"فريال": ربَّت أشقاءها وزوَّجتهم.. ونسيت نفسها

كتب: مها طايع

"فريال": ربَّت أشقاءها وزوَّجتهم.. ونسيت نفسها

"فريال": ربَّت أشقاءها وزوَّجتهم.. ونسيت نفسها

وهبت نفسها لأسرتها، وتكفلت برعاية 5 شقيقات وأخَّيْن، كانت لهم الأم والأب بعد وفاة والديها، عوضتهم الحنان الذى فقدوه، وكانت لهم مصدراً للأمان، حتى أوصلتهم إلى بر الأمان وزوَّجتهم جميعاً، وفى زخم ذلك نسيت نفسها وتجاهلت احتياجاتها كأنثى، ولم تتزوج.

قصة كفاح فريال محمد، 65 عاماً، لم تكلل بالتكريم والعرفان، إنما بالإهمال والوحدة، حيث انتهى بها الحال على رصيف بمنطقة وسط البلد، تجلس على كرسى خشبى بجوار ثلاجة صغيرة تحوى عصائر ومثلجات محدودة، تقتات من ريعها، فلا أنيس ولا جليس لها، بعد أن تخلى عنها الجميع، فيزورها أشقاؤها وأولادهم مرة أو مرتين على الأكثر خلال العام.

«مش ندمانة على شىء، ده كان قرارى وقتها ومقتنعة به، أنا كنت أكبر إخواتى، وكان لازم أشيل المسئولية بعد ما أبويا وأمى ماتوا، بس نفسى إخواتى يزورونى ولو مرة فى الأسبوع، عشان أحس بونس وحد ياخد بحسى»، تقولها «فريال» بأسى شديد، ثم تُلهى نفسها بتأمل المارة فى الشارع من حولها، وبيع أعداد محدودة جداً من هذه الزجاجات المثلجة.

انتهى بها الحال على الرصيف تشكو الوحدة والإهمال

تحكى «فريال» عن تجربتها الصعبة لتربية أشقائها: «كنت بشتغل ليل نهار عشان أجهز البنات والولاد، عمرى ما فكرت فى جواز»، وترجع السبب فى ذلك إلى خشيتها على مستقبل إخوتها والانشغال عنهم لا إرادياً: «لما كنت صغيرة لو أعجبت بحد، ماكنتش بطاوع قلبى أبداً، عرسان اتقدموا لى ورفضتهم بحجة إن عندى عيال، اللى هما إخواتى، ولازم أربيهم زى ما أبويا وأمى وصّونى عليهم».

لا تحمل «فريال» ضغينة لأشقائها رغم ذلك، وتكن لهم الحب والتقدير، بل وتلتمس لهم العذر أحياناً: «زعلانة أنى وحيدة، بس ما أقدرش أزعل منهم، دى حياتهم اللى أنا ساعدتهم يوصلوا لها».


مواضيع متعلقة