ابتزاز ممنهج.. عقوبات صارمة على تركيا بعد إصرارها نقل الدواعش لأوروبا

كتب: بهاء الدين عياد

ابتزاز ممنهج.. عقوبات صارمة على تركيا بعد إصرارها نقل الدواعش لأوروبا

ابتزاز ممنهج.. عقوبات صارمة على تركيا بعد إصرارها نقل الدواعش لأوروبا

بعد أسابيع من التهديد بنقل مقاتلي "داعش" الأجانب إلى بلدانهم الغربية، بدأت السلطات التركية ترحيل بعض العناصر اليوم، لكن ردود الفعل الأوروبية كشفت عما هو أخطر من الإصرار على الترحيل، حيث تشمل التهديدات التركية عملية ابتزاز ممنهجة لأوروبا من خلال ورقة اللاجئين والمقاتلين الأجانب، وهو ما دفع بعض المسؤولين الأوروبيين إلى تحديد عقوبات صارمة لفرضها على أنقرة.

وتستغل تركيا إثارة مسألة احتجاز المقاتلين الدواعش حاليًا من أجل ادعاء التزامها بمحاربة التنظيم، بعد أنَّ كشفت عملية مقتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في منطقة تسيطر عليها تركيا والقوات المدعومة منها في سوريا، عن علاقتها بدعم قيادة التنظيم، بحسب مراقبين.

ورحلت تركيا عنصرًا أمريكيًا من تنظيم "داعش"، كما قررت إبعاد 7 آخرين من "أصل ألماني" يوم الخميس المقبل، إضافة إلى الشروع بترحيل 11 فرنسيًا، وفق ما أفاد به متحدث باسم وزارة الداخلية التركية اليوم.

وكان وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، قال في وقت سابق، إنَّ أنقرة سترسل "الإرهابيين" إلى بلدانهم، مهددًا بأنَّ بلاده سترحل الدواعش حتى اذا اسقطت بلدانهم جنسياتهم. وأعلنت تركيا أنَّ نحو 1200 عنصر من داعش هم الآن في السجون التركية.

وطالب وزير الداخلية النمساوي السابق، هيربرت كيكل، بفرض إجراءات صارمة ضد تركيا، ردًا على تهديد حكومة حزب العدالة والتنمية أوروبا باللاجئين، وتهديدها بإعادة سجناء تنظيم "داعش" الأجانب إليها.

وقال "كيكل"، إنَّ"النظام في أنقرة يختبر صبر أوروبا كل يوم"، مستنكرًا في الوقت ذاته الصمت الأوروبي حيال ما تفعله تركيا، وفق وكالة الأنباء النمساوية.

وتابع الوزير النمساوي: "تركيا تريد إعادة إرهابيي داعش إلينا؟ حسنًا، علينا إعادة السجناء والمجرمين الأتراك الموجودين في سجوننا إلى أنقرة، وهذه ستكون البداية".

وطالب الوزير النمساوي بلاده بوقف الدعم المالي للمؤسسات الثقافية التركية في النمسا ووقف المساعدات الثقافية والتعليمية حتى إشعار آخر، ووقف منح الجنسية النمساوية للأتراك، داعيًا أوروبا إلى وقف المساعدات المالية لأنقرة في إطار اتفاق اللاجئين المبرم عام 2016، وتعليق الامتيازات التي يتمتع بها الأتراك في أوروبا.

‏ورغم تعمد السلطات التركية تسهيل مرور الدواعش وتساهلها في متابعة البلاغات حول المشتبه بهم وإطلاق سراح معظم المشتبه بهم سريعًا دون محاكمة، فإن تركيا مع اطلاقها الهجوم العدواني على سوريا أو ما تسميه عملية "نبع السلام" نشرت العديد من الأنباء حول حملات للشرطة وقوات الدرك لملاحقة المنتمين إلى "داعش" في البلاد.

وترى العديد من التقارير الغربية أنَّ تلك الأنباء كثيرًَا ما تنتشر بالتزامن مع الزيارات المهمة التي يقوم بها رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في الخارج لتحسين صورته وإظهار ما يزعمه حول التزام بلاده بمكافحة "داعش".

وحسبما كشف تحقيق استقصائي لموقع "نورديك مونيتور" السويدي، الذي أكّد أن تركيا أفرجت عن المئات من الدواعش المحتجزين وسمحت لهم بالتجول في العالم أو العودة لبلدانهم الأصلية دون محاكمة، وذلك بعدما حلل الموقع الإحصائيات الرسمية الصادرة عن السلطات التركية حول أعداد المعتقلين من "داعش"، حيث انخفض العدد من آلاف الدواعش إلى بعضة مئات قبل أن تبدأ تركيا بالفعل عملية ترحيلهم اليوم.

وكشف تحقيق دنماركي، أنَّ الإرهابي باسل حسن المتورط في تفجير الطائرة الروسية فوق شبه جزيرة سيناء سبق اعتقاله في تركيا، وأفرج عنه سريعًا ضمن صفقة لتبادل الأسرى مع تنظيم "داعش" بعد واقعة أخذ رهائن من الدبلوماسيين الأتراك من القنصلية التركية في الموصل عام 2014، وهو ما يضع علامات استفهام حول غرض الإفراج عنه، وخاصة بعد الكشف عن عملية أخرى حاول القيام بها ضد طائرة إماراتية في أستراليا باستخدام عبوة ناسفة من مكونات تركية الصنع.


مواضيع متعلقة