صديق الطبيب شهيد الواجب يروي لحظاته الأخيرة: نقص الأكسجين بالمخ السبب

12:45 م | الثلاثاء 29 أكتوبر 2019

"صدفة" دفعته للمرور على مستشفى بركة السبع، لقضاء بعض الوقت في مكان عمله القديم الذي تركه قبل شهرين للترقية، جعلت محمد سالم أخصائي عناية القلب، حاضرا في اللحظات الأخيرة قبل سقوط صديقه أحمد برج، طبيب التخدير، في مستشفى بركة السبع بالمنوفية، أثناء تأدية عمله في يوم غير أيام عمله الأساسية.

"بقالنا 6 سنين مع بعض في المستشفى، رحت يوم الثلاثاء عشان أشوف أصحابي وكان أحمد بالصدفة هناك لأن نبطشيته الأساسية يوم الأحد، لكن حصل ظروف عنده ولغاها وكان موجود في الوقت ده، بعد ما شربنا النسكافيه سوا نزل العمليات عشان يخدر حالتين". قال سالم لـ"الوطن"، متابعا أنّه علم بوجود صديقه في المستشفى التي جمعتهما لأعوام ليقضي النبطشية بدءً من ليل الاثنين واتفقا على اللقاء يوم الثلاثاء.

يتابع سالم أنّه بعد وقت قليل من نزول صديقه لقسم العمليات سمع صراخا عاليا، تحرك فوجد صديقه مغشيا عليه: "خدر حالة وقال هدخل الحمام وأرجع على ما العملية تخلص وافوقها، بس مرجعش والدكاترة والتمريض لما لقوه اتأخر دوروا عليه ولقوه في الآخر في الحمام مغمى عليه ونادوني".

يقول سالم إنّه فحص صديقه ووجد أنّ القلب توقف عن العمل، فصعد به إلى عناية القلب حيث أجهزة الإنعاش ووضعه على جهاز التنفس الصناعي لحين الانتهاء من الإجراءات التشخيصية، لمعرفة الوقت الذي ظل القلب موقفا فيه عن العمل: "لو القلب وقف أكتر من 5 دقايق يبقى كده خلاص".

مستشفى خاص آخر نقل إليه الطبيب الثلاثيني ابن محافظة الغربية، حيث إجراء أشعة مقطعية وسحب عينات لإرسالها إلى مركز السموم الوحيد بالمنوفية في مستشفى الجامعة وجاءت النتائج سلبية، ليصبح التشخيص هو نقص وصول الأكسجين إلى المخ ما يعني ضمور في المخ، وفقا لرواية طبيب القلب، الذي ظل مرافقا لـ أحمد برج حتى بعد نقله إلى معهد ناصر بالقاهرة وفقا لطلب من وزيرة الصحة، وبدأ هو وأصدقاؤه التواصل مع أطباء يعرفونهم بالمهارة، إلا أنّ الوفاة كانت النتيجة الحتمية بعد أن أجمع الأطباء على حدوث جروح في المخ نتيجة نقص الأكسجين.

ويختتم محمد سالم حديثه بصوت عجز عن التماسك: "صاحبي وروحت أقعد معاه شوية عشان واحشني، وفي ثانية يحصل كل ده، هو كان لسا معايا بيكلمني وبنضحك، ربنا يرحم الحبوب اللي عمره ما قال لحد كلمة وحشة ولسانه ما يعرفش يقول كلمة غلط".