"موتو مع القليل من الكرامة".. حكاية قس تسبب في أكبر عملية انتحار جماعي

كتب: منى السعيد

"موتو مع القليل من الكرامة".. حكاية قس تسبب في أكبر عملية انتحار جماعي

"موتو مع القليل من الكرامة".. حكاية قس تسبب في أكبر عملية انتحار جماعي

في صباح يوم 18 نوفمبر عام 1978 استيقظ العالم على خبر فاجعة انتحار 913 شخصا في مدينة جونز تاون، بينهم 313 طفلا اجبروا على تناول سم السيانيد للتخلص من حياتهم، وصنفت تلك الجريمة بأنها أكبر حادث حصد أرواح في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، قبل أحداث 11 سبتمبر، وأطلق عليها الإعلام الأمريكي اسم "معبد الشعوب الزراعية".

في أوائل السبعينات أنشأ القس جيمس وارن جونز، مدينة "جونز تاون" في جنوب أمريكا، موقع حادث الانتحار الجماعي، لتكون مدينة متعددة الجنسيات بلا تعصب أو عنصرية تجاه أى فرد، خاصة أن في تلك الفترة كان التعصب الأعمى ضد الأمريكيين من أصل إفريقي "الزنوج" في أوجه، واعتقد هؤلاء البشر أنه في طريقهم للحرية، وكانت أحلامهم الحياة في تجانس بدون تعصب لكن تحول الأمر إلى كابوس.

فكيف أقدم هذا العدد الهائل من البشر على الانتحار وما الذي دفعهم إلى الإقدام على هذا الفعل الغريب.

كلمة السر لهذا الحادث هو القس جيمس جونز، الذي ولد عام 1931، عانى خلال طفولته من عدم وجود أصدقاء، ولم يستطع حتى الانضمام إلى كنيسة بعينها، ومع ذلك كانت اهتماماته بالقضايا الدينية أكبر، وفي عام 1951 انضم إلى الحزب الشيوعي الأمريكي، لكنه سرعان ما شعر بالإحباط بسبب ما اعتبره النبذ العلني للمجتمع الشيوعي في الولايات المتحدة.

في العام التالي انضم إلى الكنيسة الميثودية، لكن سرعان ما تركها أيضا، عندما اكتشف رفض القساوسة حضور الزنوج الأمريكان في تجمعات الصلاة، لكنه تعلم أن التجمعات الدينية وتبرعات المصلين يمكن أن تجعله يحقق أحلامه، فبدأ في تأسيس طائفته الدينية، وفقًا لتقرير ببرنامج "النقرير النهائي – إنتحار جونز تاون" والذي عرض على قناة "ناشيونال جيوجرافيك".

أسس وارنز طائفته تحت مسمي "CUIT" بولاية إنديانا بوليس عاصمة ولاية إنديانا الأمريكية، لكن تم نقلها لاحقًا إلى جونز تازون جنوب الولايات المتحدة، وعلل ذلك بأنه هربًا من جحيم الرأسمالية المتوحشة، لكن الحقيقة أنه كان هروب من انتقادات الإعلام لزعيم الطائفة وأفكاره المتطرفة.

وكانت الطائفة توضع تحت مسمي "شبة دينية" لأنها كانت قائمة على المبادئ الاشتراكية وتؤمن بقرب نهاية العالم، وحلول القيامة تحت مسمي مشروع معبد الشعوب الزراعية".

وفي 18 نوفمبر، حضر ليو رايان عضو الكونجرس للتحقق من اتباع الطائفة واقناعهم بالعدول عن تلك الأفكار، لكن القس وانز هتف قائلا: "تحركوا .. تحركوا .. تحركوا.. موتوا مع القليل من الكرامة".

كما أقنع القس عذب الكلام اتباعه، بأن هناك حرب نووية قادمة، وأمر بتنفيذ ما يسمى بالانتحار الثوري للتخلص من شرور العالم، وهذا ما حدث بالفعل، فقد عثر على جثة 918 شخص، بما فيهم القس وأبنائه.

كما قتل عضو الكونجرس الأمريكي ليو رايان، ويعتبر الأول والوحيد الذي قتل أثناء تأديته لعمله، بالإضافة إلى 4 أشخاص كانوا ينتظرون بجانب مهبط الطائرات لتأمين عضو الكونجرس، ويقال أن تلك الجريمة نفذت بتعليمات من القس جيمس وارنز بنفسه.


مواضيع متعلقة