غدا.. اليونسكو تحيي اليوم العالمي للتوعية بأمواج تسونامي

كتب: (أ.ش.أ)

غدا.. اليونسكو تحيي اليوم العالمي للتوعية بأمواج تسونامي

غدا.. اليونسكو تحيي اليوم العالمي للتوعية بأمواج تسونامي

تحيي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، غدا الثلاثاء، اليوم العالمي للتوعية بأمواج تسونامي 2019 تحت شعار "أهمية الهدف د من حملة سينداي السبعة"، حيث أنها تركز على الحد من أضرار الكوارث التي تلحق بالبنية التحتية الحيوية وتعطيل الخدمات الأساسية.

وبحلول عام 2030، سيعيش ما يقدر بنحو 50% من سكان العالم في المناطق الساحلية المعرضة للفيضانات والعواصف وموجات التسونامي، ويعد الاستثمار في البنية التحتية المرنة وأنظمة الإنذار المبكر والتعليم أمرا مهما لإنقاذ الناس وحماية أصولهم من مخاطر تسونامي في المستقبل.

ففي السنوات الـ100 الماضية، أدى حدوث 58 كارثة للتسونامي إلى وفاة أكثر من 260 ألف شخص، أو ما معدله 4600 شخص لكل كارثة، وهذا يتجاوز المخاطر الطبيعية الأخرى. وأدى التسونامي في المحيط الهندي في ديسمبر 2004 إلى أكبر عدد من الوفيات في تلك الفترة، وتسبب فيما يقدر بـ227 ألف حالة وفاة في 14 بلدا، حيث كانت إندونيسيا وسريلانكا والهند وتايلاند الأكثر تضررا.

 

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت في ديسمبر 2015، القرار 203/70، باعتبار يوم 5 نوفمبر اليوم العالمي للتوعية بأمواج تسونامي من أجل رفع مستوى الوعى بأمواج التسونامي وتبادل الطرق المبتكرة للتقليل من المخاطرة. ويعتبر اليوم العالمي للتوعية بأمواج التسونامي من بنات أفكار اليابان، التي لديها تجربة مريرة تتكرر على مر السنين، وخبرات كبيرة متراكمة في مجالات مثل الإنذار المبكر بأمواج تسونامي، والعمل العام وإعادة البناء بشكل أفضل بعد وقوع الكارثة للحد من التأثيرات المستقبلية.  وأشار أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، في رسالة له، إلي أن هذا العام يصادف الذكرى السنوية الـ15 لفجيعة أمواج تسونامي المحيط الهندي، التي راح ضحيتها 230 ألف شخص في 14 بلدا

وقد شهدنا منذ ذلك الحين تحسنا كبيرا في نظم الإنذار المبكر، ليس للمحيط الهادئ فحسب، ولكن أيضا للمحيط الهندي والبحر الكاريبي وشمال شرق المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط ومناطق أخرى. وأضاف جوتيريش "إلا أن الخسائر الاقتصادية المتزايدة على مدار الـ20 عاماً الماضية توضح أننا لم نقف بعد بشكل كامل على أهمية البنية التحتية الحيوية المقاومة للكوارث، فذلك أمر ضروري لتجنب تعطل الخدمات العامة المهمة الذي يمكن أن يحدث أثناء أمواج تسونامي والزلازل والنوازل الجوية"، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء "الشرق الأوسط". 

ومازالت المخاطر هائلة، فهناك ما يقدر بـ680 مليون شخص يعيشون في مناطق ساحلية منخفضة؛ وقد يتجاوز هذا العدد المليار بحلول عام 2050.. وفي الوقت نفسه، فإن ارتفاع مستويات سطح البحر الناجم عن حالة الطوارئ المناخية قد يزيد من استفحال القوة المدمرة لأمواج تسونامي، وسيكون الحد من المخاطر حاسما في جهودنا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. 

ودعا جوتيريش، في اليوم العالمي للتوعية بأمواج تسونامي، أشجع الحكومات والسلطات المحلية وصناعة البناء إلى السعي لتحقيق التنمية الواعية بالمخاطر والاستثمار في بناء القدرة على الصمود. وتٌعرف تسونامي بأنها عبارة عن سلسلة من الموجات الضخمة التي أنشأتها اضطرابات تحت الماء، ولها عادة علاقة مع الزلازل التي تحدث في الأسفل أو بالقرب من المحيط. ويمكن أن تتسبب ثوران البراكين والانهيارات الأرضية الغواصة وتساقط الصخور الساحلية أيضا في تولد تسونامي، كما يمكن لكويكب كبير أن يؤثر على المحيط، حيث تنشأ الموجات نتيجة الحركة العمودية في قاع البحر، والتي تتسبب في نزوح الكتلة المائية.. وتظهر موجات تسونامي في كثير من الأحيان كجدران من الماء ويمكن أن تهاجم الشاطئ وتصبح خطرة لعدة ساعات مع قدوم موجات كل 5 إلى 60 دقيقة.

وقد لا تكون الموجة الأولى هي الأكبر، ولكن غالبا ما تكون الموجة الثانية أو الثالثة أو الرابعة أو حتى الموجات اللاحقة هي الأكبر، وبعد أن تفيض موجة واحدة أو تفيض في المناطق البرية، تأخذ في التراجع باتجاه البحر في كثير من الأحيان بقدر ما يمكن للشخص أن يرى ذلك وبالتالي يصبح قاع البحر معرض للخطر أو مكشوفا. وبعد ذلك تندفع الموجة المقبلة إلى الشاطئ خلال دقائق وتحمل في طياتها الكثير من الحطام العائمة التي دمرتها موجات سابقة.. فعلى الرغم من قوة موجة التسونامي التي تسير بسرعة كبيرة تصل إلي قرابة 640-960 كم/ساعة؛ يمنح الأشخاص بعض الوقت للاستجابة والاستعداد إذا قدمت تحذيرات كافية وفورية للحدث الذي يولد التسونامي. ويعتمد هذا بوضوحٍ على مدى خروج الناس من مركز الزلزال إضافة إلى أجهزة مراقبة زلزالية تنشر في الأرض؛ والتي تتألف من عوامات في المحيط تكشف التغيرات في الضغط الناتج عن حركة كمية كبيرة من الماء، وتستخدم هذه الأجهزة للكشف عن وجود التسونامي وتتبع اتجاه حركتها وسرعتها. 

ولا يقتصر الأمر على القدرة على التنبؤ بكيفية تأثير التسونامي؛ إذ لا يقل التأهب في وقت السلم أهمية عن ذلك ومن الضروري وجود إجراءات مناسبة للتقييم السريع لخطر حدوث التسونامي وإصدار تحذيرات فعالة وواضحة والتأكد من أن السكان الذين يعيشون في المناطق المعرضة لخطر كبير من جراء التسونامي هم مدربون ومدركون لكل من المخاطر والإجراءات المناسبة التي ينبغي اتخاذها في حال حدوثها وفي هذا السياق، فقد نموذج المكتب الأسترالي للأرصاد الجوية قرابة ألفي تسونامي بهدف إنشاء مجموعة من السيناريوهات التي تصف تأثير موجات التسونامي المحتمل والناتجة عن زلازل مختلفة القوة والموقع، وقد أصبحت نتائج هذه السيناريوهات بمثابة دليل يمكن لمديري الطوارئ استخدامه عند التحضير لأحداث تسونامي وإصدار التحذيرات. 

وكذلك يجب أن نتذكر أنه على الرغم من توافر أفضل المعلومات واستراتيجيات الاستعداد الممكنة، ولكن لا يمكن التنبؤ بمفاجآت الطبيعة، ثم إنه تعتمد جميع أنظمة التحذير وإجراءات الإعداد على الكشف الدقيق والفعال عن الحدث المسبب للتسونامي؛ فإذا كانت التسونامي ناجمة عن سبب آخر غير الزلزال كانهيار أرضي تحت الماء؛ فمن المرجح ألا يكون هناك تحذير ما لم تكن هناك مجموعة مناسبة من عوامات كشف التسونامي في المنطقة المجاورة. 

وتعمل عدد من الوكالات الحكومية الأسترالية معا لدعم مركز الإنذار الأسترالي المشترك لتسونامي؛ إذ تشرف الوكالة الأسترالية للعلوم الجيولوجية على سلسلة من أجهزة رصد الزلازل في المحيط الهندي والهادي والمحيطات الجنوبية التي توفر معلومات شبه فورية عن أحداث الزلازل، ثم يراجع النظام الآلي الأحداث لتحديد احتمالية حدوث التسونامي، ويصدر خبير متخصص في علم الزلازل قرارا نهائيا ويرسل المعلومات إلى مكتب الأرصاد الجوية في غضون 15 دقيقة من وقوع الزلزال. ويدير مكتب الأرصاد الجوية مجموعة من أجهزة قياس مستوى سطح البحر وعوامات لكشف تسونامي المحيط، ويستخدم هذه المعلومات إلى جانب المعلومات الزلزالية من الوكالة الأسترالية للعلوم الجيولوجية بهدف تحديد السيناريو المناسب المحسوب مسبقا، وتقييم مخاطر التسونامي القصوى والشدة المحتملة، ثم يصدر التحذيرات المناسبة. 

وتستمر الوكالة الأسترالية للعلوم الجيولوجية في مراقبة الحدث لمعرفة ما إذا كان يتطور وفقاً للتنبؤ، وتحدَّث التحذيرات والنصائح حسب الضرورة، ثم أن تشارك الوكالة في الجهود الدولية لتوفير التحذير من التسونامي المحتمل في المحيط الهندي؛ إذ تقدم معلومات إلى نظام الإنذار من أجل تخفيف موجات التسونامي في المحيط الهندي، ثم تصبح السلطة الوطنية لكل بلد مسؤولة عن إصدار تحذيرات التسونامي لمواطنيها. وقد نجح باحثون من ألمانيا في إعادة تصور مسار كارثة تسونامي، التي وقعت في جزيرتي جاوة وسومطرة الإندونيسيتين قبل نحو 9 أشهر، بالتفصيل ووفقا للباحثين فإن موجة الفيضان التي تسببت في الكارثة وأودت بحياة نحو 430 شخصا وشردت عشرات الآلاف، لم تكن بسبب ثوران بركان أناك كراكاتوا أو بسبب أحد الزلازل، بل بسبب الانزلاق المفاجئ لجزء كبير من البركان في البحر.

 

وأعاد فريق الباحثين تحت إشراف توماس فالتر من مركز الأبحاث الجيولوجية بمدينة بوتسدام الألمانية تصور الأحداث التي سبقت الكارثة بشكل بطيء، ونشروا النتيجة التي توصلوا إليها في العدد الحالي من مجلة (نيتشر كوميونيكيشنز) المتخصصة. وأوصى الباحثون، في دراستهم، بألا تركز أجهزة الإنذار المبكر مستقبلا على رصد الزلازل فقط، بل تتعداها إلى البراكين الخطيرة القريبة من البحر أيضا، وتسببت الزلازل مع أمواج تسونامي في أغسطس وسبتمبر وديسمبر 2018 بإندونيسيا في مقتل أكثر من 3000 شخص وارتفع عدد ضحايا أمواج تسونامي التي ضربت جزيرتي جاوة وسومطرة الإندونيسيتين، إثر ثورة بركان أناك كراكاتوا في مضيق سوندا، إلى 373 شخصا.


مواضيع متعلقة