طبول الحرب تدق أبواب غزة.. الاحتلال يستفز "الجهاد" باستهداف قاداته

طبول الحرب تدق أبواب غزة.. الاحتلال يستفز "الجهاد" باستهداف قاداته
يبدو أنَّ الأيام المقبلة تحمل كواليس جديدة على الأرض في قطاع غزة بعد التصعيد من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي تحرك في اتجاهين في آن واحد، الاتجاه الأول كان الهجوم على منزل القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" أكرم العجوري، في دمشق، حيث أفادت وكالة الأنباء السورية "سانا" بأن العدوان الإسرائيلي فجر اليوم تمّ بـ3 صواريخ، أصاب اثنان منها منزل العجوري في منطقة المزة، ما أسفر عن استشهاد نجله معاذ إضافة لشخص آخر.
إسرائيل تستهدف منزل العجوري في سوريا وتقتل نجله.. وتغتال بهاء أبو العطا وزوجته بالقطاع
وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي بدورها استهداف منزل عضو مكتبها السياسي أكرم العجوري في دمشق، ما أدى لاستشهاد أحد أبنائه، مضيفة: "أقدم العدو الصهيوني المجرم على اغتيال القائد الكبير المجاهد بهاء أبو العطا أبو سليم باستهداف منزله فجرا في قطاع غزة ما أدى إلى مقتله وزوجته"، وأعلنت الحركة استنفارها، وقالت إنّها "بدأت بالتصدي لهذا العدوان"، وكان ذلك الاتجاه الثاني الذي تحرك فيه جيش الاحتلال الذي قال إنّ عددا كبيرا من الصواريخ أطلق من غزة باتجاه إسرائيل.
المقاومة الفلسطينية تمطر إسرائيل بعشرات الصواريخ في تل أبيب وأشدود وريشون لتسيون.. والقبة الحديدية تعترض 20 صاروخًا
هيئة البث الإسرائيلية ذكرت أنه جرى إطلاق أكثر من 100 قذيفة صاروخية من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، وطال القصف مناطق في تل أبيب وأشدود وريشون لتسيون وأدى إلى إصابة 29 شخصًا بصورة طفيفة.
وذكرت الهيئة الإسرائيلية أنَّه جرى العثور على بالونات في حقول زراعية وهرعت إلى المكان خبراء متفجرات من الشرطة، وقال الناطق بلسان جيش الاحتلال إنه أطلق نحو 100 قذيفة صاروخية من القطاع منذ ساعات الصباح الباكر، وأفيد أن منظومة القبة الحديدية اعترضت نحو 20 منها في أجواء كل من تل أبيب وأشدود وريشون لتسيون ومناطق أخرى، وأفادت منظمة نجمة داود الحمراء أنه تم إسعاف 29 شخصا أصيبوا بصورة طفيفة.
لاحقًا قبيل ظهر اليوم، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن طيرانه الحربي استهدف راكبي دراجة نارية في شمال القطاع، بادعاء أنهما ناشطان في الجهاد الإسلامي، وأنهما كانا في طريقهما لإطلاق قذائف صاروخية باتجاه إسرائيل. وفي موازاة ذلك أعلنت وزارة الصحة في غزة عن وصول شهيد وعدد من الإصابات إلى مستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة.
"الجهاد الإسلامي": لن تذهب دمائهم هدرًا فالدم بالدم.. وقدرات المقاومة اليوم أكبر بكثير.. والرد سيكون لـ"سرايا القدس" والغرفة المشتركة
القيادي في حركة القيادي الإسلامي أحمد المدلل، قال في اتصال هاتفي لـ"الوطن" من قطاع غزة، إن اغتيال قيادي بوزن "أبو العطا"، والشهداء الذين استشهدوا معه، بالإضافة إلى الشهداء في سوريا، والشهداء الذي نقدمهم أيضًا على مدار اللحظة "لن تذهب دمائهم هدرًا"، مشيرًا إلى أن حركة "الجهاد الإسلامي" ومعها حركات المقاومة سيكون ردهم بحجم هذه الجريمة الكبيرة التي ارتكبها العدو الصهيوني ضد قادة الحركة، لافتًا إلى أن هذا بالطبع يعود إلى "سرايا القدس" وغرفة العمليات المشتركة التي تحدد كيفية ومكان وزمان وقدرة المقاومة على انتقامها لهذه الدماء الطاهرة، مؤكدًا أنَّهم يثقون بقدرات المقاومة في الميدان على الرد على هذه الجرائم والدفاع عن أبناء الشعب الفلسطيني.
وعن توقيت الهجومين الذين تزامنا في غزة ودمشق، قال المدلل إن "نتنياهو يعتقد أن اغتيال قادة المقاومة يُعني إنهاء المقاومة وهذا يعد غباء يرتكبه نتنياهو لأنه قبل ذلك تم اغتيال الشهيد فتحي الشقاقي وعماد ياسين وأبو علي مصطفى، وبعد ذلك انتقلت المقاومة لمرحلة أقوى مما كانت عليها في حضرة القادة الشهداء"، مستطردًا: "دماء هؤلاء القادة تتحرك في شرايين وعروق المجاهدين ليزدادوا إصرارًا وتشبثًا وعنفوانًا في أدائهم في المقاومة لمواجهة العدو الصهيوني".
وتابع قائلًا إنَّ هناك أمر آخر، وهو أن نتنياهو يعيش أزمة سياسية وأزمة فساد وملاحقة قانونية ويحاول أن يصدر أزمات أخرى باغتيال قادة المقاومة، مشيرًا إلى أنه يعتقد أن قادر أن يصل إلى قلب المقاومة حينما يكونوا، ولكن يغيب عن حساباته أن رد المقاومة سيكون أقوى بكثير مما أقدم عليه، وأن المقاومة قادرة على صنع إرباكًا وهاجسًا وجوديًا للعدو الصهيوني.
وأكّد أنَّ قدرات المقاومة الفلسطينية وكفاءتها وخبراتها اليوم أكبر بكثير مما كانت عليه من قبل، ووجدنا القادة الصهاينة في حروب سابقة وعمليات عسكرية مستمرة لم يستطيعوا تحقيق أهدافهم بإنهاء حالة المقاومة أمام الشعب الفلسطيني، أو أن يدخلوا قطاع غزة، لأنهم كانوا يعتقدوا أن دخول غزة نزهة وأن المقاومة ضعيفة لكن أثبتت المقاومة أنها قادرة على صنع معادلة جديدة، معادلة توازن الردع مع العدو الصهيوني.
وتابع: "استطاعت المقاومة في جولات عسكرية أخيرة عندما أقدم العدو الصهيوني في التغول في الدم الفلسطيني في مسيرات العودة وكسر الحصار أن تقول للعدو الصهيوني بأنه لن يستطيع تغيير قواعد الاشتباك، وأن الدم بالدم، وأنها تدافع عن حق أبناء شعبها ومن حقها أن تمتلك السلاح لتحرر فلسطين والدفاع عن أبناء الشعب أمام العنجهية والعدوانات الصهيونية المستمرة".
الرقب: نتنياهو يهرب بالتصعيد من أي فشل في تشكيل حكومة قادمة.. ولن نجد إلا الصمت من الدول التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان وتكافح الإرهاب
فيما علق الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس المفتوحة والقيادي بحركة فتح، قائلًا إنَّ إقدام الاحتلال، صباح اليوم، على ارتكاب جريمة الاغتيال التي طالت القيادي العسكري في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي "أبو العطا" واستشهاده هو وزوجته وإصابة أبنائهما سليم ومحمد وليان وفاطمة الزهراء وجارتهما حنان حلس عمل إجرامي عنيف يهدف إلى تحقيق أهداف سياسية خاصة بعد فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي في تشكيل حُكومة واقتراب محاسبته على قضايا فساد، و هذا هو إرهاب دولة منظم.
وتابع الرقب لـ"الوطن" قائلًا: "للأسف لن نجد إلا الصمت من الدول التي تدعي إنها تدافع عن حقوق الانسان وتكافح الإرهاب، وهي ترى انتهاكات الاحتلال وجرائمه بحق شعبنا الذي لم يتوقف يوما منذ المؤتمر الصهيوني الأول في بازل بسويسرا عام1897"، لافتًا إلى أنَّه يعتقد أن القصف الصهيوني اليوم س غير بعيد عن القصف الصهيوني فجر اليوم أيضًا في العاصمة السورية دمشق بجوار السفارة اللبنانية والذي كان يستهدف قيادي آخر في حركة الجهاد الإسلامي وأسفر عن شهيدين وستة جرحى.
وأكّد الرقب أنَّه أصبح واضحًا أن رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعملية الاغتيال هذه يهرب من أي فشل في تشكيل حكومة قادمة ويهرب من المحاكمة والانتخابات تجاه حرب مع غزة وتشكيل حكومة طوارئ لدى الاحتلال بحجة مواجهة الخطر القادم من قطاع غزة وقيامه بتكليف المتطرف "نفتالي بينيت" وزير لجيش الاحتلال تمهيدًا لهذه المهمة التي كان من أهم مهامها تنفيذ عمليات اغتيال وجر قطاع غزة لحرب، مضيفًا: "نتمنى السلامة لشعبنا المقهور".