بعد 27 عاما.. متحف كفر الشيخ القومي يعود للحياة

كتب: سمر عبد الرحمن

بعد 27 عاما.. متحف كفر الشيخ القومي يعود للحياة

بعد 27 عاما.. متحف كفر الشيخ القومي يعود للحياة

أكثر من 27 عاماً على قرار تخصيص مساحة أرض لإنشاء متحف كفر الشيخ القومى لنقل آثار المحافظة إليه، مر خلال تلك الأعوام بمراحل كثيرة من بدء الإنشاءات وتعطيلها بسبب التمويل، عاصره أكثر من 8 محافظين، وتم تحويل المبنى الموجود إلى قاعة للأفراح لزيادة الموارد المالية للمحافظة، واستمر على هذا الوضع عدة سنوات، رغم أن الأرض المقام عليها المتحف يصل ثمنها لأكثر من 300 مليون جنيه، وتكلف إنشاؤه فى السنوات السابقة أكثر من 30 مليون جنيه، وأوقف محافظ الأقليم الأسبق، اللواء مهندس أحمد ذكى عابدين هذا القرار فى 2010، وظل المتحف حائراً بين الآثار والمحافظة إلى أن زار وزير الآثار الأسبق المحافظة، في شهر أكتوبر عام 2015 بعدما دعاه الدكتور أسامة حمدى عبدالواحد، المحافظ الأسبق، وقرر رصد 20 مليون جنيه لاستكماله لنقل نحو 600 قطعة أثرية من آثار المحافظة المكدسة بالمخازن التابعة للآثار بالمحافظة أو الموزعة بمتاحف الجمهورية وتوقف العمل به إلى أن تم توقيع بروتوكول تعاون بين المحافظة ووزارة الآثار فى 2017 لاستكمال إنشائه.

الوزير معتذرا الأهالى.. الافتتاح في النصف الأول من 2020

ونص هذا البروتوكول على أن تقوم محافظة كفر الشيخ وزارة الآثار، باستكمال العمل بمتحف كفرالشيخ؛ تمهيدًا لعرض مجموعة من القطع الأثرية المختارة وفقًا لسيناريو العرض المتحفي، كما اتفق الطرفان على أن تكون رسوم زيارة المتحف والتصوير وعائد مختلف أقسام المتحف مناصفة بين وزارة الآثار ومحافظة كفرالشيخ على أن تظل ملكية الأرض للمحافظة . فعلى مساحة نحو 6 آلاف و760 مترا مربعا، يسير العمل بشكل طبيعى لاستكمال إنشاء المتحف، حيث تقوم بتنفيذه شركة النيل الهندسية المخابرات العامة، بعدما تواصل الدكتور إسماعيل عبد الحمد طه، محافظ الإقليم، مع وزارة الآثار فور توليه المسؤولية فى سبتمبر من العام الماضى، مؤكداً أن نسبة التنفيذ به وصلت لنحو 99% من التشطيبات النهائية والتى من المقرر تسليمها فى منتصف 2020، ليكون المتحف مزاراً تاريخياً وأثريا لطلاب المدارس والجامعات من أبناء المحافظة والمحافظات الأخرى، مشيراً إلى أن قطاع المتاحف يقوم بتوريد البتارين لتجهيز واستكمال القاعات، ووضع القطع الأثرية هذا الشهر.

وقال المحافظ، إنه عين الدكتور السيد البنا، مديراً للمتاحف لكنه يتابع التنفيذ شخصياً بعد توقف تخطى الـ27 عاماً، مضيفاً أن المتحف القومى يضم أقساماً للعرض المتحفي بالإضافة إلى ثلاث قاعات عرض متنوعة موضوعياً وتاريخياً منها "قاعة بوتو" وتضم نتائج أعمال الاكتشافات الأثرية من العصور المختلفة ومنطقة آثار تل الفراعين، وهى مدينة بوتو القديمة أقدم العواصم الفرعونية سنة 320 قبل الميلاد ، والقاعة الثانية الكبرى وهى "قاعة العرض الرئيسية" وتضم عدة قاعات مقسمة تقسيماً موضوعياَ وتاريخياً حسب العصور التاريخية المختلفة بما فيها عصر الأسر الفرعونية والعصرين اليوناني والروماني بالإضافة إلى عصور الحكم البيزنطي والقبطي والإسلامي، والقاعة الثالثة وهى "قاعة العرض الدوري" ويتم فيها عروض دورية متنوعة محددة فيها ديناميكية العرض المتحفي المتغير، بالإضافة إلى "قاعة التهيئة المرئية" والندوات العلمية وتقديم بانوراما مرئية سنيمائية متكاملة عن تاريخ كفرالشيخ والعرض المتحفي والقطع المعروضة بقاعات المتحف.

المحافظ: تكلف 30 مليون جنيه ويحتوي على 3 قاعات ومراقب بالكاميرات ودربنا أفراد غرف الأزمات على المنظومة

أوضح أنه تم انهاء مشكلة السور الخارجي لمتحف كفرالشيخ الإقليمي والفاصل بين المتحف وحديقة صنعاء وفصل حدود والشارع المشترك والتي دامت لسنوات طويلة، وتنفيذ بوابة رئيسية فاصلة بين المتحف وصنعاء لأغراض الإسعاف والمطافئ والطوارئ، مشيراً الى أن إنهاء معوقات المشروعات المتوقفة وتشغيلها واستغلال أصول الدولة ورفع مستوى الخدمات والمرافق تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ‪فضلاً عن تدريب أفراد من غرف الأزمات والمرور والجهات المختصة والمعاونة، علي تشغيل المنظومة وصيانتها، ومتابعة حالتها الفنية، بالإضافة إلي عمل منظومة تشمل نسخ احتياطية للنظام‪ " backup "‬، مكلفاً بإحضار كاميرات بنظام البانوراما، وعددها 8 كاميرات مراقبة، لتغطية كافة الزوايا، والوقوف علي أفضل رؤية، بزاوية 360 درجة، ومزودة بخاصية رؤية ليلية، وعمل عرض تجريبي يشمل غرف منظومة التحكم بالكاميرات ومكوناتها، لمعرفة المواصفات الفنية وتوضيح الرؤية قبل البدء في التركيب الفعلي.

وأشاد أبناء كفر الشيخ، بخروج المتحف القومى للنور بعد توقف نحو 27عاماً، وأكد على محمد، أحد طلاب كلية الآداب قسم آثار، أن استكمال المتحف القومى شيء جيد حيث سيتم نقل آثار المحافظة الموجودة بمتاحف القاهرة وطنطا والمنصورة والإسماعيلية إليه، فضلاً عن نقل المئات من القطع الأثرية المهمة الموجودة بمخازن "تل الفراعين" بقرية العجوزين التابعة لمركز دسوق.

الأهالي يشيدون باستكماله: "هيعرف ولادنا تاريخ بلدنا وهيجمع آثارنا"

وأضافت رضوى عبدالله، إحدى أبناء كفر الشيخ، أن‏ تل الفراعين كان ‏عاصمة‏ ‏مصر‏ ‏في‏ ‏عصر‏ ‏ما‏ ‏قبل‏ ‏الأسرات، فضلا عن احتواء المدينة على آلاف القطع الأثرية، التى يتم اكتشافها وتخزينها فى المخزن دون الاستمتاع بها، وأن افتتاح المتحف سينقل المحافظة كلها نقلة حضارية وسياحية وتاريخية كبيرة، خاصة مع الدور المهم الذى تلعبه المتاحف الإقليمية، "لازم يفتحوا المتحف دا شيء مهم جداً لأولادنا أنهم يعرفوا تاريخ بلدنا، تل الفراعين كان بيستقبل رحلات من طلاب المدارس والجامعة، لكن هذا غير كافى، وان المتحف سيكون مزاراً، ووعى أثرى للأطفال والطلاب".

أوضح مصدر بمنطقة آثار كفر الشيخ، أن افتتاح المتحف خلال الفترة المقبلة، سيحل مشكلة تعرض بعض التلال الأثرية للسرقة، حيث سيتم نقل الآثار إليه بدلاً من تخزينها فى "كراتين" بمخزن تل الفراعين، قائلاً: "عندنا 200 تل أثرى وآلاف القطع الآثرية ، ويجب الانتهاء من التنقيب عن الآثار فى كل التلال واستخراجها ووضعها فى المتحف".

وتفقد الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، أمس الأربعاء، المتحف، معتذرا لأهالي المحافظة بسبب طول مدة عدم الاستكمال، مؤكدا أنه سيتم افتتاحه فى النصف الأول من 2020 المقبل، بعدما وجه بتعديل بعض المسارات وإنشاء أكشاك بطول السور الخارجى لعرض المشغولات اليديوة والحرفية والسجاد والكليم، فضلا عن تخصيص قاعة لوزارة الثقافة لإنشاء مسرح رومانى.


مواضيع متعلقة