حصة "الأخلاق" تنال إعجاب أولياء الأمور و"علم النفس": يجب تحويلها لحصة أساسية

كتب: منة عبده ويارا الأشرف

حصة "الأخلاق" تنال إعجاب أولياء الأمور و"علم النفس": يجب تحويلها لحصة أساسية

حصة "الأخلاق" تنال إعجاب أولياء الأمور و"علم النفس": يجب تحويلها لحصة أساسية

«حصة أخلاق».. فكرة جديدة من نوعها بين المدارس حالياً، إذ أقدمت على تدريسها مدرسة صفية زغلول للغات بمنطقة شبرا الخيمة، لطلاب مرحلة رياض الأطفال، والصفين الأول والثانى الابتدائى، وأكد عدد من أولياء الأمور بالمدرسة أنهم لا يعرفون عنها شيئاً، لكنها فكرة تسهم كثيراً فى تعديل سلوك أبنائهم، وأكدت أستاذة علم الاجتماع، تطبيقها من قبل فى المدارس، لكنها اندثرت بمرور الوقت، فى حين يرى أستاذ الطب النفسى عدم جدواها حين يتم تطبيقها بشكل غير صحيح.

«بنتى ما قالتليش حاجة عن حصة الأخلاق، بس الفكرة حلوة وبنتمنى إنها تستمر».. بهذه الكلمات بدأت مارينا جرجس، ولى أمر لطالبتين، إحداهما فى الصف الرابع الابتدائى، والأخرى بمرحلة «الكى جى»، وإحدى سكان منطقة بهتيم، حديثها عن حصة الأخلاق التى من المفترض أنه تم تدريسها لطلاب رياض الأطفال، تقول: «معظم الحصص المدرسين بيكونوا مش موجودين، فيا ريت الحصة دى تكون بديلة للحصص الاحتياطى، على الأقل الأولاد يستفيدوا»، وأنهت حديثها، قائلة: «يا ريت تتعمم على جميع المراحل فى المدرسة، لأن كل الطلاب محتاجينها».

وتقول منى حسنين، ولى أمر لطالب بالصف الثانى الابتدائى، تقطن بمنطقة مساكن إسكو، إنها قرأت خبراً على الصفحة الخاصة للمدرسة على فيس بوك، بأنها قامت بتدريس حصة عن «الأخلاق» داخل فصول رياض الأطفال، والصفين الأول والثانى الابتدائى، ما نال إعجابها، وقالت: «الفكرة جديدة ومختلفة، وإحنا كأولياء أمور محتاجين لولادنا الحصة دى، لأنها هتساعد كتير فى تعديل سلوكياتهم»، وأضافت أن هذه الحصة أهميتها من أهمية مادة الدين، فكلاهما يعدلان فى السلوك: «الحصة هتعرّف الطالب إيه السلوك الصح اللى المفروض يتبع، وإيه لأ، لأن الأطفال دلوقتى بيقلدوا أى حاجة وده غلط».

والدة طالبة: يمكن أن تكون بديلاً للحصص الاحتياطى

وتقول هناء محمد، ولى أمر لطالب بالصف الأول الابتدائى، وطالب بالصف الخامس الابتدائى، وإحدى سكان منطقة بهتيم: «يمكن الحصة دى حصلت مرة واحدة، والطلاب كانوا فاكرين إنها حصة احتياطى، عشان كده ما قالوش عنها حاجة»، مضيفاً أنها تتمنى أن تستمر هذه الحصة ولكن على جميع المراحل الدراسية، وليس على صغار السن منهم فقط: «معرفة الأخلاق للأطفال الصغيرين حاجة مهمة، لأنها بتكوّن شخصيتهم»، وأشارت «هناء» إلى ضرورة وجود كتاب خاص بها وجعلها مادة ضمن المنهج المقرر، لكى تؤخذ على محمل الجدية بين الطلاب.

ويقول سعيد ندا، مدير إدارة شرق شبرا التعليمية، إن حصة الأخلاق هى فكرة مطروحة من قبل إدارة شرق، ومدرسة صفية زغلول للغات، هى أول مدرسة قامت بتنفيذ الفكرة، مشيراً إلى أهمية تلك الحصة فى تربية أخلاق الطلاب داخل المدارس وتعديل سلوكهم، مضيفا أن الوزارة دورها الأساسى هو التربية قبل التعليم، وأشار «ندا» إلى أهمية تعميم الفكرة داخل المدارس على مستوى الجمهورية: «الحصة دى مهمة، وبنتمنى وجودها داخل الجدول الدراسى لطلاب جميع المراحل التعليمية على مستوى الجمهورية».

وأكدت أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، سهير صفوت، على كونها فكرة لم تكن فريدة من نوعها، إذ تم تطبيقها فى وزارة التربية والتعليم من قبل، لكنها اندثرت داخل المدارس بمرور الوقت، مضيفة أنها تشجع إحياء الفكرة مرة ثانية داخل المدارس على مستوى الجمهورية، لأنها ستساعد كثيراً فى تعديل سلوك الطلاب بمختلف الفئات العمرية، وأضافت أن الأطفال فى حاجة إلى تعديل السلوك، ولكن ليس عن طريق السمع فقط، بل عن طريق المشاهدة والاستشهاد بمواقف وعبر مختلفة، على حد قولها: «لازم الحصة ما تكونش كلها كلام بس، لازم يتم عرض مواقف وقصص بتمثل أهمية الأخلاق فى الحياة والتعامل مع الناس»، وأوضحت أهمية جعلها حصة أساسية داخل الجدول اليومى بالمدرسة كغيرها من المواد، لكى تؤخذ على محمل الجد: «العلم بدون الأخلاق لا قيمة له، فكلاهما وجهان لعملة واحدة، يجب توافرهما معاً لنجاح العملية التعليمية».

أستاذ اجتماع: الأطفال بحاجة لتعديل السلوك.. والعلم بدون أخلاق بلا قيمة 

ويقول جمال فرويز، أستاذ الطب النفسى، إنه يرى أنه لا جدوى لوجود حصة «أخلاق» داخل المدارس، لأنها لا تساعد على تعديل السلوك بشكل كبير، كما يعتقد البعض، لاعتمادها فقط على حديث المدرس والطالب سوف يكون متلقى رسالة فقط، دون استخدامها لكى يعدل من سلوكه المعتاد.


مواضيع متعلقة