"أزق الغردقة" قبلة السائحين.. من تصنيع فلوكة إلى مراكب سياحة

"أزق الغردقة" قبلة السائحين.. من تصنيع فلوكة إلى مراكب سياحة
يتوافد مئات السائحين يوميا من مختلف الجنسيات الأجنبية على "أزق الغردقة" والذي يقع على أحد الشواطئ بجوار ميناء الغردقة البحري، ويرجع إنشاؤه إلى منتصف القرن الماضي.
أصبح "أزق الغردقة" مزارا سياحيا شهيرا يتوافد عليه المئات من السائحين الأجانب يوميا، وذلك ضمن جولة السيتي تور التي تنفذها شركات السياحة والتي تشمل مسجد الميناء الكبير بالغردقة وكنيسة الأنبا شنودة وسوق الدهار وعدة أماكن سياحية وأثرية مختلفة.
يحرص العديد من السائحين على التقاط الصور التذكارية داخل الأزق بجانب السفن السياحية والتي يتم تصليحها وأيضا السفن الجديدة التى يتم بناؤها بواسطة النجارين المتخصصين من محافظة البحر الأحمر.
يرجع تاريخ "أزق الغردقة" إلى منتصف القرن الماضي وكانت تشرف عليه شركة "سرباكس" نسبة إلى مؤسس الشركة سرباكس، وهو يوناني الجنسية، وذلك حتى قام الرئيس جمال عبدالناصر بتأميمها وأصبحت شركة مصايد الجنوب هي التي تشرف عليه والتي تغيرت إلى هيئة الثروة السمكية حتى وقتنا هذا.
وأشار بشار أبو طالب نقيب المرشدين السياحين بالبحر الأحمر، إلى أن الأزق يأتي ضمن البرنامج الأساسي للشركات السياحية لرحلات السيتي تورز، وذلك لما يمثله من أهمية تاريخية في نشأة الغردقة قديما قبل بداية السياحة، موضحا أن السائحين من مختلف الجنسيات الأجنبية يلتقطون الصور التذكارية لهم من داخل الأزق والذي يحوز إعجابهم.
ويقول الريس عبدالحي، من أهالي مدينة الغردقة وعمل بأزق الغردقة في أواخر الستينيات من القرن الماضي، إن صناعة مراكب الصيد والسياحة هي من أهم الصناعات في الغردقة وسفاجا، وتمثل علامة في تاريخ بالبحر الأحمر، والتي بدأت من الفلوكة إلى مراكب الصيد ثم مراكب السياحة بمختلف الأحجام، بدءا من 12 مترا طولا إلى 32 مترا، وذلك بعد الانفتاح السياحي بالغردقة منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي، حيث تغيرت صناعة السفن رأسا على عقب فبعد أن كانت تصنع الفلوكة، ومراكب الصيد فقط، نظرا لاعتماد المحافظة على الصيد تطورت بتطور العملية السياحية.
وأكد القبطان حسن الطيب أنه امتلك أول اللنشات السياحية بالغردقة وأن صناعة السفن هي إحدى دعامات الاقتصاد العالمي، مطالبا بزيادة الاستثمار في ذلك المجال، مضيفا أنه بسبب التطور الكبير الذي حدث في البحر الأحمر خلال السنوات الأخيرة، كان أمرا حتميا نتيجة لهذا التغيير الكبير أن تنتقل صناعة السفن من صناعة الفلوكة إلى مركب الصيد إلى مراكب النقل والسياحة مرورا بصناعة السفن الخاصة.
وأشار حمدي غريب، أحد النجارين المتخصصين في صناعة السفن، إلى أنه يتم تصنيع المراكب من عدة أشجار منها الكافور والسنط واللبخ والتوت، والتي يتم شراؤها من محافظات الوجه البحرى، مشيرا إلى أنه يفضل الأشجار القديمة التي يزيد عمرها على مائة عام.
وقال صلاح الرشندى مؤرخ مدينة الغردقة، إن البحر الأحمر تمتلك ورشتين لبناء السفن إحداهما بمدينة الغردقة والأخرى بمدينة سفاجا هما الموقعان اللذان يقعان فيه صناعة المراكب والسفن بمختلف أنواعها، مشيرا إلى أنهما يوجدان بالقرب من البحر لسهولة إنزال السفينة إلى البحر حيث تقع ورشة سفاجا بجوار ميناء سفاجا البحري، بينما تقع ورشة الغردقة بجوار ميناء الغردقة البحرى، بمنطقة السقالة ويحتوى بداخلهما على أعداد كبيرة من اللنشات تحت الإنشاء، بالإضافة إلى صيانة وإصلاح وتأهيل المراكب لتمكينها بمزاولة النشاط في شروط السلامة للإبحار.