الفيوم: رحلة أسبوعية شاقة للحصول على "جلسات العلاج الإشعاعي والكيماوي"

كتب: ميشيل عبدالله

الفيوم: رحلة أسبوعية شاقة للحصول على "جلسات العلاج الإشعاعي والكيماوي"

الفيوم: رحلة أسبوعية شاقة للحصول على "جلسات العلاج الإشعاعي والكيماوي"

آلام المرض ليست وحدها كل ما يعانيه مرضى السرطان فى الفيوم، فالمحافظة ليس بها إلا مركز واحد متخصص فى علاج الأورام، ولا يعمل بكامل طاقته حالياً، ما يدفع كثيراً من المرضى وذويهم إلى الدخول فى رحلة عذاب أخرى، يضطرون خلالها لقطع مسافة تزيد على الـ100 كيلومتر إلى القاهرة، عدة مرات أسبوعياً، لتلقى جرعات العلاج المكثفة. من الكشف الدورى للتحاليل وجلسات العلاج الكيماوى أو الإشعاعى، تستمر معاناة المرضى وذويهم على طريق الفيوم - القاهرة الصحراوى، الوسيلة الوحيدة للوصول إلى العاصمة، وهى معاناة تتكرر عدة مرات أسبوعياً، وتزداد صعوبتها كلما تأخرت الحالة الصحية للمريض، التى تعنى مرات سفر أكثر إلى القاهرة لتلقى العلاج والمتابعة. منذ سنة تقريباً، عانى «م. م»، 76 عاماً، من آلام شديدة فى المثانة، قبل أن يشخصها طبيب المسالك البولية فى الفيوم باعتبارها التهاباً فى البروستاتا، وعلى مدار عام كامل حصل المريض على كمية كبيرة من الأدوية، دون أى تحسن، ما دفع الأسرة لاصطحابه إلى أحد المراكز الطبية فى القاهرة بحثاً عن علاج، وعندها اكتشف الأطباء إصابته بورم فى المثانة.

خطأ فى تشخيص طبيب وراء تأخر حالة "مسن" ووصوله للدرجة الثالثة

يقول المريض: «كانت صدمة بالنسبة لى، خاصة أن الحالة تأخرت كثيراً، بسبب خطأ تشخيص طبيب المسالك البولية للمرض باعتباره التهاباً فى البروستاتا، ما أدى لوصول الورم إلى الدرجة الثالثة، فأجريت فحوصاً طبية فى المستشفى الجامعى بالفيوم، ومنظاراً لسحب عينة من الورم، لتحديد طبيعته».

وأضاف: «أرسلنا عينة الورم إلى أحد معامل القاهرة لتحليلها، وجاءت النتيجة لتؤكد أنه ورم خبيث من الدرجة الثالثة، بدأت بعدها رحلة من جلسات العلاج بجرعات الكيماوى، وأنتظر حالياً نتيجة أشعة المسح الذرى، بعدما سافرت مع أسرتى إلى القاهرة لإجرائها فى أحد المعامل هناك، للتأكد من اكتمال الشفاء أو وجود ثانويات للورم فى أماكن أخرى».

"منى" تستأجر سيارة بألف جنيه لنقلها إلى «المعهد القومى» قبل تشغيل "الأورام الجديد"

أما «منى. م»، من قرية العجميين فى مركز أبشواى، فبدأت رحلة العلاج من سرطان الثدى فى المعهد القومى للأورام بالقاهرة، تقول: «تحملت الكثير من النفقات فى السفر بين الفيوم والقاهرة للحصول على جلسات العلاج، ففى كثير من الأحيان كنت أضطر لاستئجار سيارة خاصة بألف جنيه لمرافقتى فى الرحلة إلى معهد الأورام».

بالإضافة إلى تكاليف السفر للقاهرة، توضح «منى»: «كانت هناك مشقة السفر نفسها، فالعمل فى المعهد يبدأ فى الثامنة صباحاً، ما يستلزم أن نتحرك مبكراً إلى القاهرة»، مضيفة: «عندما علمنا ببدء إجراء جلسات العلاج الكيماوى فى مركز أورام الفيوم الجديد توجهت إليه، لتوفير مشقة السفر إلى القاهرة، والأعباء المالية الناتجة عنه».

وتقول «شادية. إ»، من قرية الإعلام فى مركز الفيوم: «أنهيت 6 جلسات علاج كيماوى بعد استئصال ورم فى الصدر، وحالياً أنتظر إجراء جلسات العلاج الإشعاعى، وأستكمل علاجى فى مركز أورام الفيوم، وإذا عمل بكامل قدرته سيكون الأفضل لنا، خاصة أنه قريب من محل إقامتى، ما يخفف عنا مشقة السفر وتكاليفه الباهظة».

تتواصل حالياً أعمال تطويره بما يسمح له بالتعامل مع جميع حالات الإصابة بالسرطان، وتجرى حالياً استعدادات لتركيب جهاز العلاج الإشعاعى فى المركز بتكلفة 36 مليون جنيه، بمساهمة من مؤسسة مصر الخير، حسبما يقول الدكتور صلاح أبوطالب، رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية لرعاية مرضى الأورام، وهى منظمة غير حكومية تستهدف علاج مرضى الأورام فى المحافظة.

ووضع حجر الأساس لمركز أورام الفيوم فى عام 2004، لكن التشغيل الفعلى بدأ فى فبراير 2017، حسبما يقول «أبوطالب»: «كانت البداية بتشغيل العيادات الخارجية، ثم وحدات التشخيص، وبعدها المعامل والأشعة، وصولاً إلى وحدتى العلاج الكيماوى والأشعة التداخلية، وحالياً نعمل على تجهيز وحدة العلاج الإشعاعى، التى ستكون الأولى من نوعها فى المحافظة، ما يوفر عناء السفر والتكاليف الباهظة للمصابين بالأورام من أبناء الفيوم، الذين يحصلون على جلسات الإشعاع فى القاهرة».

وأضاف: «نحاول تقديم خدمات لم تكن موجودة من قبل، ونركز على التشخيص والكشف المبكر للأورام، ونستهدف فى المرحلة الأولى تقديم الخدمة لمرضى الأورام من محافظتى الفيوم وبنى سويف، ووضعنا معايير لأداء الخدمة الطبية الراقية، والتواصل مع المريض وبحث احتياجاته، ونجحنا بمساعدة نواب البرلمان فى الحصول على قرارات علاج على نفقة الدولة لعدد من المرضى».


مواضيع متعلقة