قرية في الشرقية تعاني من انقطاع المياه.. ومسؤول: إنشاء محطة خلال عام
قرية في الشرقية تعاني من انقطاع المياه.. ومسؤول: إنشاء محطة خلال عام
أنفاس محبوسة وعيون تترقب ومسامع متلهفة لصوت قدوم مقطورات المياه التي يبعث ضجيجها الأمل في نفوس أُناس أصبحت المياه لديهم هدفا صعب المنال، وحلما يراودهم مع نفاد آخر قطرات مياه لديهم كل أسبوع، هذا هو حال أهالي قرية "التمارزة"، التابعة لمركز صان الحجر، التي تبعد نحو 4 كيلومترات عن المدينة، ومسافة تمتد لأكثر من 70 كيلومترا عن مدينة الزقازيق عاصمة المحافظة الشرقية.
عند الوصول للقرية مترامية الأطراف، المفتقرة لوسائل المواصلات عدا سيارات نصف نقل مكشوفة تتواجد على فترات متباعدة، ووسط أراضٍ ترابية وحارات ضيقة عدا طريق تناثرت المنازل المشيدة من طابق واحد أو طابقين يقطن بداخلها مئات الأسر التي تفتقد لأبسط الخدمات الأساسية التي تعد حقًا طبيعيًا ومكتبسًا، ولكن كتب عليهم الحرمان منها، حسب تأكيدات الأهالي.
"فور علمنا بقدوم مقطورة المياه، يخرج الأهالي من منازلهم، سواء رجال أو أطفال أو سيدات، ويتجمعون حولها، كلا منهم يتسابق للحصول على كمية من المياه، تكفي أدنى قدر من احتياجاته وأسرته"، بتلك الكلمات بدأت السيدة عواطف إبراهيم، 45 عاما، حديثها لـ"الوطن"، متابعة: "الحكومة ترسل لنا سيارة محملة بمقطورة مياه مرة كل أسبوع أو أسبوعين وكل أسرة تحاول تعبئة الخزان الخاص بها، وذلك بتكلفة تتراوح من 25 لـ 35 جنيه حسب سعة الخزان"، مشيرة إلى أن كل أسرة تضع خزان أمام منزلها، وعند تعبئته بالمياه ينقل أفراد الأسرة المياه داخل المنزل بواسطة جراكن أو سحبها بماتور إلى خزان آخر يوضع أعلى سطح المنزل.
واستكملت: "المياه ليست نقية، ولكننا نضطر لاستخدامها سواء للشرب أو الأعمال المنزلية كالطهي والنظافة وغيرها"، مردفة: "لا يوجد بديل عن مياه المقطورات سوى المياه المفلترة التي يتم بيعها بواسطة سيارات تأتي من مركز الحسينية كل ثلاثة أو أربعة أيام، ولكن ارتفع سعر الجركن من 2 جنيه لـ 4 و5 جنيهات، وذلك بعد ارتفاع الأسعار خلال الفترة الماضية، ما دفع الأهالي للإحجام عن شراء هذه المياه سوى القليل".
وأضافت السيدة الأربعينية أن السيدات يجتهدن على قدر المستطاع لجعل مياه المقطورات صالحة للاستخدام فمنهن من تغلي المياه أكثر من مرة، وأخريات اضطررن لتدبير مبلغ مالي من مصروفات المنزل، وشراء فلاتر مياه للحصول على كوب مياه نظيف قدر الإمكان".
والتقط حمادة محمد، 23 عاما، طالب بجامعة الزقازيق، وأحد الأهالي، طرف الحديث، قائلا: "المشكلة تعود إلى نحو 3 سنوات، حيث فوجئنا بانقطاع مياه الشرب نهائيا، على الرغم من تقدمنا بالعديد من الشكاوي للوحدة المحلية ورئاسة مركز ومدينة صان الحجر وفرع شركة مياه الشرب والصرف الصحي للمطالبة بإعادة ضخ المياه، اقتصر الأمر في كل مرة على مجرد وعود بتوصيل المياه دون أن يحدث شيء على أرض الواقع"، موضحا أنه جرى توصيل خط مياه للقرية منذ 6 سنوات، وفي بداية عمل الخط كان يجرى ضخ المياه إلى المنازل بانتظام ثم بدأت تضعف حتى انقطعت لفترات طويلة منذ 3 سنوات.
وقالت الحاجة "أم محمد"، من أهالي القرية: "إحنا هنا معدومين، والمياه ملوثة، وحتى المقطورات والخزانات غير آدمية، وهذا كله يؤدي لانتشار الأمراض"، متابعة: "لو حد تعب مش بنلاقي الحقنة ولازم نقطع مسافة حوالي 12 كيلو عشان نروح مستشفى الحسينية".
"أنا وزوجي بنشتغل ليل ونهار عشان نقدر نوفر مصاريف البيت بالعافية، وبدل ما نلاقي شوية المياه بنضطر نشتريهم، تقول "نجاة. أ"، عاملة زراعية باليومية، متابعة: "وعشان أعرف أقلل استخدامنا للمياه ونضطر نشترى كل اسبوعين بغسل الملابس والأواني في مياه الترعة المارة أمام القرية، وفي سيدات كتير بتعمل كدا".
وأشارت إلى أن مياه الترعة ملوثة حيث تلقى فيها جرارات الكسح مياه الصرف الصحي، كما يتم فيها إلقاء القمامة والمخلفات، موضحة أن قريتهم لا يوجد بها صرف صحي، وكذلك القرى والعزب المجاورة لها، ويتم التخلص من مياه الصرف بواسطة جرارات كسح تلقى مياه الصرف بمياه الترعة المخصصة في الأساس للري، لافتة إلى أن نفقات الكسح تضيف عبء جديد للأسرة حيث تبلغ تكلفة الكسح في المرة الواحدة نحو 20 أو 25 جنيه، ويتم الكسح 3 أو 4 مرات في الشهر الواحد .
من جانبه قال مصدر بمركز ومدينة الحسينية، رفض ذكر اسمه، أنه يجرى تزويد القرية والقرى الأخرى المحرومة من المياه بمقطورات مياه بشكل منتظم لإمدادهم بالاحتياجات اللازمة لهم، مضيفة أنه جارِ إنشاء محطة مياه للشرب "البكارشة"، وسيتم الانتهاء منها خلال عام، مشيرا إلى أن المحطة ستؤدي للقضاء على حل مشكلة ندرة المياه بنسبة كبيرة لمركزي الحسينية وصان الحجر.