أمير الكويت: لن يفلت من العقاب أي معتد على المال العام مهما كانت صفته

أمير الكويت: لن يفلت من العقاب أي معتد على المال العام مهما كانت صفته
أكد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أن أى معتدي على المال العام، لن يفلت من العقاب أى كانت مكانته أو صفته، مشددا على عدم حماية أي فاسد، وعلى متابعته شخصيا لهذا الملف.
وقال أمير الكويت، في كلمة بثها للمواطنين، بثها التليفزيون الكويت مساء اليوم الاثنين: "لقد ساءني وآلمني في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث وتطورات، أن نرى هذا التراشق في وسائل الإعلام، والتواصل الاجتماعي، وتبادل الإساءات والاتهامات التي يرفضها ديننا الحنيف، وما توارثناه من قيم وتقاليد أهل الكويت الكرام.. نحمد الله بأننا في دولة دستور، وقانون، ومؤسسات، تكفل للجميع حق اللجوء للقضاء في مواجهة شبهات الفساد أو التجاوز على المال العام، وهو قضاء مشهود له بالاستقلالية والنزاهة، وموضع تقدير واعتزاز الجميع، وهو أمر يغني عن تبادل الاتهام في ساحة الاعلام، بل هو السبيل الأجدى لتحقيق غاية الاصلاح".
وأكد حرصه الدائم على الحفاظ على الأموال العامة، والتزامه بواجب حماية حرمتها، مشددا على أن الكويت دولة مؤسسات وسيادة القانون، وينص دستورها على أن الناس سواسية في الكرامة الانسانية، وأنهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة، وأن المتهم برئ حتى تثبت ادانته.وأضاف أنه لما كان هذا الموضوع الان برمته منظور لدى القضاء – في إشارة إلى قضية تجاوزات صندوق الجيش الكويتي -، فيجب الكف عن تناوله في وسائل الاعلام، انتظارا لحكم القضاء الكويتي الشامخ، المشهود له بالاستقلال والأمانة والنزاهة، والذي سيأخذ طريقه الى التنفيذ الجاد حال صدوره.
ودعا أمير الكويت الجميع الى الحكمة والتروي، والالتزام بقيم واخلاق المجتمع الكويتي الحريص على عدم الإساءة الى سمعة الأشخاص وكرامتهم، وعدم اطلاق الأحكام دون دليل أو برهان، مؤكدا في الوقت نفسه ايمانه الصادق بحرية الرأي والتعبير، والتي لا تعني أبدا السماح بما قد يهدد أمن البلاد واستقرارها، والدخول في متاهة الفوضى والعبث المدمر، لافتا إلى أنها كانت تجربة مؤلمة عاشها الشعب الكويتي، وعانى مرارتها وقساوتها من قبل.
كما دعا الشعب الكويتي الى الانتباه الى مصلحة وطنه العزيز، وصيانة أمنه واستقراره، والوقوف صفا واحدا في وجه من يحاول العبث بأمنه وشق وحدته الوطنية، والابتعاد عن افتعال التجمعات التي قد تستغل في غير أهدافها، وتقود الى مظاهر الفوضى، وتتيح الفرصة لمن يريد بالكويت سوءا، مطالبا اياهم بأخذ العبرة من تجارب الغير.
وتابع أمير الكويت قائلا: "وختاما، فإن أمامنا من الاستحقاقات ما يستوجب الاهتمام لتحقيق طموحات المواطنين في الارتقاء بوطنهم وتنميته، ولنا وطيد الأمل في التشكيل الجديد للحكومة في التصدي لمعالجة قضايانا الجوهرية، وكل ما يمس مصالح المواطنين وهمومهم، وتحقيق الانجاز المنشود، ما يستوجب التعاون الجاد بين مجلس الأمة، والحكومة، والمواطنين، مؤسسات وأفرادا، وانني على ثقة تامة بأنكم جميعا مدركون لخطورة المرحلة التي تعيشها منطقتنا، وما تقتضيه من وعي ويقظة وحرص على وحدة الصف والكلمة وتجسيد المسؤولية الوطنية، مؤكدا ايماني الراسخ بقدرة أهل الكويت على العبور بسفينة العز والخير الى بر الأمان، وتحقيق المستقبل الزاهر لوطنهم بعون الله وتوفيقه".
وكان رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، قد تقدم باستقالة الحكومة إلى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح يوم الخميس الماضي، في أعقاب استجواب كل من وزيرة الأشغال وزيرة الدولة لشؤون الإسكان جنان بوشهري، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ خالد الجراح، وتقديم طلبين من عدد من نواب مجلس الأمة لطرح الثقة بهما.
يشار إلى أن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أصدر في وقت سابق اليوم، أمرا باعفاء النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الكويتي الشيخ ناصر صباح الأحمد، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ خالد الجراح من منصبيهما في تصريف شؤون الوزارتين؛ وذلك عقب بيانات هجومية متبادلة بينهما، عقب إثارة قضية تجاوزات صندوق الجيش الكويتي، والتي قدرت بنحو 240 مليون دينار كويتي.