حكم تشغيل القرآن من المذياع وعدم الاستماع إليه

حكم تشغيل القرآن من المذياع وعدم الاستماع إليه
- القران
- القران الكريم
- اذاعة القران الكريم
- تشغيل القران وعدم الإنصات
- القران
- القران الكريم
- اذاعة القران الكريم
- تشغيل القران وعدم الإنصات
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا جاء فيه: "نجد بعض أصحاب المحلات التجارية يقومون بفتح المذياع على إذاعة القران الكريم لساعات طويلة طوال النهار، بل وحتى بعد غلق محلاتهم يتركون المذياع مفتوحا طوال الليل، وغالبا ما يكون الصوت مرتفعا مما يسبب الضرر والأذى لجيرانهم، مع العلم أنهم أثناء ذلك يكونون في لهو ولعب وفرح ولا يستمعون إلى ما قاموا بفتحه وتشغيله، سواء للقران أو غيره، بالإضافة أننا لا نعرف لهم صلاة ولا صلاحا.
وطلب السائل:
أولا: حكم الإسلام في عملهم هذا أو ما يسببه ذلك من أذى وضرر لمن يجاورهم.
ثانيا: ما حكم الإسلام فيمن يشغل المذياع أو المسجل على القرآن الكريم ولا ينصت ولا يستمع إليه، بل ينشغل بالحديث هنا وهناك وخاصة حديثه بحكم العمل من بيع وشراء؟
وأجاب عن السؤال الدكتور نصر فريد واصل، عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق: "إن القرآن الكريم كلام الله وهو الحق المبين، ولا يحيط بما فيه إلا الله، ولا يمكن لمخلوق أن يحيط ببعض ما فيه ولا يدرك دقائق معاينه، لكن الله أكرم الإنسان بأن خاطبه بكلامه تعالى وبلسان بني آدم؛ لكي يعلمه أصول الحقائق ويفتح أمام عقله آفاق التفكير والنظر؛ والله يقول عن كتابه: ﴿ولقد يسرنا القران للذكر فهل من مدكر﴾، وأرشد المولى عز وجل الإنسان بأن يتدبر آيات كتابه؛ قال تعالى: ﴿كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر أولو الألباب﴾، وكما أرشد الله تعالى بتدبر آيات كتابه ذكر تعالى أن القرآن: ﴿بصائر للناس وهدى ورحمة﴾، وقد أمر الله تعالى بالإنصات عند تلاوته؛ إعظاما له واحتراما، قال تعالى: ﴿وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون﴾.
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: ﴿وإذا قرئ القران فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون﴾، يعنى: في الصلاة المفروضة، وكذا قال سفيان الثوري. "تفسير ابن كثير".
وأضاف، من آداب الاستماع للقران: الإنصات إلى الآيات التي تتلى، وفهم معانيها، والتأثر أيضا من آيات الزجر، والانشراح لآيات الرحمة وما ينتظر المؤمن من ثواب عظيم أعده الله للمتقين من عباده؛ وذلك امتثالا لقوله تعالى: ﴿وإذا قرئ القران فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون﴾.
والواجب أن يلتزم السامعون للقرآن -الذي يتلى عليهم في المذياع أو من أحد القارئين- هذه الآداب وألا يشغلوا أنفسهم بأحاديث تبعدهم عن الإنصات للقرآن وفهم معانيه.
وتابع: بناء على ما سبق وفي واقعة السؤال: فإن القرآن الكريم ليس في قراءته وسماعه ضرر، بل هو نور وهداية ورحمة لجميع الخلق بما في ذلك الإنس والجن والسماوات والأرض والشجر والدواب؛ لأن كل شيء يسبح بحمده؛ قال تعالى: ﴿تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم﴾.
وقراءة القران في أي مكان طاهر محترم لا حرج فيها مطلقا إذا قصد بها ذكر الله والتعبد ورجاء الثواب من الله سبحانه وتعالى أو التعليم للغير كيفية التلاوة أو أحكام القرآن وهدايته؛ ويدل على ذلك إطلاق قوله تعالى: ﴿الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم﴾، وإطلاق قوله: ﴿يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا، وسبحوه بكرة وأصيلا﴾، والقرآن أشرف الذكر، وذلك إلى جانب ما ورد من الحث على قراءة القرآن، وعلى هذا لا مانع من فتح المذياع على إذاعة القران الكريم في المحل وغيره مع مراعاة آداب الاستماع من الهدوء والوقار والاحترام وعدم رفع صوت المذياع بما يشوش على المستمع أو الجيران.