حكاية سيدة أنقذتها الكاميرا من الاعتداء بـ هرم سيتي.. والأمن: 6 أكتوبر مش كلها دعارة

حكاية سيدة أنقذتها الكاميرا من الاعتداء بـ هرم سيتي.. والأمن: 6 أكتوبر مش كلها دعارة
هدوء مخيف يسيطر على مدينة "هرم سيتي" بمنطقة السادس من أكتوبر، والتي تمتد على مساحة 600 فدان، وتتكون أغلب مبانيها من طابقين، فيما تخلو أغلب شوارعها من المارة، في الوقت الذي بدت فيه كثير من شققها مغلقة أو مهجورة، بين الحين والآخر يظهر أحد السكان أو أحد عمال النظافة ليقوم بدوره المعتاد.
طبيعة المنطقة التي تعتبر من بين الأكثر هدوءا بين باقي المناطق السكنية، ومساحتها مترامية الأطراف، سهلت حدوث عدد من الجرائم بها، كان آخرها الجريمة التي تناولتها وسائل الاعلام مؤخرًا عن اغتصاب نحو 40 فتاة على مدار عامين في أحد شقق السكنية بالمدينة، فضلًا عن عدد من جرائم السرقة والآداب التي يشكو منها السكان.
جولة "الوطن" بالمنطقة كشفت وجود كاميرات في الشوارع والميادين الرئيسية للمدينة، إلا أنَّها لم ترصد وجود دوريات متحركة أو كمائن ثابتة بها، اللهم إلا فردين بلباس مدني كانا يركبان موتسكيل؛ أشار أحد عمال النظافة إلى أنهما من "الأمن".
صديق صاحب السيارة المستخدمة في الجرائم وتفاجأ برقمها على فيسبوك
وبخصوص الجريمة الأخيرة التي تداولتها وسائل الاعلام عن العصابة التي عُرفت إعلاميا بعصابة "أنا خليجي" والتي كانت تستدرج الفتيات لشقة بالمدينة ويدعى أحد أفرادها أنَّه خليجي، التقت "الوطن" بالقرب من موقع الشقة التي حدثت بها الجريمة، فنان تشكيلي من سكان المدينة، يدعى أيمن جلال، والذي أوضح أنَّه صديق لصاحب السيارة التي استخدمها أحد أفراد التشكيل العصابي، وكان يعمل عليها، بعد أستأجرها منه بعقد في شهر أكتوبر الماضي، مشيرًا إلى أنَّ صديقه صاحب السيارة ويدعى "خالد"، وهو أساسا من سكان فيصل، ويعمل شيف بالغردقة، تفاجأ بصديق له يرسل له "بوست" جرى تداوله عن الجريمة على فيسبوك ويتضمن رقم سيارته.
وأضاف "جلال" أنَّ صاحب السيارة اتصل بالسائق وأخبره بأنَّ بيانات السيارة متداولة باعتبارها كانت مشاركة في جريمة، فأنكر في البداية، وعندما قابله طلب منه الذهاب بالسيارة لقسم الشرطة سويا، لتوضيح الأمر، ولكن في الطريق وعند أحد الجراجات هرب السائق بمعاونة أحد العاملين في الجراج، ما دعا صاحب السيارة للإمساك بالشخص الذي يعمل في الجراج حتى حضرت الشرطة وألقت القبض عليه، وأرشد في النهاية عن الأماكن التي بها السائق، مشيرا إلى أنَّه اتضح أنَّ من بين البنات المتورطات في القضية محامية وابنة شخصية معروفة، على حد قوله.
بالقرب من موقع الشقة التي شهدت الجريمة، التقت "الوطن" أيضًا "ا.س"، طالب بكلية الهندسة، وأحد السكان حيث أشار إلى أنه من المعروف منذ فترة طويلة أنَّ "هناك شقق بالمدينة تستخدم في الدعارة"، مرجحًا أنَّ ما حدث في الجريمة يشبه ذلك، وربما "ما جعل الأمر ينكشف في النهاية ويخرج للنور أنَّ الفتيات كن يفاجئنّ بوجود أكثر من رجل على عكس المتفق عليه معهنّ، أو كنّ يتعرضن للضرب أو السرقة والابتزاز"، حسب قوله.
وأشار الطالب بكلية الهندسة إلى أنَّ قسم الشرطة التابع له المنطقة (قسم ثالث اكتوبر)، نفذ جهودا في الآونة الأخيرة لكشف ومهاجمة الأوكار التي تتم فيها هذه الجرائم، وهو ما ساعد في الحد منها نسبيا.
داخل أحد المولات التجارية بالمدينة، أخذت "م.ن"، تعمل بالتليفزيون وتسكن بالمدينة، تحكي عن "مظاهر انفلات أخرى بالمدينة"، قائلة: "من كام يوم واحد نزل من عربية لابس تيشرت بس، وفيما عدا ذلك لا يرتدي أي ملابس أخرى، وحاول الاعتداء على المدام جارتنا، عند منطقة b4، وتراجع عندما فوجئ بالكاميرات اللي مركبنها عندنا".
وعبّرت السيدة عن غضبها كذلك من وجود "منطقة يلجأ إليها الشباب لتعاطي المخدرات، كانت مخصصة في الأصل لتكون نادي اجتماعي"، مشيرة إلى أنَّ هناك شباب اعتادوا شرب المخدرات بها ليلا، لدرجة أن حريق نشب بها مؤخرا نتيجة للنار التي يشعلونها، على حد قولها.
بجوار السيدة السابقة كانت تقف أسماء محمد عاملة في "كوافير"، قالت بشكل قاطع: "السرقة انتشرت كتير في المدينة، وفي الشهرين إللي فاتوا شفنا سرقة ما شفنهاش في العشر سنين الأخيرة".
وفي السياق نفسه، أكد مينا سعد، صاحب محل حلاقة مجاور، ما قالته جارته، مشيرا إلى أنَّ شقته تعرضت للسرقة الأسبوع الماضي، في الفترة ما بين 8 صباحا وَالثالثة عصرا، عندما خرج للعمل، وحرر محضرا بذلك رقم 7754 لسنة 2019 جنح ثالث أكتوبر، ووجرى رفع البصمات من الشقة، وحتى الآن لم يتمّ العثور علي الجناة أو المسروقات.
رئيس قطاع الأمن: الجريمة الأخيرة حدثت من فترة والمتورطات بها "فتيات ليل"
في المقابل، قال العميد حامد الهدهد مدير قطاع الأمن بمدينة 6 أكتوبر، الذي تولى مسؤولية الأمن بالمدينة قبل أقل من شهر، إنَّ المدينة تضم 12 ألف وحدة سكنية ويصل تعداد سكانها إلى نحو 50 ألف نسمة، وعدد جرائم السرقة أو الجرائم المنافية للآداب بها لا تذكر بالمقارنة بعدد السكان، وبالتالي لا ينبغي التعميم، حسب قوله.
وأضاف "الهدهد" الذي التقته "الوطن" بمكتبه بمقر الأمن الإداري للمدينة: "المدينة بها جميع طوائف المجتمع من الفقير جدا لأغنى أغنياء البلد، كما أنها تتميز بأنَّ بها حي خاص للفنانين التشكيليين والموسيقيين والممثلين، وهي مثلها مثل أي مجتمع فيها الصالح والطالح، ولكن بالطبع الصالح أكثر"، حسب تأكّيده.
وأشار إلى أنَّ الخبر الذي جرى تداوله مؤخرًا عن الجريمة التي حدثت بالمدينة، والطريقة التي جرى كتابته بها في البداية، أثار أستياء أهالي المدينة لأنَّه أعطى فكرة عن المدينة كما لو كانت "وكر للرذيلة"، وهو أمر غير صحيح، مشيرًا إلى أنَّ هذه الجريمة حدثت قبل فترة وجرى تداولها إعلاميا.
وأضاف رئيس قطاع الأمن: "الفتيات اللاتي قيل إنهنّ تعرضنّ للاختطاف ثم الاغتصاب، هم في الأصل فتيات ليل يمارسن الرذيلة مقابل أجر مادي، وهذا يعاقب عليه القانون، وقد جاءوا إلى هذه الشقة بمحض إرادتهنّ، وهن يعلمنّ أنهنّ سيمارسنّ الرذيلة مقابل أجر، وهو الأمر الذي لم يتمّ الاشارة إليه عند بداية نشر الخبر".
وتابع: "لا أنكر أنَّ هناك سلبيات، لكن هناك في المقابل جهود تتم للسيطرة عليها، في ظل تعيين إدارة جديدة للمدينة، وجهود هذه الإدارة في استحداث قطاع مستقل للأمن يرأسه مدير ويعاونه عدد من الضباط، وزيادة عدد أفراد الأمن، في ظل وجود دور فعال أيضا لقسم الشرطة في التطهير".
"الهدهد": جار حصر الشقق المؤجرة وإحكام السيطرة عليها
وكشف "الهدهد" أنَّه يجرى الآن حصر الشقق المؤجرة، خاصة أنَّ الشقة التي شهدت الجرائم التي حدثت بها الجريمة التي تداولتها وسائل الإعلام مؤجرة، مع تفعيل منظومة كاميرات مراقبة، وإحكام السيطرة على البوابات، وتفعيل البوابات الإليكترونية، وتكثيف المرور"، مؤكدا أن "الفترة المقبلة ستشهد طفرة في الأمن"، على حد قوله.
أحد السكان الذين كانوا متواجدين بالصدفة، في مكتب رئيس قطاع الأمن، ويدعى محمد اللبان، فنان تشكيلي، حرص على تأكيد أنه رغم أي سلبيات يمكن أن تكون موجودة، إلا أنَّ المدينة بها إيجابيات أيضًا، مشيرا إلى أنَّ بها على سبيل المثال جميعات خيرية تقوم بأدوار اجتماعية مهمة لرعاية أطفال الشوارع والمشردين، ولا يجب أن تشوه مثل هذه الحادثة الأخيرة هذه الأنشطة والجوانب الإيجابية بالمدينة، حسب قوله.