"الأوقاف" تضيِّق الخناق على "السلفيات والأخوات": دفعات جديدة من الواعظات
"جمعة" خلال اجتماع سابق مع الواعظات
واصلت وزارة الأوقاف إحكام قبضتها على «مصليات النساء» بالمساجد، وتضييق الخناق على دعاة السلفية والأخوات. وعمَّمت الوزارة، أمس، منشوراً سبق أن أعلنته بمنع غير المصرح لهن من السيطرة على مصليات النساء، حيث دعت الوزارة القائمين على شئون المساجد من الأئمة ومجالس الإدارات والمفتشين ومديرى الإدارات والمديريات إلى عدم تمكين أى سيدة من غير الواعظات المعينات والمتطوعات المرخص لهن، من العمل بالمساجد، بإلقاء أى دروس، وكذلك عدم تمكين أى سيدة من القيام بعملية التحفيظ ما لم تكن محفِّظة معتمدة ومرخص لها.
حصر المصليات ومنع دروس غير المصرح لهن
وشددت الوزارة فى منشورها الذى وزعته على 27 محافظة على جميع المعنيين بالأوقاف بضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية بتحرير محضر رسمى فى أقرب قسم شرطة لمن تخالف التعليمات، واستخدام الضبطية القضائية الممنوحة لبعض قيادات ومفتشى الوزارة فى سرعة تفعيل المحاضر المحررة، وتوقيع أقصى عقوبة مالية وإدارية على مَن يسمح لغير المرخص لهم بالخطابة، أو التحفيظ.
وشددت الوزارة، فى عقوبتها، على أنه فى حال تمكين أى سيدة غير مرخص لها سيجرى حل أى مجلس إدارة مسجد يسمح بذلك، باعتباره إخلالاً جسيماً بالعمل، ودعت الوزارة لعرض تقرير مفصَّل بعمل مصليات النساء على القطاع الدينى والاحتياجات الخاصة بالمصليات.
وأعلنت الوزارة عن فتح أبوابها للواعظات الجدد اللاتى يرغبن فى التقدم للوزارة بشرط أن يكنَّ من خريجات جامعة الأزهر، أو أن يكنَّ من الحاصلات على مؤهل عالٍ، إضافة إلى مراكز الثقافة الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف، أو أن تكون «عالية القراءات» على الأقل من معاهد القراءات التابعة للأزهر، أو حاصلة على ماجستير فى العلوم الشرعية من إحدى الجامعات المصرية المعتمدة من وزارة التعليم العالى، كذلك سيتم اختبارها بمعرفة الوزارة، أما بخصوص المحفظات فيشترط إجادة الحفظ والتلاوة ومعرفة أحكام القرآن، واجتياز الاختبارات التحريرية والشفوية التى تعقدها الوزارة للمحفِّظات.
كما قامت الوزارة، خلال الأسبوع الماضى، لأول مرة، بتكليف عدد من واعظات الأوقاف بالعمل مفتشات على مصليات السيدات، لضبط العمل الدعوى بمصليات السيدات والاهتمام بشئون وقضايا المرأة، وتوفير المكان المناسب لها فى دور العبادة، إضافة إلى المتابعة الإدارية لمستوى الفرش والصيانة والنظافة على الوجه الذى يليق ببيوت الله، عز وجل، على شاكلة عمل المفتشين بالمساجد.
ولفتت الوزارة، فى بيانها، إلى أنها لن تسمح بجمع أى أموال داخل مصليات النساء لأى جهة خارج إطار القانون، إذ تعمل على تفعيل دور المرأة فى جميع جوانب العمل بالوزارة، تقديراً لدورها فى خدمة الدين والوطن ونشر الفكر الوسطى المستنير ومواجهة الفكر المتطرف والجماعات المتطرفة وبتر أى تأثير لهذه الجماعات فى دور العبادة، ولا سيما فى مصليات السيدات.
"جمعة": لدينا جيل مشرِّف فى العمل الدعوى النسائى
وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، فى بيان له، إن واعظات الأوقاف جيل مشرِّف فى العمل الدعوى النسائى، وإن هناك نقلة نوعية فى مستوى كثير من الواعظات على مستوى الأداء الدعوى فأصبحن أعمدة داخل الوزارة، ونعمل على الدفع بهن بقوة والعمل على مزيد من تأهيلهن لإكسابهن مزيداً من الخبرات والمهارات فى مختلف المجالات. وأوضح الوزير أن «الأوقاف» تهدف للتوسُّع فى انضمام الواعظات المتميزات كمّاً وكيفاً للمشاركة فى العمل الدعوى، حتى نعطى الدعوة ثمارها المرجوة على الفرد والمجتمع.
"هندى": حساب عسير للمسئول عن أى مخالفة
وأكد عبدالغنى هندى، عضو لجنة الدعوة بالأوقاف، لـ«الوطن»، أن كل مديرية قامت بموافاة القطاع الدينى بأسماء الواعظات المسجلات وأماكن عملهن، وهناك تشديدات على ضبط العمل النسائى الدعوى ومواجهة أى مخالفة بالإبلاغ عنها، وعدم تمكين غير المصرح لهن، والحساب عسير على كل إمام مسجد، ومفتش منطقة، ومدير إدارة، ومدير الدعوة بالمديرية، حال ترك المخالفة، كذلك المساجد الكبرى لها جدول واضح فيما يتعلق بالدروس النسائية والتوقيات، ولن يسمح لغير المصرح لهن تحت أى مسمى بالحديث للنساء.
كبيرة الواعظات: خطة دفاع رئيسية ضد أى فكر متطرف داخل مصليات النساء
وقالت الدكتورة وفاء عبدالسلام، كبيرة الواعظات بالأوقاف، إن الواعظات خط دفاع رئيسى فى التصدى لأى فكر متطرف داخل مصليات النساء، ودور المرأة الدعوىّ لا يقل أهمية عن الرجل، ودور السيدة عائشة، رضى الله عنها، كان ظاهراً وواضحاً فى نشر الدعوة الإسلامية ونقل تعاليم الدين إلى سائر المسلمين، والتاريخ شاهد على رجاحة عقل المرأة وقدرتها على سياسة الأمور وقيادتها.
تعليق.. النهوض بالواعظات
د. عبدالله النجار - عضو مجمع البحوث الإسلامية
جهود «الأوقاف» فى النهوض بدور الواعظات شىء محمود، والوزارة تعمل على مشاركة الواعظات فى عملية التدريب والتثقيف بقضايا الوطن.