عاليا.
حيث استقبل الدكتورحسين المغربي، نائب رئيس جامعة بنها لشئون التعليم والطلاب، البطل محمود جمال، وقدم التهنئة له على ما حققه من نتائج رفعت اسم مصر عالميا، مشيرا فخر المصريين بمثل هذه النماذج المشرفة من أبناء وشباب جامعة بنها.
وأكد "المغربي" أن جامعة بنها حريصة على دعم الطلاب المتميزين في كافة المواهب وتشجيعهم على ممارسة الأنشطة الطلابية والرياضية.
فيما قدم الدكتور أسامة صلاح، عميد كلية التربية الرياضية ببنها، التهنئة للطالب، مؤكدا أن الكلية ترعى أبنائها الرياضيين الذين يستطيعون تحقيق إنجازات للجامعة ولمصرنا الغالية عن طريق تشجيعهم وتوفير لهم كل الإمكانيات التي تساعدهم على تحقيق أفضل النتائج.