المشهد يتكرر بعد 20 عاما.. عودة شبح "نقل المسرح والسيرك"

كتب: ضحى محمد

المشهد يتكرر بعد 20 عاما.. عودة شبح "نقل المسرح والسيرك"

المشهد يتكرر بعد 20 عاما.. عودة شبح "نقل المسرح والسيرك"

منذ أكثر من 20 عاماً، شاعت فى الوسط الفنى أنباء عن نقل السيرك القومى إلى مدينة 6 أكتوبر، حتى يتم بناء مشروع سكنى مكانه، وشملت الأنباء أن من وراء ذلك نجلى الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ووقتها خرج الفنان عبدالله مراد أحد مؤسسى السيرك القومى ومديره الأسبق عن صمته، وتحدث فى برامج تليفزيونية للدفاع عن بقاء السيرك القومى كأحد المبانى الأثرية فى موقعه الحالى، معلناً اعتصام أبناء السيرك داخله، حتى يتم حل المشكلة، ما دفع وزير الثقافة إلى التصريح بنفى أنباء نقل السيرك.

مؤخراً تجددت الأنباء، عبر حملة لنائبة برلمانية عن دائرة إمبابة، بإثارة نقل السيرك القومى ومسرح البالون إلى أرض مطار إمبابة وإنشاء قاعات للثقافة الجماهيرية ومسرح الطفل مكانهما، وعن هذه المحاولة الجديدة، يقول مدير عام السيرك القومى الأسبق: «الأمر لن يقتصر على ما تقترحه النائبة من إنشاءات ثقافية بل يتعداها إلى مشاريع استثمارية، ونحن ضد هذا الأمر، فيجب على الجميع أن يعلم ما يقوم به السيرك القومى والفرق الفنية لمسرح البالون من خدمات فنية ثقافية تربوية وتعليمية هادفة، الأمر الذى يتعارض مع ما تقدمت به النائبة من تطوير جديد لخدمات موجودة بالفعل، الذى لا يستدعى المزيد من الأعباء المالية على الدولة».

"مراد": زيارة الزعيم جمال عبدالناصر إلى سوتشى الروسية وراء إنشاء السيرك

«مراد» يؤكد لـ«الوطن» أن كل الفرق الموجودة حالياً تعُتبر رموزاً للفن المصرى بمختلف أنواعه، وتعمل على إثراء الحياة الثقافية والفنية، من خلال فن هادف وراق، منخفض التكاليف، بما يسمح بالارتقاء بالمستوى الفنى والثقافى والعلمى للمشاهدين من مختلف الفئات، ويوضح «مراد» أن «استمرار وجود مسرح البالون بفرقه الفنية المتعددة والسيرك القومى بقوامه الحالى فى موقعهم أفضل كثيراً لكل المستفيدين من وجودهم، بجانب العاملين فى تلك الفرق ولا تنازل عن موقفنا من تمسكنا بعدم هدم المبنيين».

من مسرح البالون تخرج "الحجار والحلو وصالح" بفرقة أنغام الشباب

ويشرح نشأة مسرح البالون قائلاً: «اعتمد فى بداية نشأته على الفرقة الغنائية الاستعراضية، التى تم اختيار عناصرها من خلال اختبارات فنية فى مجالات الفنون الشعبية والموسيقى والتمثيل، والتى تمت بمقر مركز شباب الجزيرة، وساهمت تلك العناصر فى إخراج أول العروض الفنية على مسرح البالون، بعد استيراد وتركيب هيكل المسرح وتجهيزاته الفنية بمدينة الإسكندرية من إيطاليا فى أوائل الستينات من القرن العشرين، انتقل بعد ذلك إلى موقعه الحالى على شاطئ النيل بالعجوزة، حيث تم استقراره ولم يتحرك حتى اليوم، واستطرد: «فى هذا الموقع تم استيعاب أكبر الفرق الفنية الاستعراضية، مثل فرقة رضا، والفرقة القومية للفنون الشعبية، والفرقة الغنائية الاستعراضية، كقوام أساسى للمسرح، يتبادلون تقديم عروضهم الفنية عليه طوال العام، ومنذ السبعينات زادت الفرق الفنية بتخصصات مختلفة، فظهرت فرقة (أنغام الشباب) التى كانت تديرها منار أبوهيف، وتخرج منها عدد من المطربين، منهم على الحجار ومحمد الحلو ومدحت صالح وعدد آخر من المطربين، وفرقة الموسيقى الشعبية، وفرقة تحت 18عاماً، وفرقة مسرح الغد، وتبادلت تلك الفرق تقديم عروضها الفنية على خشبة مسرح البالون وقاعة مسرح الغد، للكبار والشباب والنشء الجديد من الصبية والأطفال وبعض العروض المستمدة من المناهج الدراسية لمختلف المراحل الإعدادية والثانوية، بجانب اكتشاف المواهب من النشء الجديد مُحبى الفنون الشعبية الاستعراضية والموسيقية وفنون التمثيل، فضلاً عن انتشار فرق الفنون الشعبية فى جولات فنية بالعديد من دول العالم لتقديم التراث الفنى المصرى ونشره».

أما عن نشأة السيرك القومى، فيقول «مراد»: «بدأت الدولة فى رعاية فنون السيرك فى أوائل الستينات، وبالتحديد بعد زيارة الزعيم جمال عبدالناصر مدينة سوتشى الروسية، ودعوته لحضور عروض السيرك هناك، وقرر وقتها الارتقاء بفن السيرك المصرى، فأسند للدكتور ثروت عكاشة المهمة بجانب رعايته باقى الفنون والارتقاء بها، وبعد ثورة 23 يوليو قرر عبدالناصر أن ينشئ سيركاً قومياً يكون مقره حى العجوزة ويطل على نهر النيل، كما استقدم خبراء من الخارج للاستفادة من تجربتهم فى مجال السيرك، وفى 10 أبريل 1962 كانت بداية التدريبات داخل قصر عابدين بموافقة وتوجيهات الرئيس، واستمر تجهيز الفقرات الفنية الجديدة لافتتاح السيرك، الذى تم عقب تجهيز خيمة العرض وتركيبها بملحقاتها من أماكن خلع الملابس ودورات المياه للجمهور والفنانين والعيادة الصحية إلى جانب أماكن إيواء الحيوانات المفترسة والأليفة والأفيال».

وأكمل قائلاً: «تم الافتتاح الرسمى يوم 13 يناير 1966، وذلك فى موقعه الحالى إلى جوار مسرح البالون ومسرح السامر التابع للثقافة الجماهيرية، حيث شكلوا تلك المنظومة الثقافية الفنية المتنوعة لخدمة الجماهير العريضة من الشعب المصرى بتكاليف تتحملها الأسرة المصرية البسيطة فى مواجهة قاعات الأوبرا المصرية بالجزيرة، التى تخدم الطبقة الميسورة القادرة على تكاليف عروض الأوبرا الكلاسيكية المتنوعة، حيث استطاعت تلك الكيانات أن تحصد عدداً كبيراً من الجوائز، كما حضر عروضها كبار رؤساء الدول برفقة الرئيس جمال عبدالناصر، ولسنوات ظل السيرك القومى المصرى رائداً بين الدول العربية وكانت الدول العربية تتلهف على جولاته بينها، حيث رصدت إحدى الجهات الرسمية عدد الزائرين للسيرك القومى بعد عامين فقط من افتتاحه، فاتضح أنه وصل إلى مليون زائر.


مواضيع متعلقة