خبير سياسي: التوافق على الصفدي رئيسا لوزراء لبنان قد يكون بداية لحل الأزمة

03:51 م | الجمعة 15 نوفمبر 2019

بعد 30 يوما من الاحتجاجات والتصعيد في لبنان، تم الاتفاق على "تزكية" وزير المالية السابق، محمد الصفدي، رئيسا للحكومة اللبنانية، خلفا لسعد الحريري.

واتفقت الأحزاب اللبنانية الثلاثة الكبرى على اختيار"الصفدي"، حيث جاء التوافق خلال اجتماع عقد، أمس بين رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري وممثلين عن جماعة حزب الله التي تدعمها إيران وحليفتها حركة أمل، حسب روسيا اليوم.

وقال الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية، إن التوافق على اختيار الصفدي قد يكون البداية لحل الأزمة، موضحا أنه كان يجب حسم الأمر واختيار رئيسا للحكومة حتى لا يعيش لبنان فترات من الفراغ الدستوري والمؤسسي، وطالما تم اختياره وعليه توافق فهو ليس من الفاسدين وليس عليه جدل أو علامات استفهام، وبالتالي هو الأنسب للمرحلة الحالية.

وأشار "بدر الدين" في تصريحاته لـ"الوطن"، إلى أن اختيار الصفدي قد يكون بداية المفاوضات مع المتظاهرين، فلا حراك يستمر إلى الأبد كما أنه لا بد للمتظاهرين لأن يكون لديهم مطالب واضحة للتفاوض من أجلها، محذرا من انسياق لبنان لسيناريوهات الفوضى بالوقوع في أخطاء بعض الدول العربية الأخرى.

وواصل أستاذ العلوم السياسية، كلامه قائلا:" هل ستكون الحكومة المقبلة حكومة تكنوقراط أم حكومة طائفية"، مرحجا أن تكون مختلطة ويراع فيها الجانبين نظرا لاحتياج الدولة لخبراء ومتخصصين للخروج من الأزمة.

وأكد أن الصفدي يعد الأنسب للفترة الحالية، حيث أنه بجانب التوافق عليه من الكتل السياسية الرئيسية، فهو من الشخصيات التى لا جدال عليها، مشيرا إلى أن خلفياته الاقتصادية تجعله صاحب رؤية لمواجهة المشكلات الاقتصادية التي تواجه لبنان.

متظاهرون يرفضون الصفدي

شهدت ليلة أمس غضب المتظاهرين في الشارع وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، واتهموا السلطات بعدم أخذ موقفهم على محمل الجد. وتظاهر العشرات ليلاً في بيروت وأمام مكتب الصفدي في طرابلس في شمال لبنان. وتناقل الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صوراً للصفدي، كتب عليها "هل تستهزئون بنا؟"، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.

من هو محمد الصفدي؟

يبلغ الصفدي من العمر 75 عاما، وهو رجل أعمال بارز من مدينة طرابلس ذات الأغلبية السنية، وعضو سابق في البرلمان. وسبق أن تولى حقيبتي المالية والاقتصاد والتجارة. وشغل منصب وزير المالية في الفترة من 2011 إلى 2014 في حكومة نجيب ميقاتي، حسب "سكاي نيوز".

وفي عام 2008، أصبح وزيرا للاقتصاد والتجارة في حكومة فؤاد السنيورة، الذى كان مدعوما من الغرب. وشغل المنصب مجددا في حكومة برئاسة الحريري عام 2009. وكان الصفدي عضوا بتحالف 14 آذار بقيادة الحريري، والذي تشكل بعد اغتيال رفيق الحريري والد سعد في عام 2005.

وتم اختيار الصفدي عضوا في البرلمان للمرة الأولى في طرابلس عام 2000، لكنه لم يشارك في الانتخابات الأخيرة. وشغلت زوجته فيوليت الصفدي منصب وزيرة الدولة لشؤون التمكين الاقتصادي للنساء والشباب في حكومة الحريري.

احتجاجات لبنان

تصاعدت احتجاجات لبنان لنحو 30 يوما حيث أدت إلى استقالة الحريري في 29 من أكتوبر الماضي، ما جعل الحكومة في وضعية تصريف أعمال، لكن المحتجين يواصلون تحركاتهم، عبر قطع الطرقات وشل البلاد، للضغط من أجل تنفيذ مطالبهم.

وتفاقمت الأزمة الاقتصادية التي تتصاعد منذ فترة في لبنان منذ بدء الاحتجاجات. وفرضت البنوك قيودا على التحويلات للخارج وعلى سحب الأموال بالدولار الأميركي.وكان الحريري، قد قال إنه لن يعود لرئاسة الوزراء إلا في وجود حكومة من المتخصصين، التي يعتقد أنها ستكون في وضع أفضل للفوز بمساعدات وإنقاذ لبنان من الأزمة.