يا جبل ما يهزك ريح.. نائل البرغوثي 40 سنة صمود في سجون الاحتلال

يا جبل ما يهزك ريح.. نائل البرغوثي 40 سنة صمود في سجون الاحتلال
- نائل البرغوثي
- سجون الاحتلال الإسرائيلي
- حكومة الاحتلال الإسرائيلي
- القضية الفلسطينية
- أسير
- جلعاد شاليط
- حماس
- نائل البرغوثي
- سجون الاحتلال الإسرائيلي
- حكومة الاحتلال الإسرائيلي
- القضية الفلسطينية
- أسير
- جلعاد شاليط
- حماس
4 عقود من البطولة والصمود قضاها في سجون الاحتلال، ليدخل موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية، كأكثر أسير سياسي في العالم، قضى عمره خلف القضبان في مايو 2009، وذلك بعد تجاوزه الرقم المسجل سابقا باسم الأسير المحرر سعيد العتبة "أبو الحكم"، إنه عميد الأسرى الفلسطينيين نائل البرغوثي، والذي أكمل، اليوم، عامه الـ40 في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وهي أطول فترة اعتقال يقضيها أسير فلسطيني.
ويبلغ البرغوثي من العمر، 61 عاما، لكنه قضى في هذه الحياة 22 عامًا فقط، والباقي قضاها في غياهب سجون الاحتلال الإسرائيلي، وفقا لما ذكره المركز الفلسطيني للإعلام.
وقال المركز الفلسطيني للإعلام إن البرغوثي شخصية متماسكة، ولديه قدرة هائلة على انتزاع المواقف الكوميدية الساخرة في أحلك الظروف القاسية والأوقات العصيبة، وبراعة اصطياد التناقضات الاجتماعية بجملة مركبة من الفكاهة المرة، تثير الإعجاب، وتفتح سكة واسعة لضحك متفجر.
والأسير نائل قارىء نهم ولديه علم وثقافة عاليين، وقد اشتهر بين رفاقه الأسرى أنه يملك ثقافة واسعة جدًا، ولم تستطع إدارة سجون الاحتلال بإجراءاتها المختلفة طمس إبداعه الثقافي، فتعلم اللغتين الإنجليزية والعبرية داخل السجون.
وهو يُعدّ مرجعاً للأسرى الذي شاركوا في محطات النضال الفلسطيني، بدءاً من انتفاضة الحجارة نهاية عقد الثمانينيات، وحتى يومنا هذا، وفقا لما ذكرته قناة "الميادين".
"نائل" ولد في قرية كوبر مسقط رأس القائد الفلسطيني الأسير مروان البرغوثي. وقال نادي الأسير الفلسطيني، في بيان، "إن الأسير البرغوثي البالغ من العمر "62 عاما" من بلدة كوبر شمال غربي رام الله، مسقط رأس القائد الفلسطيني الأسير مروان البرغوثي، واجه الاعتقال منذ عام 1978، منها 34 عاما بشكل متواصل، حيث أطلق سراحه في صفقة تبادل الأسرى عام 2011، إلى أن أعيد اعتقاله مجددا عام 2014 إلى جانب العشرات من المحررين".
وقالت الأسيرة المحررة إيمان رافع، إن نائل اعتقل أول مرة لمدة أسبوعين عام 1978 بتهمة أخذه عصا لجندي صهيوني. وجرى اعتقاله مرة ثانية في نفس العام مع أخيه الأكبر عمر وابن عمه فخري في الرابع من أبريل عام 1978.
وولد البرغوثي في 24 أكتوبر 1957، في قرية كوبر قضاء مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، وأسر في 4 أبريل عام 1978 أول مرة، وكان طالبًا في الثانوية العامة لم يتجاوز 19 عامًا.
وبعد 12 يومًا من اعتقاله أسر الاحتلال الإسرائيلي شقيقه الأكبر عمر وابن عمه فخري، وحكم على ثلاثتهم بالسجن المؤبد مدى الحياة، بادعاء قتل ضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي شمال رام الله، وحرق مصنع زيوت بفلسطين المحتلة سنة 1948، وتفجير مقهى في القدس المحتلة.
عميد الأسرى الفلسطينيين فقد والديه خلال فترة سجنه
وأمضى عميد الأسرى الفلسطينيين، 33 عاما متتالية في سجون الاحتلال، توفي خلالها والده ووالدته، حتى أفرج عنه الاحتلال في 18 أكتوبر 2011 ضمن صفقة "وفاء الأحرار".
وبموجب الصفقة، أطلقت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط بعد أسره بغزة أكثر من 5 سنوات، مقابل الإفراج عن 1047 أسيراً وأسيرة. وتمكن البرغوثي خلال مدة حريته القصيرة أن يتزوج، ويلتحق بالتعليم الجامعي بتخصص دراسة علم التاريخ.
"نائل البرغوثي" يقع في حب الأسيرة المحررة
وتزوج البرغوثي من المحررة أمان نافع، والتي أمضت في سجون الاحتلال ما يقارب 10 سنوات وعاشا معا فقط 32 شهرا وأعادت سلطات الاحتلال اعتقاله مجددا في تاريخ الثامن عشر من يونيو عام 2014، وأصدرت عليه حكما مدته 30 شهرا، وبعد قضائه مدة محكوميته أعادت سلطات الاحتلال حكمه السابق وهو المؤبد و18 عاما، إلى جانب العشرات من محرري صفقة "وفاء الأحرار" الذين أُعيدوا إلى أحكامهم السابقة وغالبيتهم يقضون أحكاما بالسجن المؤبد.
واحتج الفلسطينيون في رام الله في ذلك الوقت على الحكم في اعتصام نظمته اللجنة الفلسطينية لشؤون الأسرى ومجموعات أخرى، وقال أبو صالح هشام ، أحد كبار أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية في ذلك الوقت : "إن الجريمة الإسرائيلية ضد البرغوثي هي جزء من سياسة الاحتلال الإسرائيلي لحرق شباب فلسطين بوضعهم وراء القضبان حيث يضيعون سنواتهم وهم يختبرون الإجراءات العقابية والعنصرية لإسرائيل"، وفقا لما ذكرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الإسرائيلية.
وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، في ذلك الوقت،"إن محاكم الاحتلال تثبت مرة أخرى أنها ليست سوى أداة قمع لأبناء الشعب الفلسطيني، كما أنها أداة طيّعة في يد المؤسسات السياسية والعسكرية والأمنية الاحتلالية، ودورها هو تبرئة المجرمين الحقيقيين الذين يسفكون دم الشعب الفلسطيني".
وحُكم على نائل بـ 30 شهراً مع 70 أسيراً من أسرى "وفاء الأحرار". وبعد انتهاء حكم الـ 30 شهراً بقى أسيراً لمدة شهرين دون أي تبرير وكانت محاميته متأكدة أنه سيفرج عنه، إلا أنها وعائلته تفاجأوا بعودة الحكم السابق له وهو مؤبد و 18 عاماً كما يعبّر الصهاينة.
وقالت إيمان "كان هذا الحكم صدمة للجميع. الاَن نحن رفعنا شكوى إلى ما يُسمى "محكمة العدل العليا" الإسرائيلية وننتظر القرار في 26 – 12 من السنة الجارية وهذه المحكمة ستنظر في شكاوى أكثر من 30 أسيراً، موضحة عن زياراتها لزوجها الأسير- أن اَخر زيارة لزوجها نائل كانت في أكتوبر الماضي كان عندي في السابق منع أمني. والاَن منحت تصريح لمدة عام لأزوره كل شهر مرة. ولكن مع لحظ حرية منع الصهاينة لي من زيارته في أي لحظة، وفقا لما ذكرته قناة "الميادين".
وأضافت إيمان: "حاولوا في الزيارة قبل الأخيرة منعي بحجة أنني أسيرة سابقة، وأن المطلوب لرؤية زوجي، التنسيق مع إدارة السجن نفسها، لكن ضغط الأسرى سمح لي بمشاهدة نائل، وتختم إيمان بأن نائل ما زال يتمسك بقضيته وأرضه ومعنوياته عالية جداً.
استشهاد ابن شقيق البرغوثي
وفي أواخر عام 2018 ، قتلت قوات الاحتلال ابن أخيه صالح البرغوثي، واعتقلت عاصم وهو شقيق الشهيد صالح، واعتقلت والدهما عمر البرغوثي وزوجته سهير البرغوثي، وأفراد عائلته، وهدمت منزلين للعائلة، عدا عن عمليات التنكيل التي تعرضت له العائلة ولا تزال، علما أن غالبية عائلته تعرضت للاعتقال عشرات المرات على مدار سنوات الاحتلال.