"بني سويف التكنولوجية": حُلم تطوير التعليم الفني يتحقق في الصعيد

"بني سويف التكنولوجية": حُلم تطوير التعليم الفني يتحقق في الصعيد
- جامعات تكنولوجية
- الكلية المصرية الكورية لتكنولوجيا الصناعة والطاقة
- جامعة بني سويف التكنولوجية
- التعليم العالي
- الجامعات الأجنبية
- جامعات تكنولوجية
- الكلية المصرية الكورية لتكنولوجيا الصناعة والطاقة
- جامعة بني سويف التكنولوجية
- التعليم العالي
- الجامعات الأجنبية
على بعد 4 كيلومترات من مدينة بنى سويف القديمة، وتحديداً فى منطقة «شرق النيل»، تستقر واحدة من أول 3 جامعات تكنولوجية على مستوى مصر، بدأت الدراسة بها العام الحالى، ليتحقق حلم خبراء التعليم والاقتصاد والصناعة، بإتاحة تعليم مرتبط بسوق العمل.
مؤخراً بدأت الدراسة فى أول كلية بالجامعة، وهى الكلية «المصرية الكورية لتكنولوجيا الصناعة والطاقة»، التى حضر افتتاحها الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، الذى خصص 13 ألف متر مربع للجامعة التكنولوجية فى بنى سويف، وتتكون من مبنى رئيسى ضخم، مكون من 3 طوابق ذات طراز معمارى فريد، تحوطه المساحات الخضراء.
الطابق الأول من المبنى مخصص للقاعات الدراسية المكيفة، التى تحتوى على شاشات عرض ذكية وأجهزة «داتا شو»، وإمكانيات على أعلى مستوى، إلى جانب أجهزة الحاسب الآلى المتطورة داخل المعامل، وعيادة طبية تضم طبيباً وممرضات، ومصاعد كهربائية ومكاتب إدارية ورعاية شباب وعلاقات عامة وغرفاً لاستقبال الزائرين وأولياء الأمور، وفى الطابقين الثانى والثالث قاعات للتدريب وصالات انتظار وغرف للترفيه وكافتيريا، ومكتبة تحوى عدداً كبيراً من الكتب والمراجع العلمية المتخصصة.
داخل معمل الحاسب الآلى بالكلية تتنقل مهندسة مسئولة عن «السكشن» بين أجهزة الكمبيوتر، وسط تفاعل ومناقشات مع الطلاب، وتوضح: «نتناول لغة البرمجة أو ما تسمى بلغة بايثون، وهى اللغة التى تبنى عليها تكنولوجيا سوق العمل حالياً، فهى من أهم لغات البرمجة وسوف يتوسع الطلاب فى دراستها مع مرور الوقت.. لدينا أجهزة ذات قدرات عالية وأداؤها ممتاز يساعد الطلاب على التدريب بشكل جيد». وخارج المعمل 4 أشخاص يحملون الجنسية الكورية يتفقدون كل صغيرة وكبيرة داخل المبنى فى صمت، ويتابعون سير العملية التعليمية فى أول أيامها، للتأكد من تعاون الطلاب والأساتذة.
"مسعد": نظام الدراسة متطور ويعتمد على التدريب
محمد مسعد، طالب بالفرقة الأولى بقسم تكنولوجيا المعلومات بالكلية، يقيم بمحافظة بنى سويف، قال: عقب حصولى على شهادة الثانوية العامة، تردد أمامى أن هناك جامعة جديدة جارٍ الانتهاء من إنشائها تحت مسمى الجامعة التكنولوجية، وعندما سألت عنها فوجئت أن بها قسم تكنولوجيا المعلومات «it»، وهو التخصص المفضل لدى، وبالفعل تقدمت لاختبار القدرات ونجحت، ثم استكملت أوراق التحاقى بالقسم.
«نظام الدراسة متميز للغاية ومتطور لأنه يعتمد على التدريب بشكل كبير فى ظل ما تقدمه الجامعة من إمكانيات متطورة سواء بشرية أو أجهزة»، كما أوضح «مسعد»، مشيراً إلى إتاحة جهاز حاسب آلى لكل طالب داخل سكشن الـ«it»، بالإضافة إلى مكتبة الكلية، التى تضم كتباً علمية متنوعة فى التخصص، فضلاً عن كفاءة أعضاء هيئة التدريس والمعاونين لهم.
أضاف: «يومنا يبدأ من التاسعة صباحاً تقريباً حسب جدول المحاضرات، داخل قاعات متطورة مكيفة تحوى أجهزة داتا شو وسبورات ذكية، ثم يعقبها السكاشن العملية والتى تتم داخل معامل متطورة للحاسب الآلى، هدفى لن يتوقف عند الحصول على بكالوريوس فقط، وإنما قررت منذ التحاقى بالجامعة أن أضع هدفاً لى، وهو الحصول على الدكتوراه، وأجدها فرصة عظيمة لكل أبناء بنى سويف بصفة خاصة والصعيد بصفة عامة فى الالتحاق بتلك الجامعة التى تعاملت مع واقع الشباب الحالى، فهى جامعة للدراسة والتدريب وفتح آفاق جديدة للشباب تمكنهم من الالتحاق بسوق العمل».
"ندى": تتيح لنا فرصاً عظيمة للعمل
ندى محمد سليمان، طالبة بالجامعة، أكدت أن المستوى العلمى للكلية مستوى متقدم جداً، مضيفة: «لم أتخيل إمكانيات القاعات والمعامل والأجهزة، إلا بعد رؤيتى لها، الفرصة عظيمة أمامنا فى الحصول على فرصة عمل بشكل لائق».
وعلى مناضد حديثة، يجلس عدد من طلاب «الكلية المصرية الكورية لتكنولوجيا الصناعة والطاقة»، يتصفحون الكتب والمراجع العلمية داخل مكتبة الكلية المكيفة، التى صممت على الطراز الحديث لراحة الطلاب، وتتيح لهم استعارة الكتب من أجل الاطلاع أولاً بأول على أحدث ما توصل إليه العلم فى مجال تخصصهم.
"زياد": انتظرونى مبرمجاً فى أكبر الشركات العالمية
«هنا وجدت كُتباً علمية متميزة تساعدنا فى دراستنا وفى الحياة العملية وبخاصة مجال العمل فى الشركات الكبرى»، هكذا وصف زياد عماد عيد، الطالب بالفرقة الأولى، مكتبة الجامعة، متابعاً: «حصلت على مجموع 83% فى الثانوية العامة، وتشوقت للالتحاق بالجامعة بعد أن قرأت عنها فى المواقع الإخبارية على الإنترنت، وبخاصة أن فرصة خريجيها أفضل فى الالتحاق الجامعة بسوق العمل».
وأضاف: «الكلية بدأت العام الحالى بقسمين فقط هما تكنولوجيا المعلومات وهندسة الإلكترونيات، لكننى فضلت الالتحاق بقسم الحاسبات والمعلومات، حباً فى ذلك التخصص، حيث أتوقع وأتمنى أن أحقق نجاحاً كبيراً فيه وأكون مبرمجاً متخصصاً يعمل فى كبرى الشركات».
"سعيد": توفر الأنشطة الترفيهية وتلبى طموحاتنا فى الوصول إلى سوق العمل
سعيد أحمد محمد، طالب بالجامعة، يرى أن الجامعة لم تقف عند حد تحصيل العلم والتدريب فقط، إنما وفرت عدداً من الملاعب الرياضية سواء ملعب كرة القدم أو ملعب كرة الطائرة والسلة، لممارسة النشاط الرياضى وغيرها من الأنشطة، قائلاً: «التقى بنا مسئولو رعاية الشباب بالجامعة تمهيداً لبدء الأنشطة الرياضية والثقافية والفنية والدينية حسب رغبتنا والتى أرى أنها مشجعة لنا على التحصيل الدراسى والتدريب الذى يمتد طويلاً ما بين محاضرات وسكاشن»، متابعاً: «أجد أنها فرصة عظيمة لنا كأبناء لمحافظة بنى سويف أن تتاح لنا تلك الجامعة التى تناظر الجامعات العالمية».
"كيرلس": الطالب سيحصل على فرصة عمل مميزة بعد التخرج
داخل بهو الجامعة يقف كيرلس صبحى فرج، من أبناء بنى سويف، خريج معهد فنى صناعى، والتحق حديثاً بالجامعة التكنولوجية، يتحاور مع أحد زملائه عن سبب وجود عدد من الكوريين بداخلها، قائلاً: «التحقت بقسم الميكاترونكس، لرغبتى فى الحصول على فرصة عمل مميزة بمؤهل عالٍ، حيث إننا ندرس هنا العديد من المواد الدراسية المتعلقة بهندسة الإلكترونيات، فهناك العديد من المواد الدراسية، التى تمكننا من الحصول على فرص عمل أفضل بمكانة أعلى فى كبرى الشركات العملية». وتابع: «أغلب الشباب الآن يفشلون فى الحصول على فرصة عمل بالمصانع والشركات لعدم خبرتهم الكافية بالعمل وحاجتهم إلى التدريب، وحتى فى حال حصوله على فرصة عمل ستكون براتب منخفض وبمكانة أقل ولن يستمر طويلاً، إضافة إلى كل ذلك فإن سنوات تعليمه قد ضاعت هدراً لأنه لن يعمل فى مجال تخصصه، إلا أنه وبعد افتتاح الجامعات التكنولوجية سيتوافر أمام الخريجين وبخاصة الحاصلين على الدبلومات الفنية، استكمال دراستهم فى تخصصات تحتاجها سوق العمل، وتطلبها كبرى الشركات والمصانع العالمية وهنا ستتوافر المكانة الوظيفية والأجر المناسب الذى يلبى طموحاتنا لأننا فى تلك الحالة نمتلك الدراسة العلمية السليمة، والخبرة الناتجة عن التدريب المستمر الذى توفره لنا الجامعة خلال سنوات الدراسة».
رئيس الجامعة: نتعاون مع الجانب الكورى ونحن أمام تصحيح لمسار التعليم المصرى
من جانبه، قال الدكتور سيد عبدالقادر، رئيس الجامعة، إنها أنشئت على مساحة 13 ألفاً و200 متر مربع، يمثل الجزء المبنى منها 2222 متراً مربعاً من المساحة الإجمالية، منها عيادة طبية بها طبيب وتمريض، و24 معملاً، و22 قاعة دراسية ما بين 50 إلى 100 طالب، بها معامل مجهزة بالتعاون مع الجانب الكورى، وتمت إتاحة برنامجين بالجامعة هما: «الميكاترونكس» و«تكنولوجيا المعلومات والحاسبات»، وتم وضعه وفق المعايير الكورية من خلال جامعة كوريا تك، طبقاً للمواصفات العالمية.
ويتابع: «نقبل طلاب الثانوية العامة والدبلومات الفنية وفق مجموع تخطى 82%، وإجراء اختبار قدرات فى اللغة الإنجليزية والرياضيات والحاسب الآلى، وتم قبول 144 طالباً للعام الحالى، ويحصل الطالب على دبلوم عام مهنى فى حال اكتفائه بدراسة عامين فقط أو بكالوريوس فى تكنولوجيا التخصص لو استمرت دراسته 4 أعوام.. الجامعة تهتم بالتدريب بصفة عامة، والذى يحتل 60% من الدراسة، وذلك من خلال بروتوكولات جارٍ توقيعها مع المصانع المعنية بالبرامج الخاصة بنا، تحت إشراف الجانب الكورى، بالإضافة إلى توفير الجامعة لجميع الأنشطة المختلفة».
مدربة لغة برمجة: أجهزة الجامعة ذات قدرات عالية وأجد رغبة وتعاوناً حقيقيين من الطلاب للتعلم والاستفادة
ويوضح أن اختيار مكان الجامعة التكنولوجية بمحافظة بنى سويف جاء لعدة أسباب أهمها أنها من المحافظات الواعدة عالمياً فى مجال الصناعة، وهو ما يبرهن على وجود كبرى الشركات العالمية بها حالياً، حيث تمتلك المحافظة ثمانى مناطق صناعية كبرى أهمها منطقتا كوم أبوراضى وبياض العرب الصناعية. بالإضافة إلى مناطق الصناعات الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، ووجود كبرى الشركات العالمية على أرضها منها شركة سامسونج للإلكترونيات والعربى للأجهزة الكهربائية، بالإضافة إلى مصانع الأسمنت، حيث تمثل المحافظة نسبة النصف تقريباً من إنتاج مصر من الأسمنت، فكل تلك المشروعات بحاجة إلى فنيين وتكنولوجيين مدربين على أعلى مستوى، فضلاً عن البدء فى تنفيذ مشروع الصوب الزراعية أو الزراعات المحمية على مساحة 62 ألف فدان جنوب المحافظة والتى بحاجة إلى تكنولوجيين مهرة فى تكنولوجيا الرى والصوب الزراعية.
وأكد: «نحن هنا أمام تصحيح لمسار التعليم فى مصر حيث يتيح لطالب الدبلوم الفنى الالتحاق بالجامعة والتحاقه بسوق العمل بشكل يحقق طموحات الشاب المصرى فى الحصول على فرصة عمل بكفاءة وفى ذات الوقت إتاحة المهرة من الفنيين والتكنولوجيين أمام المصانع والشركات الكبرى والعالمية».